السنة الميلادية 2013 كانت حافلة بالعديد من الأحداث الوطنية والدولية البارزة، وهذا أمر متوقع، بالنظر إلى الحراك الكبير الذي يعرفه العالم، إضافة إلى الأزمات الخانقة التي تجتاح العديد من القطاعات.
وعلى غرار السنة الماضية فقد استمر التطرف العلماني؛ وارتفع سقف مطالب المنتمين إلى هذا التيار، وكان من أبرز المحطات وصف المتطرف أحمد عصيد رسائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالتطرف والإرهاب، ما خلف استهجانا واستنكارا عارما لدى السواد الأعظم من المغاربة، وضجت الصحافة المكتوبة والإلكترونية بالمقالات والتعليقات والحوارات.
كما اختار هذه السنة كل من حميد شباط وإدريس لشكر الاصطفاف في صف المعارضة، وخرجا بعد صراع طويل بين الحزبين ببيان يعلنان من خلاله للرأي العام الوطني عن تدشين مرحلة جديدة من التنسيق في أفق بناء معارضة بديلة لحزب العدالة والتنمية على أساس خطاب يواجه “التطرف الديني والمنهج التكفيري والمذاهب الرجعية الدخيلة”.
وفي مراكش أغلقت من جديد جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة والمقرات التابعة لها، وباشرت السلطات العمومية إغلاق مقر الجمعية التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وحرمت الآلاف من المستفيدين من أنشطتها، بدعوة أن هذه الجمعية تعمل خارج إطار القوانين المعمول بها في التعليم العتيق التابع لوزارة الأوقاف.
وفي طنجة تم اضطهاد مجموعة من الفتيات وحرمانهن من الدراسة بسبب الحجاب، أو بالضبط بسبب بعض السنتيمترات الزائدة في ثوب حجابهن، الأمر الذي لم يرق مدير مؤسسة ابن سينا فأمر بتوقيفهن.
وفي سلا وبالضبط في 16 من ماي تم اعتقال الحقوقي والصحفي والمدون مصطفى الحسناوي، وأدين بأربع سنوات سجنا نافدة بتهمة الإرهاب، ما أثار من جديد قضية اعتقال الصحفيين واضطهاد الحريات.
كما شكل قرار العفو عن المجرم الإسباني “دانييل كالفان” الذي اغتصب 11 طفلا مغربيا حدثا بارزا؛ خلف صدمة لدى العديد من مكونات المجتمع بشتى أطيافه، واندلعت موجة عارمة من الاحتجاجات العفوية.
أما نور الدين عيوش رئيس جمعية زاكورة فقد دعا هذا العام إلى إحلال العامية محلّ ما تبقى من العربية الفصحى في مناهجنا التعليمية والتربوية، ورفع في هذا الشأن توصيات إلى الملك ورئيس الحكومة وكافة وزراء الحكومة.
وكان لمشروع قانون تجريم التطبيع دور بارز في إخراج بعض الأفاعي الصهيونية من جحورها.
وعلى الصعيد الدولي ظل الانقلاب العسكري في مصر والإبادة الجماعية في ميداني رابعة والنهضة، والمجازر الوحشية التي يرتكبها بشار والنظام الصفوي في سوريا أهم محطات السنة التي نودعها.
وحتى نذكر قراءنا الكرام ببعض تلك المحطات ارتأينا فتح هذا الملف.