نظرية داروين واللوحات الفنية العارية أمور دنيوية لا علاقة لها بالدين!! (النصراني جورج قديس)

ومن ضمن ما نقلت يومية الأحداث في منشورها كلاما للنصراني جورج قديس؛ استنكر فيه أن نكون “اليوم في عصر الثورة والاتصالات والمعلومات، لا زلنا نتساءل في حيرة هل الانترنت حلال أم حرام؟ الموسيقى والأغنية بل ومشاهدة التلفزيون حلال أم حرام؟ الصداقة بين المختلفين دينيا حلال أم حرام؟ الاستنساخ والهندسة الوراثية ونظرية داروين وآراء الفلاسفة الرافضين لفكرة الألوهية واللوحات الفنية العارية والثقافة الجنسية..الخ، ربما تكون هذه الأمور دنيوية لكن الكارثة هي أن نسعى دائما للبحث لها عن إطار ديني لا تخرج عنه، ويعتبر كافرا من يفعل غير هذا أو ذاك” (جورج قديس؛ قدر العلمانية في العالم العربي ص:186).

وقد حاول جورج في كلامه هذا التلبيس ما استطاع إلى ذلك سبيلا؛ حيث جمع ما هو عقدي بما هو سلوكي وأخلاقي؛ وجعل كل ذلك من الأمور الدنيوية التي لا دخل للدين فيها!
فنظرية داروين المادية التي تقوم على أن الوجود قام بدون خالق؛ وأن المخلوقات جميعها كانت بدايتها من خلية واحدة وهي (الأميبا)؛ وأن الإنسان قد تطور من القرد؛ وأن هناك تسلسلاً في الأجناس البشرية..؛ هذه أمور -حسب جورج- دنيوية لا علاقة لها بالدين!!!
كما أن آراء الفلاسفة الرافضين لفكرة الألوهية كأرسطو وغيره؛ هي أيضا من الأمور الدنيوية وليست من الأمور الدينية!
والأمر نفسه ينطبق على الأعمال والإبداعات الفنية!
إذ لا إشكال -حسب رأي جورج دوما- في “اللوحات الفنية العارية” لأنها أمور لا دخل للدين فيها؛ مادام مجالها هو الفن والإبداع!
هكذا تفسح جريدة “الأحداث” العلمانية المجال لنصراني كي يعلمنا ديننا؛ ويميز لنا بين ما هو ديني وما هو دنيوي!
ويعمل من خلال هذه الخلطة العجيبة التي يستحيل تجانسها أن يستهزأ ويسخر من الدين؛ وصنيعه هذا يذكرنا بذاك اليهودي الذي أتى سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال له مستهزئا: “لقد علّمكم رسولكم كل شيء حتى الِخراءة”!
فأجابه الصحابي الجليل؛ بثقة الموقن في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وبثبات الجبال الرواسي: (نعم علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جئنا إلى الغائط ألا نستقبل القبلة أو نستدبرها) الحديث.. في إشارة إلى شمول الشريعة لكل مجالات الحياة وتفاصيلها؛ انطلاقا من نظام الحكم والسياسة وانتهاء بآداب قضاء الحاجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *