العلوم التجريبية إذا لم توجه بالعلوم الإنسانية تتحول إلى أداة تخريب

إن التغير المناخي مظهر من مظاهر التغيرات البيئية، تشكل فيها زيادة كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون العامل المحرك، اتفق الجميع على أن محركه الإنسان، من خلال سلوكياته الاستهلاكية الجائرة المهددة للنظام البيولوجي، في ظل تنافس اقتصادي-عسكري، يخطط للربح والتحكم، مهما كانت العواقب البيئية! {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} .
مما أفرز قناعة لدى عقلاء البشرية؛ أن العلوم التجريبية؛ إذا لم توجه بالعلوم الإنسانية المتنوعة، تتحول أداة تخريب، لا تعترف بالحدود السياسية، ولا التنوعات الإثنية، في هذا الإطار؛ يمكن إدراج تحذيرات العلماء عبر بحوث متنوعة، واتفاقيات ومؤتمرات دولية.
إلا أن التخريب الناتج عن الإفساد البشري، رغم تحمله نسبة من الانعكاسات السلبية التي تعانيها الإنسانية اليوم؛ يجب وضعه في الدرجة اللائقة به، باعتبار أن خالق هذا الكون؛ وضع له ضوابط، تضمن استمراريته؛ منها قوله تعالى “وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ” ، أي أن المؤاخذة الدنيوية لا تعمم، وإلا حصل الفناء.
يسبب هذا الطرح نقاشا ابستمولوجيا، بين من هو مقتنع به، وبين من يعتبره طرحا تقليديا لاهوتيا! بمعنى أنه نقاش ينبني على أساس اختلاف وتناقض المناهج والإيديولوجيات؛ خصوصا بعد اعتماد أغلب البرامج التعليمية، على التحليل الأحادي-المادي؛ واعتباره التحليل الموضوعي المحتكر للصواب!
بينما اعتبر من طرف البعض الآخر؛ من أوضح الأدلة على القصور الإبستمولوجي للعلوم الإنسانية، لعدم اعترافه بالتنوع الفكري، وأن تبرير استبدال الدين بالعلوم التجريبية؛ بسبب انحرافات الكنيسة، غير مبرر لدى المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *