ردود أفعال وطنية ودولية حول “لائحة إرهاب” الخليج ومقاطعة قطر

 

 

تتسع يوما بعد آخر حالة التضامن الشعبي العربية والإسلامية مع قطر، في مواجهة قرارات المقاطعة وإجراءات الحصار التي تقودها الرياض وأبو ظبي والدول التي استجابت لهما.

المغرب

ذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أنه منذ اندلاع الأزمة بين دول الخليج، قام الملك محمد السادس، باتصالات موسعة ومستمرة مع مختلف الأطراف.

ودعا الملك محمد السادس، حسب البلاغ، جميع الأطراف إلى مزيد من التروي والحكمة، من أجل تهدئة الوضع، وتجاوز هذه الأزمة، من خلال إصلاح المسببات التي قادت إليها، وفق الروح التي طالما سادت داخل دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد البلاغ، استعداد المغرب، إذا ما وافقت الأطراف، فتح حوار هادئ ورصين، قوامه عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، ومحاربة التطرف الديني والوضوح في المواقف والوفاء بالالتزامات.

هذا وقد أعطى الملك محمد السادس اليوم تعليماته لإرسال طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى دولة قطر.

وأفاد بلاغ صادر عن وزارة الخارجية أن القرار جاء “تماشيا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما يستوجبه خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية”.

 

تركيا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن البعض منزعج من وقوفنا إلى جانب إخوتنا في قطر، إلا أننا مستمرون في تقديم جميع أنواع الدعم إليها.

وأضاف: “أقول إنه يجب رفع الحصار تماما، لابد ألاّ يحدث هذا بين الأشقاء”.

وتابع الرئيس التركي: “لدي رجاء خاص من السلطات السعودية، أنتم أكبر من في الخليج والأقوى (..) عليكم أن تكونوا تاج الأخوة، وأن تجمعوهم على صعيد واحد، هذا ما ننتظره من خادم الحرمين الشريفين وهذا ما يليق به”.

وأضاف موجها حديثه لقادة دول الخليج وشعوبها، أنه “لا يوجد غالب في حرب الأشقاء، والجهة المنتصرة في الحرب ستكون البؤر التي تتغذى على حالة عدم الاستقرار والتوتر”.

وشدد أنه “من الخطأ إضافة المزيد من المشاكل للعالم الإسلامي الذي يعاني بالفعل من العديد منها”.

يشار إلى أن إسطنبول شهدت تظاهرات واحتجاجات داعمة لقطر.

 

موريتانيا

أما في موريتانيا فقد شكل قرار الحكومة قطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر صدمة كبرى في الأوساط السياسية والشعبية، دفعت بعد ساعات فقط من اتخاذ قرار المقاطعة لخروج مظاهرات بالعاصمة نواكشوط رفضا للقرار.

وتوجهت المظاهرات إلى مبنى السفارة القطرية في نواكشوط، حيث هتف المتظاهرون بعبارات التضامن مع قطر، مؤكدين أن قرار الحكومة الموريتانية لا يمثل الشعب الموريتاني.

ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الفور هاشتاغ “#موريتانيون_مع_قطر”، وهاشتاغ “#الشعب_الموريتاني_يرفض_قطع_العلاقات_مع_قطر.

فيما غصت مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات قليلة بآلاف التدوينات المتضامنة مع الدوحة، والمنددة بالموقف الرسمي الموريتاني.

 

جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

دعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (أكبر تجمع للعلماء الشرعيين بالجزائر)، قادة الدول الإسلامية وعقلائها، إلى التدخل لإيجاد حل للأزمة التي نشبت بين دول الخليج العربي و”أطربت أعداء الأمة”، بحسب تعبيرها.

 

وقالت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (مستقلة) في بيانها: “نهيب بعلماء الأمة، وقادة حكمها، نهيب بهم جميعا، لإصلاح ذات البين، بالحوار، والكلمة الطيبة، وتغليب المصلحة العليا للأمة، على كل المصالح الأخرى”.

وناشدت الجمعية “جميع العقلاء في الأمة، كيفما كانت مواقعهم، أن يعملوا على جلوس الأشقاء الفرقاء، إلى طاولة الحوار، لحل النزاع فورا”.

ووجهت الجمعية خطابها إلى الدول المتنازعة بالقول: “لقد أطربتم أعداء الأمة، بما أقدمتم عليه من قطع العلاقات، والتلويح بالتهديدات، ومصادرة ما هو آت”.

 

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

وتضامن الاتحاد العام لعلماء المسلمين الذي يضم مئات العلماء المعتبرين من مختلف دول العالم مع قطر، حيث دعا الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد إلى “رأب الصدع الخليجي بمزيد من الحكمة والعقل”، وشدد على “ضرورة إنهاء الخلاف بين الأشقاء”.

وأفتى في بيان أصدره الاتحاد اليوم بأن “الصلح واجب وأن القطيعة محرمة في الشريعة الإسلامية”، مشددا على أن الإسلام “حرّم المقاطعة بين الأشقاء ويدعو دائمًا للحوار بين الأخوة وإن اختلفت آراؤهم”، وأشار إلى أن “إيذاء المسلم للمسلم حرام وقد تعددت وتنوعت طرق الإيذاء بين النفسية والجسدية والاجتماعية التي تتجسد في قطع الأرحام”، مشددا على “ضرورة احترام حقوق الجوار بين الدول”.

ماليزيا

وأعلنت منظمات ماليزية غير حكومية رفضها للإجراءات التي اتخذتها دول عربية وإسلامية ضد قطر، ودعت الحكومة الماليزية إلى عدم الانجرار إلى ما اعتبرته “مؤامرة تحاك ضد دولة قطر”.

وفي أعقاب تدشين حملة لإحياء الذكرى الخمسين لاحتلال مدينة القدس، وصف ممثلون عن 344 من مؤسسات المجتمع المدني الإجراءات التي تقودها الرياض وأبو ظبي والقاهرة بـ”الظالمة”، لا سيما أنها بُررت باحتضان قطر لحركة حماس.

 

الأردن

وفي الأردن أعربت كتلة الإصلاح النيابية عن تفاجؤها بقرارات الحكومة بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وإلغاء ترخيص مكتب قناة الجزيرة، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع أن تقوم عمان بالتدخل لنزع فتيل الأزمة بين عدد من دول الخليج ودولة قطر.

وأضافت الكتلة في بيان رسمي: “إننا نجد في قرارات الحكومة ضربة قاسية للمصالح الأردنية في قطر، ومؤثرا سلبيا عليها، حيث تضم قطر أعدادا كبيرة من الأردنيين العاملين فيها”.

واعتبر البيان أن “المستفيد الأكبر من هذه الأزمة هو العدو الصهيوني الذي ظهر جليا مدى سروره بالحال الذي وصل إليه الخصام بين العرب”، وناشدت كتلة الإصلاح الملك عبد الله الثاني إلغاء قرارات خفض العلاقات وإقالة الحكومة التي قامت بذلك.

طلبة الإمارات

أصدرت مجموعة من طلبة العلم الإماراتيين، بيانا رفضت فيه مقاطعة قطر، وأشاروا إلى ضرورة حل الخلاف بالحوار، مشيرين إلى أنه لا يجوز للشعوب اتباع حكوماتها في ما فيه ظلم للآخرين.

وأشار البيان إلى أن الإصلاح بين المتخاصمين من أعظم أمور الخير، أما إشعال نار الخصومة فهو من الكبائر التي تفسد الدين، مؤكدين على أنه يجب الوقوف إلى جانب المظلوم، ولو كان الظالم أبا أو أخا أو حاكما.

وجاء فيه أيضا أنه “لا طاعة لحاكم في ظلم”، وإنما السمع في الطاعة، محذرا “من تقطيع الأنساب، وتشتيت الأسر، وتفكيك المجتمعات، بسبب ما أقرته دول خليجية وأخرى عربية من مقاطعة اقتصادية لجارة خليجية”.

 

حركة حماس

من جهته، ثمن القيادي في حركة “حماس” أحمد بحر مواقف قطر الداعمة لقطاع غزة، واستنكر تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشأن مطالبة الدوحة بوقف دعمها لحركته.

ووصف تصريحات الوزير السعودي بأنها “توتيرية، ولا تعبر عن أصالة السعودية ودورها التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني، ولا تخدم سوى إسرائيل”.

وقالت الجمعية: “نهيب بعلماء الأمة وقادة حكمها، نهيب بهم جميعا لإصلاح ذات البين بالحوار والكلمة الطيبة وتغليب المصلحة العليا للأمة على كل المصالح الأخرى”.

 

د. أحمد الريسوني

من جهته دعا الدكتور أحمد الريسوني، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، العلماء والعقلاء رفض الحصار المفروض على قطر، داعيا الدول المقاطعة إلى إتيان دليل واضح على تورط قطر في ما نُسب إليها من اتهامات.

وتساءل في بيان له: “كيف يكون حكم الشريعة إذن في حصار شعب بأكمله، وإلحاق الضرر بمئات الآلاف من المسلمين، وما يترتب على ذلك من فساد عام يحدث في مصالحهم، ومعايشهم، وقطيعةٍ لأرحامهم، بمنعهم من صلتها بحجزهم في بلادهم بقطع الطريق عليهم، وما ينتج مـن ذلك من اضطراب كبير في مناحي الحياة يضـرُّ بالعموم من أهل الإسلام”، كما أنه دعا أهل العلم إلى “البيان الواضح في تحريم هذا الحصار على أهل قطر”.

الأمم المتحدة

علقت الأمم المتحدة على قائمة الإرهاب التي تضم 59 فردا و12 كيانا والتي أصدرتها السعودية ومصر البحرين والإمارات بقولها: “لسنا معنيين بأي قوائم سوى التي يصدرها مجلس الأمن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *