دكتور الشرقاوي كيف تفاعلتم في مؤسسة بيت مال القدس مع تطورات القدس الأخيرة بعد نقل السفارة؟
كما تعلمون، وكالة بيت مال القدس الشريف هي مؤسسة عربية إسلامية تابعة للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.
ومن مهامها، حسب ما ينص عليه نظامها الأساسي حماية القدس والحفاظ على موروثها الديني والحضاري.
وهي تضطلع بمهامها، تحت الإشراف الفعلي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، حفظه الله، ووفق توجيهاته، بتنفيذ المشاريع الاجتماعية التي يعود أثرها على أهل المدينة، ويدعم صمودهم على أرضهم المباركة.
أما من الناحية السياسية، وفي ضوء التطورات الأخيرة التي شهدها ملف القدس، ولاسيما مع قرار نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة، تابعنا كيف بادر جلالة الملك إلى توجيه رسالة استباقية إلى الرئيس، يحذر جلالته من تداعيات القرار على المنطقة وما يمكن أن يترتب عليه من قرارات سترهن مستقبل السلام.
وبموازاة ذلك جدد جلالة الملك للرئيس الفلسطيني تضامن المملكة المغربية مع الأشقاء الفلسطينيين واستمرار المملكة في الدفاع عن الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
هل أثرت هذه التطورات على عملكم؟
وكالة بيت مال القدس مستمرة في ممارسة نشاطها بوتيرة منتظمة من خلال تنفيذ المشاريع الملتزم بها بغلاف مالي سنوي يناهز مليوني دولار أمريكي. وكان يمكن أن يكون حجم الإنجاز أكبر لو توفرت الإمكانيات المالية للوكالة. ذلك أن انتظارات إخواننا المقدسيين تبقى كبيرة. بيد أن انحسار التمويل يحول دون تلبية جميع الحاجيات.
وفي هذا الصدد نحن نذكر في كل مناسبة بأن الوكالة التي نعمل منذ عشرين سنة بمنهجية إنسانية اجتماعية، هي بمثابة الأداة المثلى لتنسيق الدعم العربي والإسلامي الموجه للقدس.
وبالتالي على منظمة التعاون الإسلامي أن تفكر في جدوى إحداث المزيد من الصناديق لنفس الغاية، ما دامت البلدان الأعضاء توافقت على إحداث صندوق بيت مال القدس الشريف منذ عام 1998 لإنقاذ القدس وحماية موروثها الديني والحضاري ودعم سكانها.
ختاما ماهي رؤيتكم المستقبلية على ضوء هذه التطورات؟
نحن نأسف لما نشاهده من تطورات، قال جلالة الملك في رسالته إلى “ترامب” إنها من شأنها أن تزيد الأوضاع في المنطقة تعقيدا.
ذلك أن استمرار سياسة تهويد القدس والإصرار على توسيع قاعدة الاستيطان بقرارات أحادية الجانب والاعتداءات الممنهجة على المسجد الاقصى، ضد مواثيق المنتظم الأممي وقرارات الشرعية الدولية من شأنها أن تفتح المنطقة على المجهول، جراء العنجهية والصلف والظلم والاستقواء بالآخر.
وعليه فإن وكالة بيت مال القدس الشريف، كمؤسسة إنسانية، ذات أهداف اجتماعية بالدرجة الأولى لا يمكنها إلا أن تكون في صف المظلوم وتحاول أن تستمر في أداء رسالتها النبيلة حسب إمكانياتها وما يتوفر لها من تمويلات.
ونحن نعتز بالدعم الموصول الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ونتشرف بإشراف جلالته المباشر على عملها، مما يمنحها القوة ويحفزها على الاستمرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الدكتور الشرقاوي محمد سالم: مدير الشؤون العامة والإعلام في وكالة بيت مال القدس.