المعروف في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن إفطار الصائم يكون على رطبات، فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم يجد فعلى جرعات من ماء.
ويبدو أن الصحافة العلمانية لم تجد في شهر رمضان الأبرك شيئا من ذلك، كما يدل على هذا ما اجتمعت عليه من الإفطار على لحوم العلماء، والتهامها بشره ونهم عجيبين: فمن قضية الدكتور المغراوي المفتعلة بالمغرب، إلى فتوى الدكتور المنجد بقتل “ميكي ماوس” بالسعودية، مرورا بفتوى الشيخ فركوس بتحريم الشباكية في الجزائر، ورجوعا إلى الإنكار على الشيخ مصطفى بن حمزة واتهامه بالدعوة إلى العنف ضد المرأة، واتهام الشيخ الدكتور مولاي عمر بنحماد بمخالفة القانون حين قال بأن التعدد ليس ظلما للمرأة، ..واللائحة تطول.
مهزلة تدل على المستوى المتدني للفكر العلماني الذي لا يتمكن أصحابه من إنتاج خطاب عرو من ثقافة السب والطعن والقذف والمجون (جريدة الأحداث المغربية نموذجا).
وهذا القاموس العفن إنما يستعملونه مع العلماء والدعاة والصالحين، أما البوذيين والصهاينة والفجرة فينبغي التأدب معهم وخطابهم بأسلوب نزيه وموضوعي يترك الأحقاد جانبا، ويربط جسور الحوار وتلاقح الأفكار، فإذا تكلموا عن العلماء نسوا ذلك ورأيت منهم العجب العجاب من عبارات الشتم والقذف والسخرية والاستخفاف!!
وقد كان رمضان ظرفا زمانيا لهذا العار الذي ألحقه العلمانيون بالصحافة العربية عموما والمغربية خصوصا.
وهذا يؤكد الطرح الذي أشار إليه بعض الأفاضل؛ وهو أن الصحافة اقتُحِمت من طرف أناس فاشلين، لا يستطيعون التحلي بالأدب لما تعودته ألسنتهم من الفحش، ولا يستطيعون التحلي بالإنصاف لما تحمله قلوبهم من الأحقاد والضغائن، وعلى من يا ترى؟ على علمائهم الذين وجب عليهم –ديانة- احترامهم وتبجيلهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه” (رواه أحمد بسند صحيح).
ووجب عليهم -عقلا ومنطقا- أن ينخرطوا معهم في مشروع إصلاحي تنموي، يحقق للمجتمع العربي الإسلامي تنمية شاملة في ظل الشريعة الإسلامية.
وهو ما لم يكن للأسف الشديد؛ حيث كرست العلمانية الفصل المشين بين علماء الأمة وبين مجتمعاتهم وقطاعاتها الحيوية وعلى رأسها الإعلام، الذي لم يتمكن أهله من صيانته من الاكتساح العلماني، بل اقتحمته الآلة الصهيونية نفسها والتي كانت وراء الحملة الماكرة التي استهدفت الشيخ محمد المنجد (العالم والداعية السعودي المشهور).
الشيخ المنجد وفرية الإفتاء بقتل (ميكي ماوس)
وأصل هذه الفرية مقطع من حلقة تلفزيونية من برنامج الراصد الأسبوعي الذي يعرض على قناة المجد، “ولم تكن الحلقة عن هذه الشخصية الكرتونية (ميكي ماوس)، بل كانت عن أثر الصور في النفوس عموما، وكان الخطاب فيها إلى الآباء والأمهات والمربين، وتطرقت لعشرات من القضايا التربوية والعلمية منها بيان أثر الأفلام الكرتونية على الأطفال”.
فاستغل “المقطعَ المذكور موقعُ ميمري الصهيوني المعني برصد البرامج الإسلامية واجتزاء مقاطع منها وترجمتها وعرضها ومراسلة وكالات الأنباء العالمية ببعضها”.
والمقطع المذكور إنما فيه بيان حكم الشرع في الفئران من حيث نجاستها ومشروعية قتلها، فربط المغرضون بين ذلك وبين رسوم (ميكي ماوس) التي ذكرت في اللقاء.
وأوهموا الرأي العام أنه يقول: (اقتلوا ميكي ماوس)!!
فثارت ضجة عظيمة، وتعرض الشيخ لموجة من السب والسخرية والاستعداء، وشاركت في ذلك جهات علمانية حقدا ومكرا.
الشيخ فركوس وفرية الإفتاء بتحريم الشباكية
الشيخ محمد علي فركوس عالم جليل من علماء الجزائر الشقيقة، كانت مهزلة العلمانيين معه أشد إضحاكا للعقلاء، ومدعاة للأسف الشديد على منابرنا الإعلامية التي صارت ألعوبة في يد بني علمان:
وهذه المرة لعب القوم على وتر حساس؛ ألا وهو حلوى الشباكية التي يحبها أهل المغرب ويجعلونها من أحسن أطعمتهم في رمضان.
فعمدوا إلى كلام له في تقرير بدعية بعض الأفعال، والذي كان تابعا فيه لعامة العلماء، فأوهموا من خلالها أنه يحرم أكل الشباكية في رمضان.
وطارت بذلك بعض الصحف الجزائرية والمغربية، وقالت للقراء الذين استغفلتهم: انظروا إلى هذا الشيخ من شيوخ السلفية كيف يحرم كل شيء حتى الشباكية، إمعانا في الكيد، وسعيا لإظهار علماء السلفية بمظهر التشدد والغلو.
وقد كشف الشيخ هذه الفرية في موقعه العلمي على شبكة الأنترنيت (الفتوى رقم 934 من فتاوى الأطعمة والأشربة).
الشيخ مصطفى بن حمزة وفرية التحريض على العنف ضد المرأة
والشيخ من علماء المغرب المشهورين، وهو رئيس المجلس العلمي بوجدة، وعضو اللجنة الملكية الاستشارية لإصلاح المدونة.
افترى عليه العلمانيون على صفحات الجريدة الأولى في عددها (114) الدعوة إلى العنف ضد المرأة.
ومن يرجع إلى كلامه يعلم كذب القوم، وأن الرجل ما زاد على تفسير آية سورة النساء بما يكشف شبهة العنف ضد المرأة، ويبين واقعية القرآن وجانبا من عظمة تشريعاته.
الشيخ المغراوي وفرية الإفتاء بزواج بنات التسع
وقد أخذت قضيته المفتعلة حظها من التوضيح على صفحات أسبوعية السبيل وصحف أخرى، ولقد كانت (الجريدة الأولى) من تولى كبر تفجير هذه الفتنة وغيرها في ركن سمته: (فتاوى ضد القانون).
مهازل صحيفتي (الجريدة الأولى) و(الصباح)
وكما خصصت (الجريدة الأولى) ركنا في رمضان لهذا المكر، فقد خصصت جريدة الصباح صفحة لركن سمته (فتاوى السلفيين المغاربة)، أتت فيها بالعجب العجاب من الأباطيل والأكاذيب التي نأسف مرة أخرى لكونها بضاعة تنفق في سوق الصحافة الوطنية؛ وهاك أمثلة على ذلك المستوى المتدني الذي نعتذر للقراء نيابة عن أصحابه (وناقل الكذب ليس كذابا):
شيخ سلفي يفتي بأن صلاة الجنازة من أفعال الوثنيين!
شيخ سلفي يفتي بقطع الطريق عن السيارات بصفوف صلاة التراويح لأن من لا يصلي التراويح معه كافر!!
وآخر أفتى بحرمة الصلاة في المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، لأنها مساجد دولة الكفر والطاغوت!!!
..تلك نماذج للمهزلة التي طلعت بها علينا في شهر رمضان؛ صحف بني علمان، التي ما وجدت ما تفطر عليه في هذا الشهر الفضيل أحسن من لحوم أهل العلم، سيما السلفيين منهم، في تجاوب تام مع ما أمرت به أمريكا الوصية من شن حرب على السلفيين “الوهابيين”، وعدم الاقتصار على من يسمون بالسلفية الجهادية، فاعتبروا يا أولي الأبصار..