ما هو تعليقكم على القرار القاضي بإعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة وتعيين شخصية أخرى من البيجيدي؟
بالنسبة لي الحدث يشبه حالتين سابقتين هما حالة عبد الله إبراهيم وعبد الرحمن اليوسفي، في نفس التجربة توجد قوة رجعية.
اضطرارا بسبب الأزمة أو بسبب الضغط الشعبي، اضطرت لكي تتنازل وتعطي الحكم لمن يمثل الشعب، ولكن بعد ذلك ترتد وتعود إلى قواعدها السابقة ومصالحها وأهدافها الظاهرة والخفية.
هذه نكسة وردة ذات طبيعة سياسية وتستهدف الدستور عمليا وتمس روحه ومقاصده، وتمس الإرادة الشعبية لأن الذين صوتوا على العدالة والتنمية، صوتوا في الحقيقة على عبد الإله بنكيران، وعلى شخص وعلى تجربة رأوا أنها صالحة للمغرب وتطبق مقتضيات دستور 2011 الذي يعتبر مكسب من المكاسب الشعبية.
فالقوى الرجعية في المغرب متحالفة أو متابعة للقوة الفرانكفونية، فحزب فرنسا والمخزن عملا انقلابا يبدو في ظاهره أنه إجراء دستوري عادي، لكنه من الناحية الإستراتيجية واضح أن أهدافه بعيدة بكثير من منطوقه.
هل توافق أن ابن كيران كان هو السبب وراء حالة البلوكاج الذي عشناه أكثر من 5 أشهر؟
طبع لا.
لماذا؟
وهل الفراغ الذي عشناه لمدة خمسة أشهر هل ابن كيران هو السبب وراءه!
الذين أعطوا الأوامر في 2011 لنفس تلك الأحزاب وفي 2012 للعمل مع ابن كيران هم نفسهم من أعطوا الأوامر للأحزاب كي (تعكِّس) وتخلق له المشاكل.
كيف تقرؤون المشهد السياسي وما هي السيناريوهات المتوقعة؟
السيناريوهات أنا لا أتكلم (بتشوافت) أنا أتكلم بالموقف النضالي، ما هو المطلوب وليس ماذا ينتظر من الطرف الآخر، المطلوب هو كثلة ديمقراطية جديدة، الأحزاب المستهدفة من داخلها والتي هي حزب الاستقلال والعدالة والتنمية، وهي ليست مستهدفة لذاتها وإنما لمواقفها ولشعبيتها وتاريخها ومشروعيتها، عليها أن تتكتل لمواجهة تكتل رجعي.
ومن يمثل هذا التكتل الرجعي؟
إنه واضح ولا نحتاج إلى تسميته، وقد كشف عن نفسه والجديد في الأمر أن الاتحاد الاشتراكي التحق به، هذا كل ما في الأمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* د.عبد الصمد بلكبير قيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي وباحث في العلوم السياسية.