تقبل شريحة كبيرة من المغاربة على الملابس المستعملة التي تباع في الأسواق الشعبية والقادمة من أوربا والتي تسمى عند الجميع بـ”البال”، وذلك لرخص ثمنها، ولتميز بعضها بجودة زائدة على المصنوعة محليا..
لكن العديد من الباعة ومن الناس وفي مرات عديدة يتفاجؤون بأن بعض الملابس كتبت فيها آيات قرآنية إما بشكل واضح، أو بخطوط غير مفهومة، أو بشكل مقلوب ومتداخل..
وكتابة القرآن في الملابس، هذا أمر وارد من المجتمع الغربي الحاقد على الإسلام ومقدساته، والذي يتفنن في تدنيس أي مقدس ديني، فالعديد من المرات حصل هذا من شركات ومع سبق وقصد منها.
فقد سبق لمجلس العلاقات الإسلامي الأمريكي أن طالب “شركة ليز” بسحب ملابس الجينز التي تحمل آيات قرآنية من الأسواق بعدما تلّقى العديد من الشكاوى والاحتجاجات من قبل الجمعيات الإسلامية الأمريكية، جاء فيها أن الشركة قامت بطبع آيات قرآنية من سورة يس (الآيات 36، 65،67) على الجيوب الخلفية للجينز؛ الأمر الذي يعني أن يجلس لابسها على هذه الآيات القرآنية.
وكان بين الاعتذار الذي أصدرته شركة ليز: “نقدم اعتذارنا للمسلمين في أنحاء العالم لهذا الخطأ غير المقصود”.
وقد صار الاستهزاء بآيات كتاب الله جل وعلا عند الكثير من الغربيين موضة، فبعضهم وظفها في لازمة مقطوعة موسيقية، والمخرج الهولندي “فان جوخ” وظفها في فيلمه “الخاضعة” حيث ظهرت بغي عارية وقد كتبت على جسمها آيات جلد الزاني والزانية امتهانا لها وتحقيرا..
وعموما فصور الاستهزاء بتشريعات الإسلام بارزة في المجتمع الغربي المادي، وهذا يدخل ضمن حملته العنصرية في محاربة المسلمين ودينهم وقيمهم، وإن أحرص ما يحرص عليه الغرب أن يباعد المسلمين عن كتاب ربهم وأن يحتقر نبيهم وقرآنهم من غير أن يحركوا ساكنا بعدما يكونون قد تطبّعوا مع هذه الممارسات العنصرية عبر التشبع بقيم مبادئ حملة الخداع المتجسدة في دعوة التعايش والتسامح التي يطلب في العالم من المسلمين وحدهم احترامها وتطبيق أفكارها، في حين أن الغرب يصرُّ على احتقار المسلمين ولمز دينهم ورميه بأوصاف هم منها براء، وفي الوقت الذي تقوم فيه قصة الوجود الصهيوني على أرض الإسلام في بلد الأقصى المبارك على خلاف تلك القاعدة، أي أنهم يبنون مجد تواجدهم واستمرارهم وقوتهم على أكذوبة الهولكست التي استعبدت الغرب لهم، فلم يعد أحد يقدر على رميهم بالإرهاب، مع أنهم عين الإرهاب، ومبدعوه.
فعلى المسلم أن يحرص أن لا ينخرط في حملة تدنيس المقدس التي يرفع لواءها العلمانيون والغرب المادي، وأن لا يحمل لباسه مثل هذه المخالفة (كتابة آيات قرانية)، لأن ذلك مناقض للتقديس الواجب لكتاب الله سبحانه، بل هو من باب تعريض كلام الله للابتذال والامتهان..
فعلى المسلم والمسلمة أن يحرصا حرصا شديدا على أن يلتزما في ألبستهم على الأوصاف الشرعية للباس الذي يحقق غاية ستر العورة، فإنه من المؤسف أن تجد أحد المسلمين يلبس لباسا وهو يحمل كتابة ذات معنى قبيح (جنسي، أو كفري، أو محرم..)، بل قد تجد البغي والغافلة تلبس سروالا (وهو خلاف لباس المرأة) وقد وصف سوءتها وكتبت عليه كلمات مثيرة جنسيا من قبل بالمجان (Free) فلا حول ولا قوة إلا بالله..
إن اللباس في كثير من الحالات يؤدي رسالة عند لابسه، فلا يستغفل المسلم نفسه ويغالطها بحجة حب المتعة كيفما كان نوع هذا اللباس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وهذا بين في أن مفارقة المسلم المشرك في اللباس أمر مطلوب للشارع”، هذا في مطلق اللباس، فكيف في اللباس الذي يستهزئ بالمسلم ودينه وعقيدته؟