هل أتاك نبأ.. الخنزير! طارق الحمودي

الخنزير وما أدراك ما الخنزير.. أحد الأنجاس.. ورمز من رموز المعصية..!

كيف وقد صار تحريمه واعتقاد نجاسته علما على الإسلام ..وقبله اليهودية على ما فيها من تحريف..!
قال ابن القيم رحمه الله: (مفتاح دار السعادة/292): (الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا، ومن خاصيته أنه يدع الطيبات فلا يأكلها، ويقوم الإنسان عن رجيعه فيبادر إليه).
والذي جعلني أكتب هذا المقال عنه.. أشياء كثيرة.. بعضها من بعض.. ولعلك تعرفها أثناء حديثي عن الخنزير..!! ولست أقصد هنا ما يتعلق به من أحكام فقهية وإن كنت أشير إلى بعضها إشارات..!
هذا ويعتبر الخنزير في الثقافة الأوروبية علامة على الخصب وكثرة اللحم.. والشحم.
فالأنثى تضع.. فريقا كاملا لكرة القدم.. وأكبر عدد وضعته أنثى خنزير بلغ 37 عاش منها 33!!
وتشتهر بلدان مثل إنجلترا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا بالاعتماد عليه وتنشئته في طقوس أسطورية أحيانا..!!
وقد كان يعتبر أمانا من المجاعات عند قدمائهم وأجدادهم في صورة رمزية..!
وتبدأ قصة الخنزير عندي من مشهد صعود ذاك الموكب المهيب من الحيوانات المتنوعة إلى سفينة نوح عليه السلام..!
الغالب أنه صعد.. وإلا لم يكن له وجود.. ومن هناك أبدأ…!
الخنزير حيوان نجس حرام أكله في كل الشرائع المنتسبة إلى إسلام التوحيد عند كل الأنبياء والمرسلين.
ولا تزال مظاهر ذلك قائمة عند اليهود والإنجيليين من المسيحيين..
فمن الأمور المثيرة.. والمثيرة جدا أن ترى النصارى اليوم يعتمدون في جل طعامهم عل الخنزير مع حضورهم مجالس الأحد في الكنائس المنتشرة في كل مدينة، والتي يتلى فيها الإنجيل المحرف كل أسبوع.. ثم ينصرفون إلى بيوتهم ويكون الخنزير طبقهم الرئيسي.. والثانوي..!
شيء يستغرب منه.. وقد استغربت منه حقا.. والإنجيليون الخلص يمتنعون من أكله في مثل الولايات المتحدة الأمريكية.. وموقفهم منه واضح جدا… بل يبغضونه ويعتبرونه نجسا مضادا للطهارة.!!
ولهم في ذلك مستندهم..
وبذلك نحاجج النصارى آكلي لحم الخنزير!
بل ذكر هيرودوت في (تاريخه؛ ص:155؛ ترجمة عبد الإله الملاح) أن المصريين القدامى كانوا يمتنعون عن أكله لنجاسته عندهم بل ويتجنبون مخالطة مربييه ورعاته ولا يناكحونهم، ولا يقدمونه قربانا إلا لبعض آلهتهم، ويأكلون لحمها حينها فقط دون سائر المواسم لأسباب امتنع هيرودوت عن ذكرها وكذلك فعل الأستاذ عبد السلام هارون في كناشة النوادر؛ حين نقل عنه ذلك (ص:29) وأشار إلى أن مترجما آخر للكتاب اسمه (حبيب بسترس) ذكر السبب في حاشيته عليه؛ وأعتذر فليس بين يدي ترجمته..!
فإن كان الخنزير يأكل كل شيء؛ أعشابا.. زبالة.. ميتة.. وقد تكون الميتة أحيانا من صغاره!
ويملك أضعف جهاز هضم عند الحيوانات، وأسرع عملية هضم؛ في أربع ساعات؛ فلا يتمكن من هضم جيد أو تفريغ للسموم من جسمه فتبقى في لحمه وشحمه؛ بخلاف الأبقار والأغنام التي تملك جهاز هضم متطور جدا ويقع الهضم عندها في مدة أطول؛فكيف آكله!!! كما قال بعض خطباء المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين أمام مآت الحاضرين؛ وقد رأيته وسمعت كلامه.
ويكفيني أنه حيوان لا يغار..!
وفي الشعوب الوثنية كان الخنزير حاضرا في الأساطير والخرافات.
ومن ذلك قصتهم مع سيريس اليونانية الساحرة الزانية.. يقال أنها زنت مع أوليس وبسيدون وغيره من آلهة اليونان قبح الله فكرهم؛ عثر عليها أوديسيوس -أحد أبطال الأساطير اليونانية- ورفاقه الذين حولتهم إلى خنازير لكن أوديسوس لم يتأثر لأنه كان محصنا بعشبة أعطاها له هيرميز، ولم ينتصر عليها فحسب بل نال حبها أيضا وظلا معا لسنة، وعندما أراد الرحيل أرشدته كيف يبحر إلى أرض الظلال والتي تقع على حافة تيار المحيط لكي يعلم مصيره من العراف تيريزياس وأعطته توجيهات ليتجنب الأماكن الخطرة في رحلة عودته.
وهذا يذكرني بمسخ الله لبني إسرائيل وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن هذا المسخ لم يكن له نسل.
ومثله أيضا ما عرف عند علماء أهل السنة عن الشيعة الروافض، فقد عرف عنهم أنهم حين الموت ترى وجوههم على هيئة الخنزير.
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (ص292): (هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة، يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب، وهي تظهر وتختفي بحسب خنزيرية القلب وخبثه، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا، ومن خاصيته أنه يدع الطيبات فلا يأكلها، ويقوم الإنسان عن رجيعه فيبادر إليه، فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده منطبقا عليهم، فإنهم عمدوا إلى أطيب خلق الله، فعادوهم وتبرؤوا منهم، ثم والوا كل عدو لهم من النصارى واليهود والمشركين، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار، فأي شبه ومناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير، فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين.
وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التواتر بمَسخِ مَنْ مُسخَ منهم عند الموت خنزيرا فأكثر من أن تذكر هاهنا، وقد أفرد لها الحافظ ابن عبد الواحد المقدسي كتابا).
وهو أحد الحيوانات في مجموعة الأبراج الصينية، ولذلك يمتنع الصينيون الذين يأكلون كل شيء تقريبا عن أكله حينما يحين وقت برجه السنوي! كما هي الطقوس عندهم!!
بل تجده في بعض القبائل الوثنية في غينيا الجديدة ندا للطفل الرضيع يعتنى به صغيرا؛ بل ترضعه النساء! نقلا عن موسوعة (combi2/ganaderia 9)
ويستعمل الخنزير عند الأوروبيين أيضا في البحث عن نوع من الفطر تحت التراب لمعرفة الخنزير البري لرائحته؛ وكذلك زميله المدجن!
ولا يزال ذبح الخنزير في إسبانيا طقسا من الطقوس التي أحياها بعض المخلصين تبدأ باستخلاص الدم منه ليستعمل في صناعة النقانق السوداء!!
يأكلون لحمه ودمه!!
وهو محرم عليهم!!
ومن اعتقادنا أن عيسى حينما ينزل يقتله مع كسر الصليب كما في أحاديث صحيحة.
وهذه نصوص من عهدي النصارى قاطعة في ذلك.
العهد القديم:
1) سفر اللاويين 11: 7
وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ.
2) سفر التثنية 14: 8
وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا.
3) سفر إشعياء 65: 4
يَجْلِسُ فِي الْقُبُورِ، وَيَبِيتُ فِي الْمَدَافِنِ. يَأْكُلُ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ، وَفِي آنِيَتِهِ مَرَقُ لُحُومٍ نَجِسَةٍ.
4) سفر إشعياء 66: 17
الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ وَيُطَهِّرُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي الْجَنَّاتِ وَرَاءَ وَاحِدٍ فِي الْوَسَطِ، آكِلِينَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالرِّجْسَ وَالْجُرَذَ، يَفْنَوْنَ مَعًا، يَقُولُ الرَّبُّ.
5) سفر المكابيين الثاني 6: 18
كان رجل يقال له العازار من متقدمي الكتبة طاعن في السن رائع المنظر في الغاية فاكرهوه بفتح فيه على أكل لحم الخنزير.
6) سفر المكابيين الثاني 6: 20
وقذف لحم الخنزير من فيه ثم تقدم كما يليق بمن يتمنع بشجاعة عما لا يحل ذوقه رغبة في الحياة.
7) سفر المكابيين الثاني 7: 1
وقبض على سبعة إخوة مع أمهم فأخذ الملك يُكرِههم على تناول لحوم الخنزير المحرمة ويعذبهم بالمقارع والسياط، وأنفذ الملك كتبا على أيدي رسل إلى أورشليم ومدن يهوذا أن يتبعوا سنن الأجانب في الأرض.
ويمتنعوا عن المحرقات والذبيحة والسكيب في المقدس.
ويدنسوا السبوت والأعياد.
وينجسوا المقادس والقديسين.
ويبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للأصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة.
ويتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الأحكام.
ومن لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل.

العهد الجديد
– إنجيل متى (8:31): (فالشياطين طلبوا إليه قائلين إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير).
– متى (8:32): (فقال لهم امضوا؛ فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير. وإذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف إلى البحر ومات في المياه) .
– ومثله في إنجيل لوقاس (5:11إلى 16) وإنجيل لوقاس (8:32،33) و(15:15 .16)
وأما عند المسلمين اليوم فلا أخفي أنني صدمت حينما شاهدت في التلفاز أماكن من جنوب المغرب تربى فيها الخنازير لإطعام السياح!! زعموا؛ وبئست المطية.. كما قالوا في بيع الخمر..!
ظهرت حمى فيروس الخنازير وفضحت هذه المواضع المخفية عن أعين كثير من المغاربة!
واستغربت قبلها كيف كان الاستحمار والاستخراب الإسباني يربي الخنازير في ثكنات الشعبة المغربية من الجيش الإسباني في عهد فرانكو في تطوان وغيرها!!
بل كانوا يسوقونها في أحياء تطوان حتى جعل الناس قصدا أو عن غير قصد يسمون أحد المواضع عندنا في تطوان وهي منحدر يسوقك إلا سفح جبال غرغيز: (عقبة الحلوف) أي (منحدر الخنزير)!!
ونعم ما قاله المعتمد بن عباد حين أسر وسيق لسجنه بأغمات لدى المرابطين: لأن أرعى الجمال خير لي من أن أرعى الخنازير.. وصدق
هذه إشارات وأمارات على طريق الحديث عن هذا الحيوان النجس والله المستعان على ما يصفون.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *