بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي حضور العديد من الفعاليات السياسية والجمعوية والإعلامية والثقافية، نظم المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، يوم السبت 30 نونبر 2013، بالمكتبة الوطنية بالرباط، ندوة بعنوان «التطبيع ومخاطر الاختراق الصهيوني».
وأطر الندوة كل من النقيب عبد الرحمان بنعمر، عضو سكرتارية مجموعة العمل من أجل فلسطين، والفلسطيني المقيم بالمغرب الدكتور سعيد الحسن، أمين عام المؤتمر العام لنصرة القدس، والمفكر اليهودي من أصل مغربي جاكوب كوهين المناهض للصهيونية.
وقد تعرض النقيب السابق بنعمر في مشاركته لموضوع التطبيع ومسألة تجريمه قانونيا، والدواعي إلى ضرورة محاربته من طرف المغاربة بشتى مكوناتهم؛ وهي مناهضة لا تدخل في باب العاطفة، ولكن لأن أفعال الصهاينة في فلسطين تعتبر جرائم وفق القانون الجنائي الدولي، ولأن الكيان الصهيوني كيان متنطع يخالف الشرعية الدولية، وهو “دولة” عميلة زُرِعَت لخدمة الرأسمالية والإمبريالية.
وتعرض سعيد الحسن، الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق، لموضوع التطبيع الفكري، والذي هو القبول بالفكرة أو المشروع الصهيوني؛ وأكد على أن حل قضية فلسطين هو برحيل الصهاينة عن كامل أرضها؛ والكيان الصهيوني يسعى إلى هدم العالم العربي بأكمله، فهو يهدم في العراق، ومصر، والمغرب، لأنه يدرك أن قوة أي قطر عربي تهدده بالزوال؛ مذكرا بما قاله علال الفاسي، والمختار السوسي، وحسن البنا وغيرهم حول هذه النقطة؛ وأنه ينبغي النظر إلى الأبعاد المختلفة للصراع، وما نص عليه الإسلام بخصوص من يعتدي على بيضة المسلمين.
أما الباحث اليهودي جاكوب كوهين، المعادي للصهيونية، ذكر في تدخله أنه سقط في مرحلة شبابه في فخ الصهيونية، وذلك عندما كانت عصابات الموساد تهجر اليهود المغاربة إلى فلسطين، لكنه تنبه لخطرها، وأنها حركة عنصرية بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية.
كما أكد أن اليهود المغاربة كانوا متشبثين بوطنيتهم، حتى أن رجال الدين اليهود كانوا يعتبرون فرق التهجير مارقين عن الدين، وفكرة الصهيونية لم تكن لها شعبية في الأوساط اليهودية.
وتحدث عن محطات الصراع الفلسطيني الصهيوني، وتساءل عن هذا الدعم الكبير من الغرب، وتستره على جرائم الكيان اللقيط! مع أنه أكبر “دولة” تنتهك حقوق الإنسان ولا تعاقب. فلماذا؟
وأشار إلى تحكم الصهاينة في الاقتصاد والتجارة العالمية هو أهم هذه الأسباب؛ وأن لهم آلاف العملاء في كل مكان ويجب أن يحاربوا.
وذكر أن الرئيس محمد مرسي كان أول رئيس عربي يصل إلى سدة الحكم بطريقة ديمقراطية، وتمت الإطاحة به لأنه شكك في التزامه باتفاقيات السلام مع الصهاينة. وأن الغرب يعمل دوما على إجهاض أي مشروع نهضوي في الدول العربية.
كما شدد اليهودي من مدينة مكناس والمقيم بفرنسا حاليا على أن أندري أزولاي عميل للمخابرات الصهيونية التي لها نفوذ قوي في الإعلام والفن والموسيقى والسياسة المغربية.
واختتمت الندوة بالإجابة على أسئلة المتدخلين حول موضوع التطبيع.