التربية الإسلامية على المقاس الصهيو-أمريكي أو المفاهيم التي يراد تغييبها من المادة ذ. محمد بوشنتوف

مرت مادة التربية الإسلامية في بلادنا من عدة ابتلاءات حبك خيوطها المعادون للدين والتدين في أوساط الناشئة.

ولأن المخالفين ما استطاعوا أن يزيلوا المادة كليا -على الأقل إلى حدود الساعة- فإنهم فكروا في إفراغها من المقصد الأسمى. والمتصفح للكتاب المدرسي لمادة التربية الإسلامية يجد نفسه أمام “كوكتيل” من المعلومات والعناوين لدروس تصلح أن تدرس في التربية النسوية والفنية والتشكيلية؛ أضف إلى ذلك أن معظم دروس الوحدات متشابهة.
فوحدة التربية الاعتقادية مثلا يدرس فيها: الإسلام دين وسطية واعتدال -صفات المؤمن الاجتماعية-…؟؟؟
ووحدة التربية الأسرية والاجتماعية هناك دروس من قبيل حسن الجوار، واللباس والزينة في الإسلام، وجزى الله القائمين على وضع هذه الدروس، فحتى لا يتعبوا التلاميذ بالشروط والقيود.. فقد اكتفوا بذكر ثلاثة منها فقط:
– أن يكون اللباس ساترا محترما.
– ألا يتشبه الذكر بالأنثى والعكس.
– وألا يلبس المسلم لباسا ينوي التكبر..؟! (انظر إحياء التربية الإسلامية ص:51).
أما في وحدة التربية الفنية والجمالية والبيئة فهناك دروس من قبيل: الذوق السليم؛ وجمالية الكون؛ وجمال المحيط؛ ومحاربة التلوث؛ والحفاظ على التوازن البيئي..؟!
غريب أن تصبح التربية الإسلامية بهذه السطحية والرتابة، عناوين براقة ومصطلحات جديدة بحجة مواكبة العصر والانفتاح ومد الجسور..
وقد لوحظ منذ مدة طويلة وبشكل مستمر ومتعمد، إقصاء مفاهيم هي من أصل الدين ومن عمقه، بل ولا يخلو كتاب فقه أو حديث أو تفسير منها لأهميتها، وسأكتفي بأربعة منها:
1- مفهوم الجهاد
فقد أصبحت هذه الكلمة مخيفة إلى درجة الخلط بينها وبين الإرهاب، وفي أحسن الأحوال يتم استبدالها بكلمة المقاومة أو الدفاع. ولست أذيع سرا هنا إن قلت أن القوى الصهيو-أمركية هي من تقف وراء هذا المنع… ولا أدري لماذا لم يفكر أصحاب المناهج عندنا أن تدريس الجهاد نابع من أربع قناعات :
– قال تعالى: “وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ” (الأنفال 60).
وقال عليه الصلاة والسلام: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير”.
وقد جعل الإمام مالك رحمه الله تعالى في الموطأ كتابه 21 هو كتاب الجهاد، مباشرة بعد كتابي الصيام والحج.
– تدريس الجهاد لدى الناشئة هو وحده من سيزيل الغبش لدى الشباب المتهور، ويمكن من التفريق بين الشرعي منه وفضل الاستشهاد في سبيل الله جل وعلا؛ وبين التفجير والتخريب والقتل العمد والانتحار والاعتداء على دماء المسلمين وأعراضهم.
– الجهاد هو من سيعيد للشباب روح الكرامة والعزة والافتخار بإسلامه ومغربيته عربية كانت أو أمازيغية، وبه يكون جنديا مجندا للدفاع عن حوزة الدين والوطن خاصة في ظل ما يسمى ببوليزاريو الوهمية وسبتة ومليلية المحتلتين.
– والجهاد ليس كله سلاح وتربية عسكرية، بل إصلاح النفس جهاد، والتحصيل الدراسي والبحث العلمي ونشر العلم جهاد، والإخلاص في العمل والأمانة فيه والمحافظة على المال العام جهاد، والنصيحة لأولي الأمر بالحسنى وجمع الشتات والإصلاح بين الناس جهاد..

2- مصطلح اليهود
وهو من المصطلحات التي لا يستحسن ذكرها في المناهج التربوية، ومعلوم أن اليهود ذكرهم الله جل وعلا في القرآن الكريم ووصفهم الحبيب صلى الله عليه وسلم كما صح عنه، فهم من اتهم الله تعالى بالفقر والنقص والولد، وهم من كذبوا الرسل وقتلوا الأنبياء، وهم سبب كل فتنة قامت وستقوم، ورغم ذلك فذكرهم بسوء أو التعريض بهم وكشف نواياهم أو الدعاء عليهم هو عنصرية وتمييز لهم، يستوجب العقاب والحساب. فدول بأكملها محاصرة لعدم انصياعها لليهود، وقنوات أغلقت لدعوتها لكراهية اليهود، ومطابع بدأت بنشر قرآن جديد لا يدعو إلى كراهيتهم، فالكل مدعو إلى التطبيع مع هذا -الذي يكرهه الحجر والشجر-..؟!

3- مفهوم الولاء والبراء
لا وجود له في مقرراتنا فالولاء والبراء قصة قديمة ودار الكفر ودار الإسلام مصطلحات عفا عنها الزمن. وفي هذا دعوة إلى زمالة الأديان وحوار الحضارات، فلا داعي لذكر كلمة كافِر أو كُفر أو كفَّار، فالقوم في المفاهيم الجديدة إخوة لنا في الإنسانية، ولا يجب تعنيفهم بكلمات الكفار أو الغير، وتم استبدالها بالآخر فقط…
لهذا ترى أبناءنا يحبون الكفار من لاعبين وممثلين ومغنيين حبا كبيرا، يوالونهم ويدعون لهم بالنصر في المباريات والمهرجانات وحتى في الحروب.

4- مصطلحات العذاب والقيامة والموت وعذاب القبر وعلامات الساعة
قيل إن ذكرها يتعب نفسية الأطفال والتلاميذ، ويصيبهم بالإحباط والزهد في وقت مبكر قد لا يخدم مصلحتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *