عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” :إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعمت المرضعة، وبئست الفاطمة “رواه البخاري.
وهذا يشمل جميع أنواع الإمارات والولايات، فعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي، قال: فقمت، فناديت بأعلى صوتي ثلاث مرات، فقلت: وما هي يا رسول الله؟ قال: أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة، إلا من عدل” انظر صحيح الجامع 1420 وغيره، واستثنى صلى الله عليه وسلم من ذلك من عدل.
وفي حديث الباب إنكم ستحرصون: ومن حرص على الولاية فلا يعطاها، عملا بقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: “إنا لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه”، وقال النبي صلى الله عليه سلم لأبي ذر رضي الله عنه”: إنك امرؤ ضعيف، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، فلا تولين على اثنين أو مال يتيم” مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: “فنعمت المرضعة، وبئست الفاطمة “؛ نعمت المرضعة في الدنيا، اختلف في قول: “نعمت المرضعة “قيل: لما تورث من الجاه والمال والمنصب، فنعمت المرضعة في الدنيا.
” وبئست الفاطمة” حينما يبعد عن هذا المنصب في الدنيا، فكأنه فطم قبل تمام رضاعه، كالصبي الذي فطم قبل تمام رضاعه، لم يأخذ منها حاجته، أو أنه مات وتركها؛ فانقطع درها عليه.
لكن من عرضت عليه الولاية من غير طلب وأخذها بحقها وعدل وأدى الذي عليه فيها، واجتهد في إيصال الحقوق، وفي نفع الناس، وكان قصده بذلك نفع الناس، ولم يقصد بذلك التأمر، ولا الترأس على الناس، فإنها نعمت الولاية، ونعمت الإمارة.