في عددها رقم 4801 الصادر بتاريخ 23-24-25 شتنبر 2015؛ هاجمت الصباح مجددا الشيخ حسن الكتاني، واعتبرت أن معركة النص التي يخوضها ضد صديقه السابق أبي حفص عبد الوهاب رفيقي انتقلت من درجة السب ووصف جار الزنزانة بـ”العلماني” و”بياع الماتش” إلى الاتهام بالاستيلاء على مبلغ 26 مليونا من ميزانية “دار الحكمة”، وهي شركة تجارية ذات أهداف ربحية مائة بالمائة مقرها فاس.
ووفق مصادر الصباح المقربة فإن الكتاني عجز عن النيل من صديقه أبو حفص، الذي أجرى مراجعات فكرية كبيرة، وجر إلى صفه آلاف الشباب السلفي، ليلقي بجلباب وعمامة الكتاني بعيدا، غير أن الأخير لم يتقبل الأمر، وشن معركة شرسة على صديقه، محاولا طرده من جمعية البصيرة.
وحين عجز الكتاني عن ذلك، وفق ما أوردته الصباح دوما؛ انتقل إلى الشق الثاني المتعلق بشركة «دار الحكمة»، التي أسسها أبو حفص مع ساعده الأيمن السابق جلال الموذن.
وزادت مصادر الصباح المجهولة أن الشيخين خرجا من السجن باتفاق، يقضي بأن يتولى أبو حفص الانخراط في العمل السياسي، عبر الانخراط في أحد الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، وأن يتولى ما هو مالي بتأسيس «دار الحكمة»، فيما يحتفظ الكتاني بما هو دعوي، بتأسيس جمعية البصيرة، وبذلك يشكلان نسخة طبق الأصل لحزب العدالة والتنمية، التي قسمت كوادرها بين الحزب وبين جمعية الإصلاح والتوحيد، غير أن الفشل كان حليف خطة الشيخين، بعد أن أجرى أبو حفص مراجعات، اعتبرها الكتاني تراجعا، رافضا الخطاب العقلاني لصديقه، متهما إياها بلي أعناق النصوص.
ووفق مصادر أخرى مجهولة دوما للصباح، فإن الكتاني لم يكن مساهما في الشركة، ورغم ذلك سعى أبو حفص إلى عقد اجتماع به، يترأسه محمد خليدي عن حزب النهضة والفضيلة، غير أنه فضل الهروب رفقة مدير الدار، ولاذ ب«الفايسبوك» ليكيل الاتهامات لصديقه، وليضع نفسه في موقع البريء، قبل أن يستأنف معركة النص، بوصفه الشيخ أبو حفص بضحية من ضحايا تحديث فهم النصوص، وبواحد من الأشخاص الضالين الذين يضلون معهم الناس عن دين الله. اهـ ما سودته الصباح.
وردا منه على ما اعتبره كما هائلا من الكذب والمغالطات من يومية الصباح، كتب الشيخ حسن الكتاني على حائطه بالفيسبوك:
1- خرجت من دار الحكمة وتفاديت النزاع والمشاكل تماما وﻻ علاقة لذلك بفكر الأستاذ أبي حفص وﻻ أمانته.
2- لم أدع قط وﻻ علم لي أبدا بأن الأستاذ أبا حفص أخذ مبلغ 26 مليون سنتيم من الدار بل هذا من كيس الجريدة المذكورة.
3- لم أشن حربا على الأستاذ أبي حفص ومعركة النص ليست خاصة به بل هي في مناقشة تيار فكري منتشر وليس خاصا بالأستاذ.
4- حاشا لله أن أسب صديقا لي بمثل الهراء الذي ذكرته الجريدة مهما اختلفت معه. وما افترته الجريدة المذكورة هو من خيالها الفاسد.
5- وليكن في علم الجميع أن خلافي الفكري لم يفسد لي ودا مع أحد وﻻزالت لي علاقات مع مخالفين لي من جميع التوجهات ونتناقش بعلم وأدب. اهـ
وتجدر الإشارة إلى أن الصباح اتصلت بأي حفص لتأخذ رأيه حول هذا الموضوع ويوضح وجهة نظره، في حين لم تمنح الكتاني هذا الحق، واكتفت بمهاجمته واتهامه بالسب والشتم والسعي إلى النيل من أبي حفص الذي أجرى مراجعات فكرية كبيرة.
يبدو أن مراجعات أبي حفص -التي انتقد بعدها عقائد وأحكام وعلماء؛ وأثنى بالمقابل على مراجع وشيوخ لم يخرجوا إلى اليوم في دائرة النقد اللاذع- دغدغت عواطف هيئة تحرير الصباح، وكانت كافية لترضى وتدافع عنه، وتبدل خطابها من وصفها إياه بـ”الإرهابي” و”المتطرف” إلى “صاحب المراجعات الفكرية الكبيرة”.. و”الملقي بجلباب وعمامة الكتاني بعيدا”.
لا يحق أن يفوتنا في الختام التذكير بأن يومية «الصباح» لها سجل حافل في الكذب والافتراء على الإسلاميين عموما والسلفيين خصوصا؛ ومن ضمن ذلك ادعاؤها أن سلفيين جردوا فتاة من ثيابها بالسويقة بالرباط، ودمروا نقوشا صخرية عمرها 8000 سنة في الموقع التاريخي المعروف باسم «ياغور» فوق قمم جبال الأطلس الكبير…
ولازالت هيئة تحرير هذا المنبر مصرة على المضي في الطريق الخطأ؛ وعدم التقيد بميثاق الشرف الإعلامي فيما يخص المواضيع المتعلقة بملف الإسلاميين، حتى بات كثير منهم يعد أن من هاجمته الصباح فهو على هدى وخير، ومن دافعت عنه أو أثنت عليه يتعين في حقه مراجع أوراقه لأنه ربما يكون قد أضاع الطريق.