عنوان الملف: (فلسطين.. التاريخ والقضية) لماذا اخترنا الملف؟

القضية الفلسطينية هي قضية الأمة بأكملها، وذلك لارتباطها بالأساس بروابط عقدية ودينية؛ ففي هذه المنطقة من الشام البقعة المباركة والمسجد الأقصى، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفلسطين من أرض الشام التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكناها عندما تجند الأجناد في الأوطان، وفي فلسطين يقتلُ مسيحُ الهداية (عيسى بن مريم) عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام مسيح الضلالة (المسيح الدجال)..
إذن فارتباط المسلمين بأرض فلسطين لا يحكمه التاريخ أو الوجود العربي بها أو الجغرافيا ومنطق الأغلبية، بل تحكمه روابط دينية.
ولازال المسلمون في فلسطين منذ انتهاء مرحلة الانتداب البريطاني وعزم الغرب بقيادة بريطانيا إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين؛ يعانون من ويلات الاحتلال الصهيوني وإرهاب الدولة اللقيطة، فلم تنفعهم على الإطلاق المسيرة المارطونية من المفاوضات والمؤتمرات؛ ولم يستفد من ذلك كله إلا العملاء والكيان الإرهابي بمزيد من الاستيطان والتهويد..، والدليل ما حدث في مؤتمرات جنيف 1974م، وكامب ديفيد 1978م، ومدريد 1991م وأوسلو 1993م وأنا بوليس 2008م.
وعلى أي فاليهود هم نقضة العهود، قال الحق جل في علاه: “أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ”، أينتظر ممن نقضوا عهود ربهم وقتلوا الأنبياء الذين أرسلوا فيهم أن يفوا بعهودهم اتجاه أعدائهم، أم ترانا أمة لا تعقل ولا تتعظ؟ وإلا فالقرآن العظيم قد كشف لنا عن حقيقتهم وجلَّى لنا أمرهم.
ولا زال الواقع يكشف لنا يوما بعد آخر حقيقتهم ووحشيتهم ونظرتهم الإقصائية تجاه كل مخالفيهم؛ فقبل أكثر من ستين سنة أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني “ديفد بن جوريون” في هيئة الأمم المتحدة للعالم كله عقيدة الصهاينة بقوله:
“قد لا يكون لنا في فلسطين حق من منطلق سياسي أو قانوني، ولكن لنا في فلسطين الحق من منطلق وأساس ديني، فهي أرض الميعاد التي وعدنا الله، وأعطانا الله إياها من النيل إلى الفرات، وإنه يجب الآن على كل يهودي أن يهاجر إلى أرض فلسطين، وعلى كل يهودي لا يهاجر اليوم إلى إسرائيل بعد إقامتها أن يعلم أنه مخالف للتوراة، وأنه يكفر كل يوم بالدين اليهودي”.
ثم قال: “لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ولا معنى لقيام دولة إسرائيل بدون فلسطين”.
وعقيدتهم هذه لا تتغير بتغير رؤساء الوزراء، وهذا ما أصله رئيس الوزراء “بن يمين نتنياهو” يوم أن نجح في الانتخابات الرئاسية فقال: “لقد صَوَّت اليهود أخيراً للتوراة!!” ثم قال بمنتهى الوضوح: “لا مجال للحديث في أي مفاوضات عن تقسيم القدس، فإن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل”.
وأصدر أهم مرجعية دينية في الكيان الصهيوني الحاخام الأكبر السابق “مردخاي الياهو” فتوى تدعو لإبادة الفلسطينيين بشكل كامل، حتى أولئك الذين لا يشاركون في القتال، ولفت الانتباه إلى أنها ليست فتوى في حقيقة الأمر، بل “فريضة من الرب يتوجب على اليهود تنفيذها”.
فالحق الذي لا يخفى على البصير، ولا يغيب على كل ذي عينين أن الصراع بيننا وبينهم صراع عقيدة، وصراع ثقافة، وصراع حضارة، وصراع هوية، وصراع وجود، لا صراع أرض وحدود!
وتبصيرا للرأي العام، وتذكيرا بقضية جوهرية من قضايا أمتنا، وبما ارتكبه الغرب والكيان الإرهابي في حق الشعب الفلسطيني؛ ارتأت جريدة السبيل فتح ملف في الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *