التواصلُ الدَّعويُّ الممكنُ بين الدعاةِ ليس مساراً واحداً، بل مساراتٌ متعددةٌ تُبْنَى على بعضها، فأعلى درجاتها الوحدة، وأدناها السلامةُ وكفُّ الأذى، وبينها مساراتٌ كثيرةٌ ممكنةٌ قابلةٌ للتطبيق، كالتنسيقِ والتكاملِ والتعاونِ، وبعدها مسارات كثيرة تثير عوامل النزاع والفرقة وتشتيت قوة الأمة.
كثيراً ما ينظرُ بعضُ الدعاةِ بمنظارَين: منظارٌ يضخِّمُ فيه نفسَه وجماعَته ومَنْ يحب، ومنظارٌ يُقزِّمُ فيه الآخرين ويبخسُهم حقوقَهم، والموضوعيةُ في قراءةِ الواقعِ الدعوي أمرٌ عزيزٌ لا يسمو إليه إلا أهلُ الصدقِ والورعِ!
عندما تتأمَّلُ واقعَ الدعوةِ والدعاةِ في العالم الإسلامي، سوف تقفُ على مشاهدَ وبرامجَ رائعةٍ تسرُّ الخاطر، لكنكَ في الوقتِ نفسهِ سوفَ تلاحظُ أنَّ من الأدواءِ المزمنةِ التي أثقلت الدعوةَ وأنهكت الدعاةَ، ظاهرةَ التفرُّقِ والتنازعِ والتدابرِ بين الدعاة!
وبعضُ هذا التنازع ناتجٌ عن اختلافاتٍ منهجيةٍ وعلميةٍ لها حظٌّ من الأثرِ أو النظر، ومثل هذا النوعِ ينبغي أن يعالَجَ برؤيةٍ علميةٍ وأفق دعوي بعيداً عن التهويشِ والجدلِ والمكايدة!
وكثيرٌ من تلكَ الاختلافاتِ تحركُها الأهواء، ويسودُها البغي، وتذكيها العصبياتُ الحزبيةُ والمشيخيَّة.. وما ذاقَ حلاوةَ الدعوةِ مَنْ تعلَّقَ قلبُه بِمَغْنَم شخصيٍّ، وعمَّر حياتَه الدعويةَ بالتهارش والقيل والقال.. وما ذاقَ حلاوةَ الدعوةِ مَنْ كان همَّه الانتصارُ للجماعة أو الحزب على حساب الحق.
قلّب بصرَك أنَّى شئتَ في محاضن العلم والدعوةِ، وستجد ظاهرةَ التوتر والتعانف والاحترابِ الداخلي تبرز لك بجلاء. وهذه بلا شك بيئةٌ خصبةٌ للفشل وذهابِ الريح وانتشارِ الوهن واستهلاكِ الطاقات، كما أنها بيئة خصبة لتمرير كثير من دسائسِ ومؤامراتِ المناوئين.
واقعٌ مؤلمٌ بلا شك!
متجر البيان الالكتروني
ما التقيتُ أحداً من العلماءِ أو الدعاةِ إلا رأيتُه يألَم لهذا التفرُّق، ويسوق لك النصوص التي تأمر بالاجتماع وتذم الفرقة، لكن قلَّ أن تجدَ مبادراتٍ عمليةً فاعلةً لرأبِ الصدع ولمِّ الشمل، فهذا يُعْرِض وذاك يُكَابر؛ ليستمرَّ الخلاف، ويصَّاعد في دوائرِ الأتباع!
وأحسبُ أننا سنعالج جزءاً كبيراً من هذا التفرُّق، وسنسيرُ في الاتجاهِ الصحيح؛ إذا صَدَقَ منا العزمُ، وحرصنا على الانطلاق من المعالم التالية:
المعلم الأول:
تعزيز الولاء للحق والاعتصام بالحجة والبرهان، وأن يكون مناط الولاء والنصرة والتعاون رضا الله -عز وجل-. ومن الآفات التي ينبغي الحرص على علاجها ودرئها أن يُعقد الولاء والتعاون على الأساس الحزبي أو المشيخي؛ وإن كان على حساب الحق، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نصر قومه على غير الحق؛ فهو كالبعير الذي ردي وهو ينزع بذنبه)[1].
وقد رسم الإمام ابن القيم المنهج الحق بقوله: «عادتنا في مسائل الدين كلها، دقها وجلها، أن نقول بموجبها، ولا نضرب بعضها ببعض، ولا نتعصب لطائفة على طائفة، بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق، ونخالفها فيما معها من خلاف الحق، لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة»[2].
إن تلك التجمُّعاتِ الدعوية في العالم الإسلامي.. الجماعاتُ والأحزابُ والجمعياتُ والمنظماتُ؛ تمثِّل أزمةً حقيقيةً في تنازعها وافتراقها، لكن ألا يمكن أن تتحوَّل الأزمةُ إلى فرصةٍ لتحقيق التنوُّعِ الإيجابي والتكاملِ الدعوي، والحفاظ على معاقد الولاء وأواصر الأخوّة، ثم ندير خلافاتنا بمنهج يجمعُ ولا يُفرِّق، ويُؤلِّف ولا يُشتِّت؟!
هذه التجمُّعاتُ وسيلة فلا تصرفنَّكُم مماحكاتُها عن الطريق، قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153]، ومشكلة بعضهم ظنه أنَّه لا طريق له لتحقيق أهدافه إلا بإقصاء الآخرين وتهميشهم، أو توظيفهم في مشروعه ليكونوا تحت عباءته، وما درى أنَّ كثيراً من النزاع يمكن أن يزول أو تخف حدته إذا أدركنا أنَّ الساحة الدعوية تتسع لكل الجهود المخلصة.
المعلم الثاني:
إحياءُ شعيرةِ التناصحِ والتواصي بالحق، بالرحمةِ والإحسان، لا بالتشفِّي والانتقام؛ فالنصيحةُ المشفِقَةُ آيةٌ من آياتِ المحبةِ والولاء، والسكوتُ عن الخطأ يزيد من شِقَّةِ الخلافِ ولا يعالجها.
ومن علامات النصيحة المخلصة: أن يكون الرد بنية التقويم والإرشاد، وليس الفضيحة والإسقاط! وفي هذا السياق يقول ابن تيمية: «الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم إن لم يقصد منه بيان الحق وهدي الخلق ورحمتهم والإحسان إليهم؛ لم يكن عمله صالحاً، وإذا غلَّظ في ذمِّ بدعة ومعصية كان قصده بيان ما فيها من الفساد ليحذرها العباد، كما في نصوص الوعيد وغيرها. وقد يهجر الرجل عقوبة وتعزيراً والمقصود بذلك ردعه وردع أمثاله، للرحمة والإحسان لا للتشفي والانتقام»[3].
وقد أشار أبو نصر السجزي (ت: 444هـ) إلى أنَّ المتكلم في السنة إذا أراد اتباعها فإنه يُعان على خصومه، أما من أراد المغالبة فربما غلب[4].
وفي الوقت نفسه لن تحقِّق النصيحة مقصودها الشرعي إذا تزيَّنت بلباس الشدَّة والقسوة، وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يحرم الرفق يحرم الخير)[5].
المعلم الثالث:
إحياءُ فقه التغافرِ والتماسِ العذرِ وحُسن الظن وحفظ السابقة ومعرفة الفضل لأهله.. ونحوها من أخلاق ذوي المروءات، قال الله -تعالى-: {وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [الشعراء:183]، وقال سبحانه: {وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة:237].
ونحن أحوج ما نكون إلى إحياء منهج الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فقد سطروا أروع الأمثلة في سلامة الصدر والتغافر وسعة الأفق والتماس العذر لأهله، وتأمّل هذه القصة التي رواها الزهري فقال: «حدَّثني عروة أنَّ المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية، فقضى حاجته.
ثم خلا به، فقال: يا مسور! ما فعل طعنك على الأئمة؟
قال: دعنا من هذا وأحسن.
قال: لا والله! لتكلِّمني بذات نفسك بالذي تعيب عليَّ.
قال مسور: فلم أترك شيئاً أعيبُه عليه إلا بيَّنتُ له.
فقال: لا أبرأ من الذنب. فهل تعُدُّ لنا يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامَّة، فإنَّ الحسنة بعشرة أمثالها، أم تعدُّ الذنوب وتترك المحاسن؟
قال: ما تُذكر إلا الذنوب.
قال معاوية: فإنَّا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه؛ فهل لك يا مسور ذنوبٌ في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم تغفر؟
قال: نعم.
قال: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحقَّ مني، فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أُخيَّر بين أمرين، بين الله وبين غيره، إلا اخترتُ الله على ما سواه، وإني على دين يُقبَل فيه العمل ويُجزَى فيه بالحسنات، ويجزَى فيه بالذنوب، إلا أن يعفو الله عنها.
قال: فخصمني.
قال عروة: فلم أسمع المسور ذكـر معاوية إلا صلَّى عليه»[6].
فتأمّل الإنصاف وسرعة الفيء لأولئك الأفذاذ رضي الله عنهم، ولا شك أنَّ التغافر وسلامة الصدر يحتاج إلى ترويض ومجاهدة ومغالبة للنفس، فمن يقوى على ذلك إلا أصحاب العزائم؟! قال الله تعالى: {وَلَـمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَـمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [الشورى:43].
المعلم الرابع:
إشاعةُ ثقافةِ التطاوع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تطاوعا ولا تختلفا)[7]، فالتطاوعُ يَدلُّ على صفاءِ النفس وقوةِ الشخصية وسِعَةِ الأفق، ولا يتحقق إلا بقدر كبير من السماحة والاستعداد للتوافق.
والتطاوعُ لا يعني التنازلَ عن الحقِ أو القبولَ بالباطل، أو السكوت عن الأخطاء، لكنه يعني الملاينة واتساعَ الصدرِ للاجتهادات السائغة، وتقديم المصالح العامة على الخاصة، والكبرى على الصغرى، وسعة الأفق في احتواء النزاعات.
إنَّ من الآفات المزمنة التي لا تكاد تخطئها العين: شيوع روح المكابرة والاستعلاء والتعنّت والاعتداد بالرأي، والتهوين من قدر الآخرين علماً أو عملاً؛ وهذه أسباب تعوق التطاوع وتقطع سبيل الملاينة، وتؤكد حاجتنا الماسة لإعادة بناء منظومتنا التربوية والأخلاقية.
ومن أعظم موانع التطاوع أيضاً: شح النفوس، كما قال تعالى: {وَالصُّلْـحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ} [النساء: 128]، وقد عرَّفه الشيخ السعدي بقوله: (هو عدم الرغبة في بذل ما على الإنسان، والحرص على الحق الذي له)، ثم ذكر أن السماحة ضد الشح، وهي: (بذل الحق الذي عليك، والاقتناع ببعض الحق الذي لك)، وبيَّن بعد ذلك أنه: (متى وُفّق الإنسان لهذا الخلق الحسن، سهل حينئذ عليه الصلح بينه وبين خصمه ومعامله، وتسهلت الطريق للوصول إلى المطلوب، بخلاف من لم يجتهد في إزالة الشح من نفسه، فإنه يعسر عليه الصلح والموافقة، لأنه لا يرضيه إلا جميع ما له، ولا يرضى أن يؤدي ما عليه. فإن كان خصمه مثله، اشتد الأمر)[8].
ولعل هذا من أعظم أسباب إخفاق مشاريع التنسيق والتعاون بين الدعاة والتجمعات الإسلامية؛ فالعلاقة المتينة المستمرة لا تستقيم إلا بالسماحة والتطاوع.
وأرجو أنَّ في كل تيار دعوي فئاماً من ذوي الحلم والسماحة ولين الجانب، ممَّن يألف ويؤلف؛ وهؤلاء هم الجسر الحقيقي للتطاوع، يبنون بأخلاقهم العالية بساط التوافق والتواصل البناء، وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (المؤمنون هينون لينون، مثل الجمل الأنف، إن قيد انقاد، وإن سيق انساق، وإن أنخته على صخرة استناخ)[9] .
المعلم الخامس:
العدلُ في الأقوالِ والأعمالِ والأحكامِ، مع كلِّ أحدٍ وفي كلِّ حال؛ فالمخالفة الحزبيةُ لا تجيزُ البغيَ أو الجورَ، قال الله تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8]، وقال: {وَإذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} [الأنعام:152]، وقال: {وَإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء].
وكثيراً ما ينظرُ بعضُ الدعاةِ بمنظارَين: منظارٌ يضخِّمُ فيه نفسَه وجماعَته ومَنْ يحب، ومنظارٌ يُقزِّمُ فيه الآخرين ويبخسُهم حقوقَهم، والموضوعيةُ في قراءةِ الواقعِ الدعوي أمرٌ عزيزٌ لا يسمو إليه إلا أهلُ الصدقِ والورعِ!
وقد أشار ابن تيمية إلى ملحظ مهم قلَّ من يتنبه له؛ فقال: «الحكم بين الناس في عقائدهم وأقوالهم، أعظم من الحكم بينهم في مبايعهم وأموالهم»[10].. فهل يدرك هذا من يتهوك في أعراض العلماء والدعاة؟!
المعلم السادس:
حفظُ مقادير العلماء والدعاة واجبٌ شرعيٌّ، ولا يجوز أن تسقط مكانتُهم أو تهدر محامدُهم لزلةٍ عابرةٍ أو فلتةٍ عارضة، فالعبرةُ بكثرة المحاسن، والمنصفُ كما قال الإمام ابن رجب: «من اغتفر قليلَ خطأ المرء في كثير صوابه»[11].
ولو أننا أسقطنا العالم أو الداعية بسبب خطأ وقع فيه، هل سيبقى لنا أحدٌ من علمائنا أو دعاتنا في القديم أو الحديث؟!
وتأمل حكمة الإمام ابن القيم إذ يقول: «لو كان كل من أخطأ أو غلط تُرك جملة وأُهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات والحكم، وتعطلت معالمها»[12].
وثبت في الحديث الصحيح: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)[13]، وقد أشار السعدي وغيره إلى أن هذه قاعدة عامة في جميع العلاقات الاجتماعية[14].
وتتبُّعُ العثرات وإشاعةُ الزلات وكتمانُ الصالحات؛ آفةٌ خطيرةٌ تدل على ضعف الديانة وقلة المروءة، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من (خليل ماكر عينه تراني وقلبه يرعاني، إذا رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيئة أذاعها)[15].
ولهذا؛ توجَّعَ الأئمة قديماً وحديثاً من صنيع هؤلاء، فها هو ذا الإمام الشعبي يقول: (لو أصبت تسعاً وتسعين، وأخطأت واحدة، لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين)[16].
وعندما تتبّع الحميدي بعض أخطاء الشافعي عتب عليه أحمد بن حنبل قائلاً: «تمرُّ مائة مسألة يخطئ خمساً أو عشراً، اترك ما أخطأ وخذ ما أصاب»[17].
إنَّ تربيةَ الشباب على التخوّض في أعراضِ الدعاةِ وتتبُّعِ زلاتهم، من الآفات التي أثقلت المسيرةَ الدعوية وأوجدت بيئة خصبة للتعانف اللفظي والتفرق والتنازع لأي سبب عارض! ولهذا أقول للشباب: إذا رأيت الداعيةَ ناصحاً لإخوانه، ينأى بنفسه عن الجدلِ ويتورع عن القيل والقال ويحبس لسانه عن فضول المنازعات وتتبع العثرات؛ فاعلم أنه صاحبُ دين وعقل ومروءة، فالزم صحبته.
المعلم السابع:
التواصلُ الدَّعويُّ الممكنُ بين الدعاةِ ليس مساراً واحداً، بل مساراتٌ متعددةٌ تُبْنَى على بعضها، فأعلى درجاتها الوحدة، وأدناها السلامةُ وكفُّ الأذى، وبينها مساراتٌ كثيرةٌ ممكنةٌ قابلةٌ للتطبيق، كالتنسيقِ والتكاملِ والتعاونِ، وبعدها مسارات كثيرة تثير عوامل النزاع والفرقة وتشتيت قوة الأمة.
ومن العسير جداً أن يتم التعاون أو التنسيق في أجواء من التشنج والتوتر، كما أنه من العسير أيضاً أن يتحقق التواصل والتكامل على قاعدة هشة من علائق الأخوّة التي تستبطن الشح والأثرة وسوء الظن!
إنَّ القدرةَ على إدارةِ العلاقةِ بين الإسلاميين برؤيةٍ ناضجةٍ تخفِّفُ من حِدَّةِ الاحتقانِ وتسعى لدرءِ النزاعات؛ هي أقلُّ الواجبِ المنوطِ بأعناق الروّاد، والأمةُ التي لا تعرفُ كيف تُديرُ خلافاتها كيفَ لها أن تعرفَ طريقَ نهضتها؟!
وأحسب أن تعزيز الائتلافِ وتغليب مصالحِ الأمة لن يتحققَ إلا بمبادرةِ القدواتِ العامِلَة الناصحة، وإذا تقاصر الرواد تطاول الأقزام!
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب رقم (5117)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، وفي صحيح الجامع رقم (6575).
[2] طريق الهجرتين وباب السعادتين: (ص 393).
[3] منهاج السنة النبوية: (5/239 – 240).
[4] الرد على من أنكر الصوت والحرف: (ص 235).
[5] أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة رقم (2592).
[6] سير أعلام النبلاء: (3/151)؛ وانظر تخريج المحقق.
[7] أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير رقم (3038)، ومسلم في كتاب الجهاد والسير رقم (1733).
[8] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: (2/183-184).
[9] أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير رقم (214)، وحسنه لغيره الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (936).
[10] درء تعارض العقل والنقل: (7/464).
[11] القواعد: (3).
[12] مدارك السالكين: (2/39).
[13] أخرجه مسلم في كتاب الرضاع رقم (1469).
[14] انظر: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخبار (ص101-102).
[15] أخرجه الطبراني في الدعاء، وقال الألباني: إسناده جيد، السلسلة الصحيحة رقم (3137).
[16] حلية الأولياء: (4/320-321)؛ وسير أعلام النبلاء: (4/308).
[17] آداب الشافعي ومناقبه للرازي: (ص 44).