هل حذفت الأمة ذكر الآل في الصلاة خلافا لما كان يفعل المتقدمون؟

ذكر ذ.أبو حفص محمد عبد الوهاب رفيقي في الأشرطة المذكورة أن: (الأمة أهملت وحذفت ذكر الآل في الصلاة عليه كما كان يفعل المتقدمون، وهذه أحد مظاهر النصب التي سرت في الأمة. وسرى هذا في أهل العلم، وتأثروا بالكتابات قبلهم والتي تأثرت بالسياسة، وتناسوا أو تغافلوا أو جهلوا -على حد زعمه- أن هذه الكتب ألفت في ظروف سياسية قاهرة وضاغطة وتماشوا مع هذا النصب الموجود في كتب المتقدمين فبدأوا يأصلون له.
ومثَّل بابن حزم حيث ضعف كل الأحاديث الواردة في حق علي إلا حديثين. وهكذا فعل ابن تيمية فلقد حاول تضعيف الأحاديث الواردة في فضله رضي الله عنه).
ورد الشيخ مصطفى باحو هذا كلام جملة وتفصيلا؛ ووصفه بأنه كلام مليء بالمغالطات. وأكد أن علماءنا رحمهم الله صادقون عدول في ما يكتبون، وهذا لا ينفي وقوع الأخطاء منهم في بعض ما يكتبون. وليسوا تجارا للدين حتى يتلاعب بهم السياسيون في أمور دينهم، وهم المعروفون بصدق اللهجة والصدع بالحق.
وأما زعمه -أي رفيقي- أن الأمة هجرت السلام على الآل فيكفي أن تطالع كتب أهل السنة الفقهية والعقدية والحديثية لترى فيها آلاف بل مئات الآلاف من الأمثلة لقولهم: صلى الله عليه وآله وسلم. وقد تتبعت ذلك بنفسي فوجدته كما قلت. مع أن ذلك غير لازم بل هو مستحب فقط، وتركه لا يدل على نَصْب، والنَّصْب: معاداة أهل البيت أو تنقصهم. ولم يعرف في زماننا من يلهج بكلمة النصْب إلا الرافضة اللبنانيين والعراقيين والإيرانيين. وقد سمعت ذلك بنفسي من كثير منهم مرارا.
وفي مجموع الفتاوى (3/154) أن النواصب هم الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل. وفي منهاج السنة النبوية (5/44): النواصب الذين يتبرؤون منه (أي: علي) ولا يتولونه ولا يحبونه بل قد يكفرونه أو يفسقونه. وفي الاستيعاب لابن عبد البر (2/ 493): وأما ربيعة بن يزيد السلمي فكان من النواصب يشتم عليا رضي الله عنه. وفي فتح الباري لابن حجر (1/ 543): النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه.
وكَوْنُ بعض أهل السنة يضعف حديثا في فضل علي مع إقراره بأحاديث أخرى، لا يشينه فقد أداه اجتهاده إلى ذلك، فكان ماذا؟ ولا يدل على النصب بأي حال من الأحوال.
وتمنى الشيخ باحو لو أن رفيقي صحح الحديث وبين خطأ مَن ضعفه بالمنهج العلمي السديد مع احترام كلام المخالف. ولكن تحوير المسألة من اجتهاد يخطئ ويصيب إلى تقصُّد ستر فضائل آل البيت!! وتعمُّد تضعيف الأحاديث الواردة في فضلهم!! والنصب!! وما أشبه ذلك أقل ما يقال فيه: إنه اتهام خطير لعلمائنا الذين بهم حفظ الدين ووصل إلينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *