كلمة الشيخ المغراوي بساحة الكتبية للتنديد بتفجير أركانة إعداد إبراهيم الوزاني

ألقى الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي عقب صلاة الجمعة يوم 09 جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 13 ماي 2011، بساحة مسجد الكتبية، كلمة أمام حشد يقدر بالآلاف من المراكشيين ومحبي الشيخ وتلامذته ومئات من المستفيدين من دور القرآن المغلقة في عدد من مدن المغرب -قدموا مراكش من أجل المشاركة في هذه الوقفة-..، ندد فيها بما تعرضت له مقهى أركانة من عمل تخريبي إرهابي.

وبين فيها الدكتور المغراوي أن مثل هذه الحوادث هي مؤامرات ضد المسلمين والإسلام حيث قال: “ولا شك أن هذا الأمر هو من المؤامرات التي تدبر على أهل الإسلام وفي بلاد الإسلام بالخصوص؛ قصد ذلك هو إحداث الفتن وإحداث البلابل وإحداث الشكوك وإحداث الخصومات وإشغال الناس بأمور يدبرها عدوهم من خارج بلادهم وداخل بلادهم..، وتعددت أسباب هذه المنكرات “ومن أعظم أسبابها هو تآمر الخارجين عن الإسلام، فيدبرون لأهل الإسلام هذه المؤامرات، حتى يحدثوا الفتن بينهم وبين شعوبهم وحكامهم..”.
كما حذر من المؤامرات التي تعوق مشاريع الإصلاح، فقال: “فأحب أن أنبه إخواننا المسلمين في كل مكان أن ينتبهوا لعدوهم الذي يريد أن يشغلهم عن مصالحهم وعن إصلاحاتهم بهذه المؤامرات المفتعلة التي يفتعلونها..، وما يحدث في بلاد المسلمين من مثل هذه المؤامرات لا شك هو من تدبير الحاقدين على الإسلام”.
ونفى أن يكون هناك مبرر شرعي للتفجيرات التخريبية بقوله: “لأننا إذا درسنا هذا الحادث الذي وقع في هذا المقهى فلا نجد له أي مبرر من المبررات، فرجل يأتي.. إلى مكان آمن فيه أناس جالسون ولا صلة لهم ولا علاقة لهم بأي شيء فيفجر فيهم هذه المتفجرات لا شك أن هذا الأمر مدبر من بعيد (وليس عملا فرديا)، إلا إذا كان المفجر مختلا في عقله أو به خلل هو ومن معه..”.
وحذر من الفراغ الروحي والعقدي عند الشباب، فقال: “الشباب يعيش فراغا كبيرا يدفعه إلى أن يقوم بهذه الأعمال السيئة التي تتنافى تماما مع أبجديات الإسلام ومع أبجديات القرآن ومع أبجديات السنة”.
وفي المقابل برأ المسلمين من هذه الجرائم، وبين حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سلامة الأرواح بقوله: “الحمد لله المسلمون عموما في مشارق الأرض ومغاربها مبرؤون من هذه الأعمال وهذه الفتن التي نسمعها والتي نراها من حين لآخر..، فالمسلم الذي يقرأ القرآن ويقرأ صحيح السنن لا شك أنه بريء..، يقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان فكيف بالقتل والذبح؟ وكيف بالانتهاك والترويع؟..
أنزه فاسقهم كشارب الخمر والزاني من هذه الأعمال الإجرامية، التي لا يقوم بها إلا من لا يؤمن بالله واليوم الآخر.
ويجب علينا جميعا أن نرجع إلى الله ونتوب إليه فيما نحن فيه من مخالفات شرعية في أجسادنا وفي بناتنا وفي نسائنا وفي أموالنا وفي حكمنا وفي دراستنا وفي مناهجنا، فهذه المخالفات لا شك أنها من الأسباب التي تكون سببا لنا في إحداث هذه الفتن”.
وأشار إلى أن “رواد دور القرآن في المغرب يحاربون هذا الفكر منذ تأسست هذه الدور، وهذا يتجلى في أفعالهم وفي أقوالهم وفي واقعهم، وهم منتشرون ولله الحمد في كل القطاعات الاجتماعية (دكاترة، وأساتذة وأطباء ومهندسون، وتجار، ومهنيون..)، والمساجد في شهر رمضان ولله الحمد تزهر بأصوات قراء دور القرآن، ولو أنهم فتح لهم المجال في بقية السنة وتعاونت الجهات المعنية بالمساجد مع دور القرآن فإننا ولله الحمد، سنعمل على أن تملأ المساجد كلها في مشرق المغرب ومغربه.. وهم أئمة في الكثير من البلدان”.
وتساءل الشيخ المغراوي بقوله: “فلماذا هذا الحصار على دور القرآن؟
ولماذا القمع لدور القرآن وأبناء دور القرآن؟
فالدولة هي التي رخصت لدار القرآن من بداية السبعينات، وكلما تجدد مكتب للجمعية فإن الدولة هي التي تعطي وصل الإيداع والترخيص، ورجال الأمن منذ تأسست دور القرآن وهم يترددون عليها، وبفضل الله فإن عددا منهم من أبناء دور القرآن ويدافعون عليها ويتمنون أن تفتح الساعة قبل الغد..
ورجال الأمن في العديد من المدن يريدون أن تفتح دور القرآن، لأنها صمام أمان لهذا البلد، فإذا كانت الدولة وكان الملك يجند الجيوش ويخصص لهم المرتبات والوظائف فإن رميتهم لا تتجاوز قدرهم..، أما هذا الجيش الذي هو جيش دور القرآن الذي يرفع أكف الضراعة إلى الله في خلوة الليل وتنساق دموعه على خده أن يحفظ الله الملك وهذا البلد، أنا أحب إلي من الجيوش العسكرية، بل هي تنافسها..”.
وذكر الدكتور المغراوي بالدور التي أخذتها الوزارة منهم وأن ذلك كان بضغط من الوالي، ثم قال: “وها هي هذه الدور قد انقلبت لموقف للسيارات..، لمحاميد انقلبت إلى سكن المندوب، وروض العروس إلى مخزن للأطعمة وإلى ملتقى لأصحاب الدليل والمادحين، بدل أن هذه الدور كانت تزخر بقراءة القرآن وبالعلم وبالمتون العلمية..”.
ثم قال: “بعد 16 ماي اجتمع وزير الداخلية ورئيس الدرك الملكي ورئيس مصلحة التراب الوطني ورؤساء المصالح، وخرجوا بقرار أن دار القرآن مؤيدة للأمن، وقال لهم العامل المبارك الأستاذ الداودي إن الذي فعلته دور القرآن في حي يوسف بن علي والله ما فعلناه نحن..”.
وتساءل بعد ذلك: “فلماذا هذا الإغلاق..، بعد مسائل صنعوها وتآمروا عليها..، وأخذو من الموقع سؤالا عن آية، أجمع المفسرون على تفسيرها وتتردد كل يوم في إذاعة المغرب.. وهو تفسير الشيخ العلامة المكي الناصري..”.
بعدها أقسم الشيخ أنه لم يحدد سنا للزواج.. وأنه إذا فهم منه ذلك فهو يسحب هذا الفهم..، فالأمر للزوج والأمر للزوجة والأمر للقاضي، وهو الذي له أن يحدد سنا كبيرة أو سنا صغيرة فهو المعني بالأمر.
وتساءل جدلا: “لو أني حددت سنا للزواج، فما ذنب هذه الدور التي أغلقت؟
ما ذنب دار القرآن في وجدة؟
ما ذنب دور القرآن في أكادير والعيون وكلميم والقنيطرة وآسفي؟..
المغراوي أخطأ فيحاسب على خطئه ودور القرآن تبقى..
ولكن المقصود هي المؤامرة المحبكة من طرف العلمانيين ومن طرف الخرافيين الصوفيين الذين يكرهون هذه الدعوة..”.
وذكر أن أول ما يطلب “هو الإصلاح العقدي، فعلى هذا قامت دعوة الأنبياء، فالإصلاح المالي تابع للإصلاح العقدي..، فالأضحة مأوى الشرك والمشركين، مأوى للبدع والمبتدعين، وتصدق عليها كل الآيات والأحاديث التي جاءت في بناء مساجد الضرار..، ودعوة دور القرآن هي الدعوة إلى التوحيد، والدعوة إلى السنة والدعوة إلى محاربة الشرك والمشركين، والدعوة إلى محاربة البدع والمبتدعة لهي من أكبر الشرف وهي دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وكان في أول كلمته ذكر أن “ما يحدث في بلد من المقدسات الإسلامية التي هي بلد المسلمين فلسطين ما يحدث اليهود من مؤامرات على المسلمين ..، اليهود يشتغلون بالليل والنهار لإحداث هذه الفتن وهذه المؤامرات الفعلية والقولية ، فلا شك أن ما يحدث في فلسطين من تقتيل للمسلمين ومن هدم للمنازل ومن هتك للحرمات ومن إبادة للشعب بأجمعه، ومن إنكار لوجود أمة في بلدها لا شك أنه من أعظم المؤامرات”.
وفي الختام “دعا الله عز وجل أن يوفق الفلسطينيين بجميع فصائلهم لتطبيق الكتاب وتطبيق السنة”، ودعا للملك محمد السادس بالتوفيق والسداد وأن يبعد الله عنه البطانة الفاسدة، وأن يوفقه الله لفتح دور القرآن وإزالة والقمع الممارس عليها، وأن له الشرف الكبير أن يتبنى هذا المشروع المبارك المنتشر في بلاد المغرب ليكون في صحيفة حسناته كل ما يجري في هذه الدور من الخير، وطلب من الوالي أن يوصل هذه الرسالة لملك البلاد.
ووجه تحية للإخوة الإعلاميين الذين لهم أقلام تؤيد الإسلام وتنصره، وقال: “وفرج الله على أخينا رشيد نيني، اللهم فرج على أخينا رشيد نيني كربته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *