توحيد الإسلام وتوحيد “اليهودية المحرّفة”: التجريد وغيابه محمد زاوي

ماذا نقصد بقولنا: “الإسلام توحيد وتجريد، فيما “اليهودية المحرّفة” توحيد دون تجريد”؟

لن يتضح قصدنا من هذا التمييز بين الإسلام و”اليهودية المحرفة” إلا بالبيان التالي:

– ارتباط “اليهودية المحرفة” بالوثنيات، في حين يواجهها الإسلام ويقف على النقيض منها. وهذا الانحراف العقدي عن “عقيدة التوحيد”، لدى “اليهودية المحرّفة”، راجع في الأصل إلى ضعف “التجريد والتنزيه” في توحيدها.

– جعلها (اليهودية المحرّفة) العلاقةَ بالله علاقة مصلحة دنيوية، في حين يجعلها الإسلام علاقة مصلحتين: دنيوية وأخروية، “وللآخرة خير لك من الأولى”.

– تجسيدها الإله الواحد وعدم تنزيهه وتشبيهه بالبشر إلى أقصى أحد (يحقد ويخطئ/ حاشاه تعالى)، في حين ينزه الإسلام الله تعالى ويجعله منفردا بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات (صفات الكمال المطلق).

– بحثها عن المطلق في أمكنة العبادة وطقوسها (هيكل سليمان، حائط المبكى… الخ)، في حين يعتبر الإسلام الكيفيات والطقوس والأمكنة وسائل للوصول إلى المطلق الواحد (الله).

– إنزالها عقيدة التوحيد إلى حضيض العمل اليومي، ليس مجردة تجلب العون والسداد، بل من نفس جنس اليومي؛ فيما تبقى عقيدة الإسلام مجرّدة، تُرَقّي اليومي، ولا تستوي مع حضيضه.

– إكسابها الكهنةَ بعضَ صفات الله تعالى وأفعاله الخاصة به وحده، من قبيل الأمر والنهي واستقبال القرابين… وما إلى ذلك؛ فيما يبقى ذلك خاصا بالله وحده، لا ينازعه فيه أحد، في عقيدة الإسلام.

… الخ.

ما “التوحيد بتجريد” في ميزان الحضارة؟

إنه مقياس على مدى قدرة الإنسان على تجاوز جانبه “الغابوي الغريزي الحيواني” (الفجور)، والتقدم في التاريخ إلى الأمام (لا التراجع فيه إلى الوراء). ولأن “اليهودية المحرّفة” تعاني من ضعف “تجريد التوحيد” إلى أقصى حدّ، فقد كانت قناعا ووفرت غطاء لجرائم الرأسمالية المتوحشة، في زمن رجعيتها. أما الإسلام، فهو اليوم صمام أمان البشرية جمعاء، لتستفيق من جديد وتنقذ نفسها مما هي فيه من فناء و”أزمة دائمة” (عفيف الأخضر).

ملحوظة:

صفات “توحيد اليهود” من مقال “اليهودية الدينية والتاريخية”، لأحمد بابانا العلوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *