يتوقع خبراء الجيولوجيا والبيئة بأن التغيرات التي ستطرأ في كوكب الأرض خلال خمسين سنة المقلبلة؛ تعادل حجم التغيرات على كوكب الأرض لمدة 4 ملايين سنة مضت..
أضاف خبراء المناخ التغييرات المناخية إلى قائمة الأخطار التي تهدد الحضارة البشرية بعد الخطر النووي الذي يشكل أكبر خطر على الإنسانية.
وقال عالم الفلك الإنجليزي السير مارتن ريس بأن تأثيرات الأنشطة البشرية على المحيط الحيوي من الأرض والمناخ والمحيطات لم يسبق له مثيلا، منذ سقوط القنبلة الذَّرية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي. وأنها تمثل تهديدات بدون أعداء. كما ذكر عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينج من أن التغير المناخي أشد خطرا على كوكب الأرض من الإرهاب.
ويتوقع خبراء الجيولوجيا والبيئة بأن التغيرات التي ستطرأ في كوكب الأرض خلال خمسين سنة المقلبلة؛ تعادل حجم التغيرات على كوكب الأرض لمدة 4 ملايين سنة مضت.
من أهم آثار التغير المناخي؛ ارتفاع مستمر ومتسارع لدرجة الحرارة على المستوى العالمي؛ يتراوح حسب بعض التوقعات من 1,1 درجة إلى 6,4 درجة مائوية بحلول سنة 2100.
إلا أنه ينتج عن هذا التأثير حالات تعارض يمكن ذكر بعضها:
– ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر إلى خمسة أمتار سيهدد بعض السواحل، هذا التهديد لا يكون مفاجئا لأن مستوى سطح البحر سيرتفع تدريجيا خلال السنين مما قد يعطي الناس فرصة للرحيل أو رفع المباني أو السدود . إلا أن الخطر الداهم قد ينتج عن العواصف المدمرة التي تهب أحياناً على السواحل وتسبب أمواجا عاتية قد تحمل مياه البحر بعيدا نحو الداخل، مما سيؤدي إلى انجراف التربة وتحويل مناطق فلاحية إلى أراضي غير صالحة للزراعة، الأمر الذي سيؤثر بشكل خطير على الأمن الغذائي ليشمل مئات الملايين من البشر.
– انقاص كميات المياه في مناطق أخرى عن طريق زيادة التبخر والنتح، مما سيؤدي إلى انتشار الجفاف في مناطق عديدة من المعمور ولاسيما المناطق الإفريقية.
– زيادة درجة حرارة كوكب الأرض يعتبر مفيدا لعروض المناخات الباردة، من خلال إطالة موسم الزراعة وبالتالي ستصبح الأرض الزراعية أكثر انتاجا . إلا أن العلماء ليسوا متأكدين أي من مناطق العالم ستواجه الفيضان أو الجفاف.
يضاف إلى ظواهر ندرة المياه الحادة في بعض مناطق العالم المذكورة سابقا، ظواهر الأحداث المناخية العنيفة مثل الإعصارات الاستوائية أو العواصف التي تتركز في مكان وزمان محدودين، وتزداد خطورتها على المنحدرات الجبلية أو على مساحات تفتقر لغطاء غابوي واق. ولقد أضحت فجائية هذه الأحداث هي القاعدة؛ بحيث لم يعد من الممكن وضع توقعات موثوقة لأحوال الطقس.
مست آثار التغير المناخي كل المجالات؛ إما بشكل مباشر أو غير مباشر، بدء بالمجال البيئي إلى المجال الصحي، مرورا بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.