كما كان متوقعاً؛ وبعد إعادة الانتخابات الجزئية بعدد من الدوائر و…نجاح مرشحي حزب العدالة والتنمية مرة أخرى، ارتفعت درجة غليان التيار العلماني؛ وشدد من حملته المنظمة لتشويه التيار السلفي عدوه اللدود؛ الذي يعتبره داعما رئيسا للحزب الفائز.
وتولىَّ كِبْر هذه الحملة وباء بإثمها كالعادة؛ أفراخ التيار العلماني الذين اعتدنا منهم في المغرب كما في مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها من البلاد العربية والإسلامية الهجوم على الحركة الإسلامية ورميها بالباطل وإسبال التهم الجاهزة عليها دون بينة أو برهان.
فصار التيار السلفي هو البعبع الذي تخوف به الحكومات ويستغل لاختلاق الأزمات؛ وقد تمكنت النخبة المزيفة والصحافة المرتزقة من خلال القلم والصوت والصورة من سِحر أعين الناس، وتشويه الحقائق؛ وجعل الصالح طالحا والطالح صالحا؛ والمعروف منكرا والمنكر معروفا، فاحتاج المصلحون والدعاة إلى الله تعالى أن ينُفِقُوا أعمارهم ليبصروا الناس بالحقيقة ويقنعوهم بالمعلوم من الدين بالضرورة.
وقد خرج علينا مؤخرا واحد من أبناء النخبة المستقوية، التي أوصلت المغرب إلى درجات الامتياز في كل شيء شيء.. في التعليم الذي وصل إلى الحضيض، وفي القيم والأخلاق التي باتت أطلالا يبكي عليها المصلحون.. ومؤسسة الأسرة التي تفككت فصرنا نسمع بعشرات حالات الطلاق في الساعة الواحدة؛ وبمئات الآلاف من أبناء الزنا، والفن الذي جعلوه قاصرا على الفسق والمجون، وجعلوا منه قطاعا خصبا لمحاربة الفضيلة وتسويق الرذيلة؛ حتى سمعنا ولم يخبرنا أحد بمسرحية (ديالي) التي تجهر وتفتخر فيها امرأة نكرة بأعضائها التناسلية؛ وكأننا في مملكة الحيوان.
خرج علينا … لكن ليس على صفحات الجرائد؛ ولا بين أسطر الكتب، بل خرج علينا بقبة البرلمان وبين نواب الأمة وممثليها ليخبرنا خبرا خطيرا مفاده أن هنالك بمراكش رجلا يرأس حزبا سريا إرهابيا ومضللا.
خرج علينا الأستاذ المهدي الكنسوسي، بكلام قليل المبنى ثقيل المعنى، بذل فيه مجهوداً واضحاً، لِيُلفت انتباه رجال السياسة والإعلام إلى هذا الرجل الخطير على أمن المغرب والمغاربة..
أراد المُنْقِذ المهدي الكنسوسي أن يُلفت انتباه القائمين على أمن البلد إلى أخطر رجل في المغرب، وهو ذات الرجل الذي يُتَّهم كحال علماء الدعوة السلفية بأنهم عملاء النظام، وأنهم خدَّروا الناس لأنهم لا يجُيزون الخروج على الحاكمِ، ولا البلبلة ولا الفتنة، ولا يحُسِنون إلا فقه الحيض والنفاس، فقولوا لي بالله عليكم كيف يجتمع النقيضان؟
هل تدرون أيها القراء الكرام، من هو هذا الرجل الذي يرأس حزبا سريا إرهابيا مضللا في نظر الأستاذ المهدي الكنسوسي عضو حزب الأصالة والمعاصرة؟
إنه الدكتور محمد المغراوي الذي يكتب في العلن، ويُحاضر في العلن، ويدعو إلى الله في العلن..
الدكتور محمد المغراوي الذي يُعلم الناس: قال الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويدرس المذهب المالكي ويخدمه، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، هو من يرأس حزبا سريا إرهابيا في المغرب..
الدكتور محمد المغراوي الذي يقسم وقته بين بيته ومؤسساته الدعوية، هو من يرأس حزبا سريا إرهابيا في المغرب..
الدكتور المغراوي الذي حاز درجة الدكتوراه في السبعينيات وزهد في المناصب وعزم على خدمة الدين والوطن..
الدكتور محمد المغراوي الذي لا يملك إلا قلمه ولسانه للتعبير عن دعوته، هو من يرأس حزبا سريا إرهابيا في المغرب من وجهة نظر الأستاذ المهدي الكنسوسي..
الدكتور محمد المغراوي الذي أفنى عمره في الدفاع عن ثوابت المملكة وترسيخ ثقافة الأمن والحرص على لُحمة المملكة هو من يرأس حزبا سريا إرهابيا في المغرب..
الدكتور محمد المغراوي الذي يجول المغرب طولا وعرضا داعيا إلى نبذ الغلو والتطرف محذرا من الفتن والمصائب هو من يرأس حزبا سريا إرهابيا في المغرب..
الدكتور محمد المغراوي الذي تخرج على يديه آلاف الحفاظ ومئات المصلحين ومئات الشباب الصالحين هو من يرأس حزبا سريا إرهابيا في المغرب..
الدكتور محمد المغراوي الذي حاربت مؤسساته الدعوية الجريمة والفساد والانحراف والبدع والضلالات هو من يرأس حزبا سريا إرهابيا في المغرب.
فهل هذه تحركات وأنشطة من يترأس حزبا سريا إرهابيا مضللا؟
إن مهاجمة رموز الأمة، وعلمائها “موضة” يتسلق من خلالها دعاة العلمنة إلى أهداف أيديولوجية وسياسية مكشوفة معروفة لدى الجميع؛ ولعل في مثل هذا الهجوم تصويراً واضحاً لتلك الحقيقة الشرعية المؤكدة، ألا وهي بقاء الصراع بين الحق والباطل الذي بينت الشريعة الإسلامية مصير أصحابه بكل جلاء في مواطن عديدة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
إن في هذه الهجمات محاولة لزعزعة الثقة بالعلماء، والانتقاص منهم والحطّ من قدرهم، ولاشك أن في ذلك انتقاصا من الدين، وفيها أيضاً محاولة لهدم كيان القيادات الإسلامية، وسلخ المسلمين من هويتهم الدينية شيئاً فشيئاً.