لم يجد كاتب صحيفة الأيام هشام روزاق مدخلا لنقد وزير التربية والتعليم؛ أفضل من اجترار تهمة الجناية على القاصرات التي أبى إلا إلصاقها بالشيخ الدكتور محمد المغراوي على مذهب (عنزة ولو طارت)!
(شيخ البيدوفيليا)؛ (إمام الدعوة إلى اغتصاب القاصرات)؛ (لا يرى في الطفلات سوى جسد وجبت تهيئته لتلبية حاجة الإنسان الحيوانية ).
بهذه العبارات الطافحة حقدا وكراهية، المليئة إفكا وبهتانا؛ افتتح هذا الكاتب مقالته العدوانية، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن طبيعة هذا الخط التحريري والعمل الصحفي الذي يقوم على أساس: (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدق)، وعلى أساس السب والقذف الموغلين في قبح اللفظ والمعنى معا، وعلى أساس اتهام الأبرياء وإن ثبتت براءتهم مما نسب إليهم على أيدي أصحاب الأفكار الاستئصالية والسياسات الاستبدادية.
إن القاصي والداني يعلم أن فتوى “زواج الصغيرة” قضية مفتعلة لا وجود لها في الواقع المغربي، وأنها أكذوبة مختلقة ممن يريدون المغرب لأنفسهم فقط، الذين يودون لو رموا غيرهم في البحر ليعيشوا وحدهم؛ فلا رأي إلا رأيهم ولا تقدم إلا بأفكارهم ولا إصلاح إلا بتصوراتهم…
إذا قالت حذامي فصدقوها فإن القول ما قالت حذامي
ولا أرى الكاتب إلا واحدا من هؤلاء يحن إلى ذلك العهد البائد، ويأسف لكون العلماء يتنفسون شيئا من الحرية ويمارسون حقوقهم في التعبير والتأطير كغيرهم.
ولو وجد أمثال هذا الكاتب سبيلا إلى السلطة لرأينا نماذج لأمثال (مبارك) و(بنعلي).
لقد أثبتت التقارير والكتابات المتعددة أن الشيخ المغراوي وفر للصغيرات حلقات لتحفيظ القرآن الكريم حيث يتلقين العلم النافع والتربية الحسنة وقدمت عشرات الشواهد والإثباتات على ذلك؛ ومع هذا فإن عين السخط والكراهية التي ينظر بها الكاتب لم تبصر ولا تريد أن تبصر سوى ما لفقته أيدي الافتراء وسال به مداد الصحافة العلمانية الاستئصالية.
إن الكاتب لم يكتب ليمارس نقدا صحفيا مهنيا محترما؛ بقدر ما كتب ليتجشأ من تخمة حب الفساد والحنين إلى أيام الاستبداد التي لا يرى أصحابها في العلماء والدعاة إلى الله سوى كائنات متخلفة لا تستحق أن تعيش بحرية وكرامة.
ألا شاهت أقلام الاستئصاليين دعاة الكراهية.