مواجهة التنصير تتطلب مخطط استراتيجي وعمل مؤسساتي

 

 

لا زال الهجوم التنصيري على مجتمع المغربي يعمل بشكل مركز وبصمت مريب، فالحملات التنصيرية وسط الشباب المغربي بدأت تعطي أكلها وبشكل بارز، وبإطلالة سريعة على ما ينشر في المواقع الإلكترونية وما يجري داخل مواقع التواصل الاجتماعي يدرك المطلع مدى قوة المد التنصيري داخل دول شمال إفريقيا عامة والمغرب خاصة.

فشبابنا المستهدف حاله لا يخفى على أحد، إذ هو واقع بين مطرقة التنصير التي تؤمله بفرص العمل والعيش الرغيد، وسندان تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في حين تزيد الأمية الدينية من قوة المطرقة وتيسر من عملية تطويع عقول أبنائنا حتى ينسلخوا عن دينهم الذي لم يعلموا منه ما يحصنهم من شبهات المنصرين.

إن مقاومة مخطط التنصير يتطلب المواجهة الشاملة على المستوى الدعوي والاجتماعي والاقتصادي والصحي والثقافي والتعليمي، وذلك لسد كل الثغرات التي ينفذ منها المنصِّرُون داخل مجتمعاتنا، فهم يستغلون فقر المسلمين وجهلهم ومرضهم، ويقدمون إلى مناطقهم بإمكانيات ضخمة، فيبنون المدارس، والمستشفيات، ودور الرعاية والملاجئ ويقدمون الغذاء، والكساء، والدواء، ويتخذون العمل الاجتماعي ستارا لنشاطهم، ويصدرون الصحف والمجلات، والكتب والمنشورات، ويمتلكون المحطات الإذاعية والتلفزية التي ينشرون من خلالها سمومهم وأباطيلهم، فكيف لنا أن نقاوم هذه الجحافل التنصرية والمسؤولون عن تأمين الأمن الروحي لا يزالون يفتقدون لرؤية واضحة ومخطط محكم لمواجهة المد التنصيري، ومصرون أيضا على التضييق على جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بترسيخ الهوية ونشر التدين.

فالإستراتيجية المطلوبة لمواجهة التنصير، لا بد أن ترتكز على النواحي الدعوية والاجتماعية والتعليمية والصحية والثقافية، بحيث يتم وضع مجموعة من الخطط الفرعية التي تشمل هذه النواحي.

لا شك أن المسؤولية كبيرة ومشتركة بين كافة مكونات المجتمع، ويمكننا من خلال النقاط التالية رسم تصور مبدئي للخطط التي تمثل في مجموعها الإستراتيجية المطلوبة لمقاومة التنصير.

1- نشر الوعي الديني بين المواطنين، وبيان أخطار التنصير ومخططاته وممارساته وكشف الستار عن زيفه وخداعة وأكاذيبه، حتى لا ينخدع بها الناس.

2- تركيز الدعوة الإسلامية ودعم نشاطها في المناطق القروية التي ينشط فيها التنصير، وذلك قصد إكساب سكان هذه المناطق مناعة تحول دون سقوطهم فريسة سهلة بين مخالب المنصرين.

3- تطوير وسائل الدعوة الإسلامية وأساليبها، بحيث تستغل كافة وسائل الإعلام الحديثة في تبليغ كلمة الحق، والوقوف في وجه الباطل، فقد رأينا أن التنصير يعتمد على الكتب، ومحطات الإذاعة والتلفزة والأقمار الصناعية والمواقع الالكترونية وغيرها من الوسائل لنشر سمومه وأولى بالدعوة الإسلامية أن تعتمد على هذه الوسائل الحديثة، وتسخرها لخدمة الحق الذي تدعو إليه.

4- تكوين دعاة مختصين يتقنون اللغات واللهجات خاصة الأمازيغية لرد شبهات المنصرين.

5- محاربة المدارس التنصيرية والوقوف في وجه انتشارها.

6- تنقية المناهج الحالية في مدارسنا وجامعاتنا من آثار التغريب والغزو الفكري والثقافي.

7- الاهتمام بمادة التربية الإسلامية وإعطائها أهمية قصوى، ذلك بتدريسها عبر كافة المستويات التمهيدي والإعدادي والثانوي والجامعي، ورفع معاملاتها ومضاعفة ساعاتها، لا العكس.

8- القيام بأنشطة دورية داخل المؤسسات التعليمية الثانوية والجامعية للتوعية بخطر التنصير وضرورة محاربته.

9- دعم الكتاتيب القرآنية والعناية بها في كافة المناطق.

10- تضييق الخناق على الصحف والمجلات التنصيرية داخل التراب الوطني.

11- اهتمام وسائل الإعلام برد الشبهات والدعاوى الباطلة الموجهة ضد الإسلام، لا نشرها والدفاع عنها.

12- تشكيل هيئة ذات مستوى عالي من العلماء قصد المشاركة في المجامع التي تجمع الديانتين عند الاقتضاء، وليس من منطلق الاستجابة للضغوط الدولية.

13- الحد من ثقافة الذوبان اللا مشروط في الثقافات النصرانية وغيرها بدعوى الانفتاح على الآخر ونبذ العنف والكراهية.

14- تبني مشروع وطني متكامل لتوعية المغاربة بخطر التنصير تشترك فيه جميع الفعاليات الحكومية والجمعوية.

15- رصد ميزانية هامة للقيام بمهمة تتبع ومحاربة التنصير في البلاد، مع طبع وتسجيل الإنتاجات الدينية المحاربة لهذا الخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *