يبدو أنه يوما عن يوم نفقد من هيبتنا وكرامتنا كثيرا شعبا ودولة، ونحن الذين أعزنا الله بالإسلام، لكن لما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، عار ذاك الذي التصق بجبين الوطن والمواطن، يتحدثون عنا في صحافة العالم وإعلامه بأننا دولة تقوم سياحتها على الدعارة المتنوعة الضحايا؛ نساء وأطفالا ورجالا أيضا.
ينظرون إلينا أننا وطن مستباح العرض، مهان الجانب، وذلك بكل لغات العالم. اليوم تتكرس هذه الصورة عندما تتعرى مغنيات على الشاشات الرسمية ويمارسن الاستفزاز وبالمقابل للأسف.
وتعرى فتيات فيمن الفرنسيات وتأتي أخرى من إسبانيا لتتضامن معهن، وتهدد بالرجوع من أجل ذلك، ويصور فيلم مغربي يعرض الإباحية على أنها منتوج وطني.
لذلك لا تلوموا “لوبيز” ففي شوارعنا منها الكثير ـوقد تداول الناس صور لفتاة مغربية عارية في محطة قطارـ ولا تلموا فتيات فرنسا فعندنا في فضاءاتنا الكثير، لا تلموا الفيلم فقد فضح الكثير، -إنما نلومه لأنه يريد تكريس ذلك الواقع الأثيم-.
ليس من الصدفة أن تتوالى هذه الأحداث المشؤومة التي سيخلدها التاريخ في سجله الأسود، وستقرؤها أجيال لتلعن من كان السبب، وإن كان هناك من لا يهمه تاريخ لا أسود ولا أبيض، أحداث لها ما بعدها وما كان لها لتكون، أحداث تعري فاضح في تحد صارخ لهيبة دولة وشعب، تحد لم تمارسه هيئات أو دول، بل أفراد في أطهر بقاع الوطن، ألهذا المستوى وصلت بنا المذلة والمهانة.
نعم وبجرأة أكثر، لأنهم يرون قانونا لا يطبق على كل من أخل علنيا بالحياء العام، رغم صرامته، يرون انتهاكات أخلاقية بالجملة في الفضاءات العامة والخاصة، فكان استفزازهم للدولة هذا بل إهانتهم لها تكريسا للتناقض، وفضحا لجبن في تطبيق القوانين خوفا من لعنة الخارج.
من عمق العادات السلبية لدى بعض الجهات في المغرب كانت النساء تتعرى في وجه الخصوم نكاية وإمعانا في الإهانة والإذلال، ذلك ما حدث لدولة اسمها المغرب، في حدث بل أحداث تطرح أكثر من علامة استفهام حول المقاصد والأهداف المتواخاة؟ والجهات التي تمسك بخيوط هذا الممارسات؟
وهل يمكن أن نعتبر ذلك مؤامرة أم هو إفراز طبيعي لسيرورة مجتمع انساق وراء الانفتاح الأخلاقي حتى تهاوت منظومة قيمه؟
كما نتساءل عن مدى التواطؤ الداخلي ممن باع ضميره وخان وطنه وضيع دينه؟ وهؤلاء موجودون بلا شك يمثلون كتيبة منظمة موزعة الأدوار يعملون بإخلاص لصالح جهات خارجية تريد لهذا الوطن وشعبه ودينه الزوال أو المسخ التام في أحسن الأحوال.
فهذا الواقع يحتاج وقفة صادقة من كل غيور يريد التضحية من أجل دينه وقيمه وأمته لرد هذا الصائل وزمرة النفاق المتواطئة معه، ينبغي أن نخوضها حرب بلا هوادة كما يخوضونها هم بلا هوادة، وأن لا نمل من الحديث في الموضوع والتنديد به وتبصير الناس بما يراد لهم، وأن نبادر دوما وأبدا عوض أن نبقى في خط الدفاع، وإن نكن صادقين نبلغ المقصود ونهزم العدو، فإن كيد الشيطان كان ضعيفا.
وبعد كتابة المقال جاءت أخبار التسريبات، ويبقى السؤال أين هيبة الدولة؟
وصدق من قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا