هكذا خططت أمريكا لقلب النظام وإحداث الفوضى الخلاقة بتركيا

بررت الولايات المتحدة عمليات تدخلها العسكري خلال العقد الماضي في هاييتي والصومال والبوسنة وكوسوفا وأفغانستان بالدفاع عن حقوق الإنسان، والنهوض بالديموقراطية!! إلا أن هذه التفسيرات في رأي “كارين فون هيبيل” مؤلف كتاب “الديموقراطية بالقوة” ليست أكثر من ذرائع زائفة، فتحت شعار مكافحة (الإرهاب)، أدخلت واشنطن العالم العربي والاسلامي في دوامة الحروب العدوانية، ليسقط في محرقتها مئات الالوف من العرب والمسلمين، ليمتد خط الدم من كابول إلى بغداد، ومن دمشق إلى طرابلس وعلى ذات الجبهة وامتدادا لضلالاتها، تدور ماكنة الانقلابات العسكرية التي تعد إحدى اهم السياسات الاورو أمريكية .. ولعل ما حصل في الخامس عشر من يوليوز في تركيا ليس ببعيد عن لعبة القفازات الامريكية !!
وهو ما جعل واشنطن تقدم بدافع جبروتها الامبراطوري إلى ممارسة لعبتها التقليدية القذرة؛ المتمثلة بسلاح الانقلابات العسكرية، وتفعيلها هذه المرة ضد تركيا. حيث أن الكثير من قرائن الإثبات المتوفرة تؤكد ضلوع واشنطن وباريس بمحاولة انقلاب 15 يوليوز الفاشلة.
شبهات حول دور الولايات المتحدة الامريكية في المحاولة الانقلابية بتركيا.

أولا: الدبلوماسية المضطربة
1ــ السفارة الأمريكية في تركيا أصدرت بياناً حثت السفارة المواطنين الأمريكيين في تركيا على توخي الحذر وعدم الاقتراب من مناطق الصراع إذا كانوا قرب تواجد لقوى الأمن أو الجيش. وقد وصفت السفارة العملية الانقلابية بـ(الانتفاضة التركية)uprising Turkish وليس انقلابا عسكريا Military coup مع ما يتصرف إليه كل مصطلح منهما من معان ودلالات، قبل أن تستبدله لاحقا، لاشك أنه أم يثير التساؤل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة على علم مسبق بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا؟
لكن هذه المعلومات تكتسب أهمية كبيرة في حال ربطها بمواقف الإدارة الأمريكية المتريثة إزاء المحاولة الانقلابية الفاشلة في ساعاتها الأولى.
2 ــ استبق ووزير الخارجية جون كيري الاحداث نافيا علم بلاده بالمحاولة الانقلابية قبل أن يوجه أي اتهام رسمي لبلاده في الضلوع بالمؤامرة.
3 ــ في تحليل لها بصحيفة واشنطن بوست، نسبت الكاتبة كارين دي يونغ إلى مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية -رفضوا الكشف عن هوياتهم- قولهم الجمعة أي عشية الانقلاب ، إنهم كانوا “على علم بما يحدث في تركيا، لكنهم لا يزالون يحاولون تحديد آثار ذلك على عمليات الولايات المتحدة”.
وهذا ما دفع الحكومة التركية الى تطويق قاعدة إنجيرليك والتثبت من هوية الداخل والخارج اليها بعد قطع الكهرباء عنها.
4 ــ في الليلة التالية من المحاولة الانقلابية، وبعد أن تأكدت الادارة الامريكية من عودة الامور إلى نصابها، دعا الرئيس باراك أوباما كل الأطراف في تركيا إلى دعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، فيما أكد كيري في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تدعم بشكل مطلق المؤسسات المنتخبة ديمقراطيا في تركيا!!

ثانيا: أصابع “استراتفور” الخفية
1 ــ لاحظ المتابعون أن تغريدات موقع “استراتفور” الاستخباراتي الأمريكي على صفحة تويتر في الليلة التي شهدت وقوع الانقلاب، كانت نشطة للغاية، إذ نشرت لعدة مرات وفي أوقات متتالية خرائط متعلقة بالتطورات الجارية في تركيا، ومنها خريطة مسار حركة طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مدينة مارماريس في بحر إيجه إلى مطار إسطنبول.
2 ــ تقول وسائل الإعلام التركية أن الموقع الأمريكي قد تنبأ في مقال نشره قبل نحو 8 أشهر بوقوع انقلاب في تركيا، وبأن وزير خارجية الولايات المتحدة “جون كيري” قد قدم إلى موسكو، ليس لبحث الأزمة السورية كما أشيع؛ وإنما للإشراف منها على إدارة الانقلاب العسكري في تركيا، والذي وصفه هو شخصيًا بعد إفشاله بأنه لم يكن جيد الإعداد والتنفيذ؟!
3 ــ إن اداء هذا الموقع الأمريكي وطريقة بثه للمعلومات يرجح الاعتقاد بتبعيته لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وقد أكدت وسائل إعلام تركية أن التنبؤات السابقة لهذا الموقع الأمريكي في السنوات الأخيرة تحققت كلها دون استثناء، منها: حرب العراق والتطورات في سوريا والاتفاق النووي مع إيران، كلها تحققت وهذا يدل بأن هذا الموقع لا يتنبأ بل إنه مرتبط بمصدر معلومات هام جدا مثل (CIA).

ثالثا ـ الوقائع (الميدانية)
1 ــ طبقا لاعتراف قائد اللواء 39 آليات اللواء حسن بولاط: (..اجتمعنا سرّا مع عسكريين من وزارة الدفاع الامريكية في قاعدة إنجرليك 12 مرة وكان هناك مخططات لتفجيرات في مدن إقليم الأناضول أثناء الانقلاب).
2 ــ أن الانقلاب كان أمرا مبيتا جرى الإعداد له منذ ثلاثة أشهر وفق اعترف قائد منطقة “هاتاي” العسكرية في التحقيقات.
3 ــ اتخذ الأمريكيون من قاعدة إنجيرليك مركزا للقيادة والتوجيه والسيطرة. وقد عهد لقائد القاعدة هذه المهمة. (تركيا تنتصر.. “هزيمة المشروع الأطلسي عند ضفاف البوسفور”؛ مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *