توصيات المؤتمر الثاني لرابطة علماء المغرب يحذر من المخالفات التي تعرفها المهرجانات إبراهيم الوزاني

كان لأهل العلم كلمتهم في تدبير الشأن الديني والعام للمغاربة حتى يحققوا ما أوجب الله عليهم من واجب البيان وتحذير الناس من الوقوع في المخالفات والمحرمات..
وقد تجلى هذا الأمر زمن العلامة محمد كنون في التوصيات التي كان يخرج بها مؤتمر الرابطة المحمدية للعلماء والذي كان يعقد كل أربع سنوات أو أقل، ونختار من تلك المؤتمرات المؤتمر الثاني الذي انعقد تحت شعار: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”، بمدينة الدار البيضاء، بتاريخ 1-2-3 ربيع الأول 1384هـ الموافق لـ 11-12-123 يونيو 1964م، وقد خرج المشاركون فيه بمجموعة من التوصيات، نذكر منها ما له علاقة بما يقع من مخالفات ومنكرات في المهرجانات التي أصبح الكثير من المغاربة يوليها اهتماما خاصا، ويعتبرها تظاهرة وطنية يستساغ فيها أن تخلف الموتى كضحايا -كما جاء على لسان عمدة فاس حميد شباط، لما شبه موتى مهرجان موازين بالحجاج الذين يموتون في منى-، ومن بين التوصيات التي خرج بها العلماء في المؤتمر المذكور ما يأتي حسب العناوين التالية:
جاء تحت عنوان الخمر: “يستنكر المؤتمر كل الاستنكار بيع الخمر وجميع المخدرات وجميع التسهيلات لترويجها وتداولها وتقديمها في الحفلات الخاصة والعامة وكذلك في السفارات المغربية”.
وتحت عنوان السينما: “بفرض رقابة صارمة على الأفلام المعروضة حتى لا تسمح بعرض أي فيلم ينافي الأخلاق الإسلامية ويضر بكيان الأسرة والمجتمع..”.
وتحت عنوان الإذاعة والتلفزة: “بأن تكون برامج الإذاعة والتلفزيون وفق الأخلاق الإسلامية، وخالية من كل ما من شأنه أن يؤذي شعور الناس ويرفع الحشمة بين أفراد الأسرة الواحدة كالرقص الخليع والمشاهد العاطفية المثيرة.
كما يطالب المؤتمر بتقوية البرامج وتغذيتها بروايات وأحاديث وتوجيهات أخلاقية”.
وتحت عنوان الفولكلور: “يستنكر المؤتمر إقامة الحفلات على النحو الذي نراه عليه اليوم، لما فيه من انتهاك لحرمة الدين، والتحدي لشعور المسلمين، وتبذير أموال الأمة فيما يعود على كيانها بالخراب.
يستنكر المؤتمر استخدام المسلمات في المقاهي والفنادق والحمامات لاستجلاب الزبناء والترفيه على السياح”.
وتحت عنوان الزنا: “يستنكر المؤتمر شيوع الزنا والانحلال الخلقي ويطالب بوضع حد لذلك بجميع الوسائل الممكنة، كما يندد بأولئك الذين يطاردون النساء في الشوارع”.
وتحت عنوان الشرطة الأخلاقية: “بتأسيس شرطة الأخلاق وتختار عناصرها من ذوي الخلق الكريم والغيرة على الدين للسهر على كرامة المجتمع المغربي وعلى أخلاقه”.
وتحت عنوان أزياء النساء: “بوضع حد للتبرج والاستهتار، وبإلزام النساء والفتيات بعدم ارتداء الملابس الفاضحة التي يستنكرها الشرع الإسلامي”.
وتحت عنوان الأخلاق في المدارس: “بالاعتناء بالناحية الأخلاقية والدينية في المدارس، حتى نضمن تكوين التلميذ الصالح النافع”.
وغير ذلك من التوصيات التي تؤسس لمجتمع فاضل وتدفع عنه الفساد والرذائل، لكن من المؤسف أن نرى كل تلك المخالفات وغيرها مما لم يكن ليخطر على بالهم في الشوارع وفي هذه المهرجانات التي عمت المدن والحواضر المغربية، فماذا كان سيكون موقف أولئك الصالحين من هذا الفساد الكبير الذي استشرى في مجتمعنا، ويكاد يصبح تغييره من المنكر وتشجيعه من المعروف في زمن الموازين الخاسرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *