لماذا اخترنا الملف؟

مساء يوم الخميس 8 صفر 1435هـ/12 دجنبر 2013 ووسط صمت عربي وإسلامي ودولي رهيب، أعدم البروفيسور عبد القادر ملا -رحمه الله-؛ ومثل هذا العمل الوحشي والحادث المأساوي أحد أبشع صور محاكم التفتيش العلمانية، هذه المحاكم التي نصبت مقاصلها من جديد، وتأهب جلادوها للإجهاز على الأعداء والخصوم الدينيين.
هذا الحدث الذي شهدته البنجلاديش ليس أمرا شاذا عما يحدث في بلاد أخرى كسوريا ومصر وبورما وسريلانكا وأفريقيا الوسطى.. إنها حرب علمانية ضد الإسلام والمسلمين.. حرب تزداد ضراوة يوما بعد آخر.. حرب تبين ضعف المنظومة العلمانية التي لا تستطيع إثبات وجودها إلا بالقهر وقوة الحديد والنار.
إن قرار إعدام الزعيم عبد القادر ملا وعدد من قادة الجماعة الإسلامية وكوادرها بعد محاكمة صورية، قرار جائر ينم عن المرجعية العلمانية المتطرفة لقادة البنجلادش، هؤلاء القادة أنفسهم الذين حكموا من قبل بالإعدام على كل من الزعيم الإسلامي دلوار حسين رئيس حزب الجماعة الإسلامية، وعلى البروفيسور عبد الكلام آزاد الزعيم السابق للجماعة الإسلامية، وينتظر ستة آخرين من الإسلاميين أحكاما مشابهة.
وللتذكير فكل هؤلاء يحاكمون بتهم مرَّ عليها أكثر من أربعين عاما (40)، وهي ارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عام 1971م (انفصال بنجلاديش عن باكستان)، ومحاولة إعاقة استقلال بنجلادش عن باكستان وإجبار هندوس على اعتناق الإسلام!
في تلك الأجواء المعتمة كان الشعب البنجالي يعيش محنة كبرى على أيدي حكومة “عوامي” العلمانية المتطرفة المدعومة من كل القوى المعادية للإسلام، فقد فاجأت هذه الحكومة شعب بنجلاديش المسلم (87% مسلمون) بانقلاب على الدستور ليصبح علمانيًّا بعد حذف كل ما يشير فيه إلى الإسلام من قريب أو بعيد، ولإنجاز ذلك الانقلاب على هوية الأمة البنغالية ودينها الإسلامي الحنيف، شن النظام العلماني الحاكم حملة شرسة ضد الجماعة الإسلامية ثاني أكبر القوى شعبية في بنجلاديش، وذلك لإزاحتها من الطريق، وتغييبها عن الساحة حتى ينفذوا مخططاتهم.
فقد قامت قوات الأمن باعتقال قادة “الجماعة الإسلامية”، وفى مقدمتهم مؤسسها البروفيسور غلام أعظم (90 عاما)، وأميرها الحالي الشيخ “مطيع الرحمن نظامي”، وكل قيادات الجماعة، وستة آلاف وخمسمائة (6.500) من كوادرها؛ لإفساح الطريق أمام تلك الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، والتمكين للفكر العلماني والتغريبي والهندوسي أيضا، وقد سبق ذلك عملية تجفيف ممنهجة لمنابع التعليم الإسلامي، وإغلاق العديد من المؤسسات التعليمية والخيرية، وأعلنت وزيرة الخارجية البنجالية بصراحة: “إن بنجلاديش دولة علمانية وليست دولة مسلمة”!
إنها حرب لم تعد خفية بل علنية ودموية في الآن نفسه، تتخذ صورا وأشكالا متعددة ويتم تنفيذها بآليات متباينة، وبدعم غربي صهيوني هندوسي، ترمي في النهاية إلى محاولة اقتلاع الإسلام وإبادة أهله في دولة بنجلاديش..
ولكشف جانب من معاناة الشعب البنجالي، وللتعريف بقضيتهم ارتأت جريدة السبيل فتح هذا الملف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *