وشهد شاهد من أهلها

سبق لمجلة (ماري مكير) الباريسية أن قامت بإجراء استفتاء شمل 2,5 مليون فتاة فرنسية من جميع الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية، وكان موضوع هذا الاستفتاء الواسع هو: هل توافق الفتيات الفرنسيات على الزواج من العرب؟

وكانت نتيجة هذا الاستفتاء مدوية وغريبة جدا؛ حيث أجابت 90% من المستجوبات بالإيجاب، وقبولهن الزواج من العرب.
والأسباب التي دفعت المستجوبات إلى هذا الاختيار هي:
– مللت المساواة بالرجل..
– مللت حالة التوتر الدائم ليل نهار..
– مللت الاستيقاظ عند الفجر، والجري وراء المترو..
– مللت الاستيقاظ للعمل حتى السادسة مساء، في المكتب والمصنع..
– مللت الحياة الزوجية، التي لا يرى الزوج فيها زوجته إلا عند النوم..
– مللت الحياة العائلية، التي لا ترى الأم فيها أطفالها إلا حول مائدة الطعام..
ومن الطريف أن هذا الاستفتاء عنونته المجلة بـ: (وداعاً عصر الحرية والمساواة، وأهلاً بعصر الحريم).
وحق لهم ذلك؛ فكيف لمثل هذا أن يقع في بلد الثورة الفرنسية؛ بلد الحرية والعدل والمساواة؟!
ما بال المرأة الأوروبية التي قطعت شوطا كبيرا في العلمنة والحداثة والتمدن؛ وحققت مكاسب واسعة في مجال الحقوق والمساواة ترغب اليوم وبشوق في العودة إلى بيت الزوجية والتفرغ لتربية الأبناء؟
أسئلة تصيب عقل كل علماني بالجنون وقلبه بالحنق.
أما من ارتضى شريعة العليم الحكيم منهجا وسبيلا فيعلم جيدا لماذا اختارت المرأة التي عاشت في سراب الحرية -بالمفهوم الغربي- العودة إلى البيت موطنها الأصلي الذي يناسب خلقتها وطبيعتها.
وهذا ما أدركه أيضا بعض الغربيين المنصفين؛ كـ”بولدي كلا” الذي قال: (الإسلام هو الدين الوحيد بين جميع الأديان؛ الذي أوجد بتعاليمه السامية عقبات كثيرة تجاه ميل الشعوب إلى الفسق والفجور، ويكفيه فخراً أنه قدس النسل وعظمه؛ ليرغب الرجل بالزواج، ويعرض عن الزنى المحرم شرعاً وتشريعاً، وإن الإسلام قد حَلَّ -بعقلية عالية عادلة- أغلب المسائل الاجتماعية التي لم تزل إلى الآن تشغل مشرعي الغرب بتعقيداتها). (سقوط العلمانية؛ أنور الجندي).
لكن للأسف الشديد ورغم أن تعاليم الإسلام السمحة كفيلة بأن تحل كل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي نتخبط فيها؛ يصر العلمانيون ومن تأثر بمنهجهم على تولية الظهر لكل ما يشم منه رائحة الدين، ومناصبته العداوة والبغضاء وإعلان الحرب عليه؛ سيرا على خطى أساتذتهم في أوروبا، الذين بنوا حضارتهم على أنقاض النصرانية المحرفة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *