“الفيزياء المسلمة”.. الريسوني للعمري: امض فيما أنت فيه والله مؤيدك وموفقك.. وهنيئا لك مذمة الناقصين والملحدين والمفلسين..

عابد عبد المنعم
أثار تصريح أحد الدعاة المغاربة حفيظة التيار العلماني، فانتصب المنتمون إليه لمهاجمة الداعية المذكور ووسمه بالجهل والتخلف ونشر الخرافة..
للإشارة فقط، فتصريح الداعية، وهو بالمناسبة أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، كان ضمن لقاء إعلامي من حوالي ساعتين، تطرق خلاله، في أقل من دقيقة، لعلاقة العلم بالإيمان، وهذا الأمر يعد “طابو” بالنسبة للتيار اللاديني، الذي يرفض بالمرة القبول بتداخل العلم بالدين، أو ربط صلة بين “الميتافيزيقا والعلم”، وفتح نقاش جاد حول هذا الموضوع.
وفي هذا الصدد شنَّ فاعلون هجوما كبيرا على الأستاذ ياسين العمري ووسموا خطابه بالمكرِّس للجهل والتخلف في المجتمع. بل تجاوز أحد المنتمين لهذا التيار كل الحدود فادعى خلال هذا الجدل بأن سبب تخلف التعليم بالمغرب هو تمكين الدولة للتيار الإخواني والوهابي، وتغلل دعاته لقاعات التدريس بالمؤسسات والجامعات!!
وحول هذا الجدل المفتعل توجهت “السبيل” للدكتور أحمد الريسوني بالتساؤلات التالية:
– كيف تقيّم طريق تفاعل اللادنيين مع خطاب الدعاة، ولماذا يتعاملون بكل هذا البراء والعدوانية مع من يصنفونه ضمن دائرة المخالفين؟
-وهل الإسلام يقف ضد العلم وتطوير سبل البحث وما شابه؟
-ثم هل الدين فعلا بعيد كل البعد عن العلم؟
فكان جواب الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كالتالي:
أولا، أحيي الداعية الأستاذ ياسين العمري وأقدر عاليا جهوده ومحاضراته الموفقة. وأهنئه على هذه الحملات الموجَّهة ضده، فهي شهادة له بنجاحه وفاعليته، وشهادة على أنه يوجعهم بما يقول وبما له من تأثير. ولولا أن كلامه علمي وعقلاني ومقبول ومؤثر، لما انزعجوا منه ولما قاموا يهاجمونه.. ولذلك أقول له: امض فيما أنت فيه، والله مؤيدك وموفقك. واستحضرْ قول الشاعر:
(وَإِذا أتتك مذمتي من نَاقص … فَهِيَ الشَّهَادَة لي بِأَنِّي فَاضل)
هذا إذا أتتك المذمة من ناقص، فكيف إذا جاءت الذمة من مفلس؟!
فهنيئا لك مذمة الناقصين والملحدين والمفلسين..
وثانيا، عادةً مَن يعادون الدين ويكرهونه يتوجهون إلى النيل من أهله ومن دعاته، لأن الهجوم المباشر والصريح على الدين صعب ومكلف، وقد يأتي بنتائج عكسية، فلذلك يتجه أعداؤه إلى الأشخاص لسهولة النيل منهم وسهولة اتهامهم.
ولهذا فنحن، وإن كنا لا نقدس الأشخاص ولا نقول بعصمة أحد بعد رسول الله، يجب أن ندافع عن العلماء والدعاة وكل من يُستهدفون لدينهم وتدينهم ونشاطهم الديني..
وأما اتهام الدين بمنافاة العلم والعقل، فحكاية سخيفة يلوكها المفلسون منذ القدم. {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون:81-83].
الإسلام منذ بدايته جاء حاملا لواء العلم والعقل، والحجة والبرهان، آمرا بالقراءة والكتابة، وبالتعلم ولتدبر، وبالنظر في ملكوت السماوات والأرض، وفي آيات الله الظاهرة والباطنة.
أما خصوم الإسلام فيتبعون الأهواء والشهوات والعقدَ النفسية والإديولوجيات.. وهذه كلها عبارة عن أضداد للعلم ونقائض للعقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *