المصطفى المعتصم*: حكومة أخنوش مرتبكة لا يجب أن نمنحها وقتا أكثر.. وهذا ما يحدث اليوم في أوكرانيا حاوره: عبد الصمد إيشن

ما رأيكم في حكومة أخنوش؟ والاحتجاجات التي تقوم ضدها؟

منذ أن أصبحت هذه الحكومة والمغرب يعرف تظاهرات واحتجاجات ورفض لقراراتها، وهي قرارات عجيبة وغريبة، والتي بدأت بمنع من يتجاوز 30 سنة من ولوج مباراة التعليم وانتهت بالطريقة التي أرادت أن تفرض بها جواز التلقيح، فهي حكومة مرتبكة لم تبرهن على كفاءتها في معالجة المشاكل التي يعاني منها المغرب، وأكيد أنها لا تملك تصورا ولا تمتلك برنامجا واقعيا ولا القدرة على تنزيل الوعود التي وعدت بها الشعب المغربي.

ما تعليقكم على الخرجة الأخيرة لعبد الاله بنكيران خلال دورة المجلس الوطني لحزبه؟

ليس لكل حدث يجب أن نسجل موقفا، في بعض الحالات يكون الصمت من ذهب، كنت أتمنى أن لا يدخل الأستاذ عبد الاله بنكيران في سجال مع صحفيين أو مع بعض الناشطين في منصات التواصل الاجتماعي، لأنه أكبر من ذلك البوليميك. أيضا من غير المعقول أنه بعد أن عاش مرحلة بحسناتها وسيئاتها واليوم نحن في مرحلة بحسناتها وسيئاتها. وهو من قال أن الحكومة يجب أن نمنحها القليل من الوقت، قال بالأمس أنها بدأت وستستمر بنفس السياسة. وأحزاب الأغلبية اليوم يقولون أنهم يعالجون مشاكل الحكومتين السابقتين.

المغاربة يعرفون متى سيطالبون برحيل أخنوش، الشعب هو الذي يقرر وأنا شخصيا لا أرى، بسبب السياق الذي تسير فيه هذه الحكومة، أن نمهلها وقتا، لأنها أبانت عن فشل سياستها.

صدر لكم كتاب “الدول في مهب التحولات الاستراتيجية” ما هي المنطلقات التي حكمتكم في كتابة الكتاب؟

في الواقع لما بدأت أبحث في هذا الموضوع استغربت للنقص الحاصل في العالم العربي للنقاشات حول ما يجري اليوم بالعالم، الكل يتكلم على أن هناك تحولات ولكن لا أحد يناقش هذه التحولات وخطورتها ومدى تأثيرها في العالم العربي وكأننا لا نعيش في زمننا، ولهذا إذا لاحظتم الكتاب يحمل عنوان ريشة وخريطة المنطقة من المغرب إلى أفغانستان، والريشة تحيل إلى خفة الوزن.

أنا أشبه الآن الولايات المتحدة الأمريكية بروما، روما عاشت مرحلة العنفوان والسيطرة على البحر الأبيض المتوسط ثم الهيمنة على شمال أوروبا ودخلت أيضا إلى آسيا والشرق الأوسط، ثم جاءت مرحلة الانحطاط، وهذه المرحلة الأخيرة استمرت لمدة 200 سنة. القوى العظمى لا تنهار بسهولة إلا في حالات خاصة مثل الحرب العالمية الأولى والتي غابت خلالها إمبراطوريات. وأنا أتحدث عن الانفجار الداخلي أي مجموعة من العوامل الداخلية التي تكون سبب فشل أمريكا في السياسة الخارجية وهو ما ظهر بعد الانتخابات الأخيرة وحدث استقطاب طبقي وعنصري وديني داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تناقضات يعج بها هذا المجتمع.

ما تحليلكم لما يقع اليوم في أطوار الأزمة الروسية الأوكرانية؟

العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا بشكل عام لم تعد كالسابق، وأيضا أمريكا لا تثق كثيرا في أوروبا، وتريد أن يكون الناتو الذراع العسكري في المنطقة، ولكن هذا الحلف غير عقيدته العسكرية من الدفاع عن أوروبا إلى الدفاع على أمريكا، لهذا وجدناه في أفغانستان والعراق وفي ليبيا وسوريا. لكن هذه العلاقات غير طبيعية.

ما حدث في أوكرانيا هو أن أمريكا سعت لتوسيع الناتو وضمت عددا من الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي، لكن روسيا من شروطها أن تبقى أوكرانيا بعيدة عن كل الأحلاف، وأمريكا ورطت أوروبا والغرب في المشكل الأوكراني ثم رفعت يدها بعد ذلك، لأن أمريكا أول من سحبت جنودها من أوكرانيا. والناتو لا يمكن أن يحاصر روسيا بسبب إمكانياته المحدودة. لكن كما قلت أمريكا لها هاجس كبير هو الصين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

*الأمين العام لحزب البديل الحضاري المحلول.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *