شرح الدرر اللوامع في قراءة الإمام نافع الشيخ محمد برعيش الصفريوي

نص:

المقرئ المحقق الفصــــــــيح ذي السند المقدم الصحيـــح
شرح:
قوله: (المقرئ) معناه: الذي يقرئ الناس والألف واللام فيه بمعنى الذي.
وقوله: (المحقق) أي الذي يحقق في نقل الرواية وقوله: (الفصيح) أي: فصيح اللسان وهذا من تعظيمه لشيخه لأنه بقدر ما يعظم الطالب شيخه بقدر ما ينتفع بعلمه.
قوله: (ذي السند) معناه: صاحب الإسناد لأنه أسند القراءة عن شيخه.
وحقيقة السند في علم القراءات: نسبة قراءة معينة عن فلان ثم فلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: (المقدم) معناه: المقدم في زمانه على غيره. قوله: (الصحيح) نعت للسند والتقدير: ذي السند الصحيح.
أوردت ما أمكنني من الحجج مما يقام في طلابه حجــــج
قوله: (أوردت) معناه: جئت وبينت وذكرت قوله: (ما أمكنني) أي ما استطعت وما حضر عندي وتيسر لي الإتيان به في هذا الرجز.
قوله: (من الحجج) معناه: من الدلائل والبراهين على أحكام القراءة، والحجج بضم الحاء جمع حجة ومعنى البيت: سأورد وإنما أراد بالحجج التي ذكر أنه أوردها دلائل القراءة.
قوله: (مما يقام في طلابه حجج) أي أوردت من حجج هذه القراءة ما يبقى الطالب في طلبه حججا أي سنين والحجج بكسر الحاء السنين كما قال الله تعالى: (ثماني حجج).
وقد ذكر رحمه الله في هذا النظم بعض المسائل اللغوية والنحوية والصرفية مما يحتاج فعلا إلى بحث وتنقيب.
نص:
ومع ذا أقر بالتقصـــــــــير لكل ثبت فاضل نحـــــــــرير
شرح:
قوله: (ومع ذا) معناه: ومع قولي هذا فإني لا أدعي الإحاطة بالعلم لأن العلم.
قوله: (أقر بالتقصير) أي أعترف بتقصيري وعدم إحاطتي وكأنه يقول هناك من العلماء من هو أفضل مني ولعله لما قال: (مما يقام في طلابه حجج) خاف من نفسه الاستكبار
قوله: (لكل ثبت) أي إنما أقر بالتقصير لكل ثبت معناه: لكل ثابت في العلم محقق فيه قوله: (فاضل) أي فاضل في الدين قوله: (نحرير) النحرير هو الحاذق والماهر والنبيل والنبيه واللبيب والفطن.
وأسأل الله تعالى العصمــة في القول والفعل فتلك النعمـة
قوله: (وأسأل الله تعالى العصمة) معناه: أطلب من الله ،المنزه والمعظم والمرفع عن النقائص والعيوب و(العصمة) هي المنعة والحفظ من كل مكروه من الذنوب والمعاصي ومن الخطأ قوله: (في القول) أي في قولي بمعنى في كل ما أقوله وأتكلم به بلساني والألف واللام فيه عوض عن الإضافة.
قوله: (والفعل) أي وفعلي بمعنى ما أفعله بجوارحي ومعنى البيت أنه رحمه الله استعصم بالله من شر جميع الجوارح السبعة التي بها يكتسب الإنسان الخير والشر.
قوله: (فتلك النعمة) معناه: والعصمة في القول والفعل هي النعمة.
هذه هي آخر خاتمة ويتلوه الكلام على أصول القراءة إن شاء الله تعالى .
نص:
القول في التعوذ المختـــــار وحكمه في الجهر والإســرار
وقد أتت في لفظه أخبــــــار وغير ما في النحل لا يختــار
شرح:
قوله: (القول في التعوذ المختار) معناه: هذا القول وهذا الكلام في بيان اللفظ المختار من ألفاظ التعوذ وقدم باب العوذ على غيره من مسائل القراءة لأنه سابق ومقدم عليها على ما روي (أن أول ما نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة وقال يا محمد : استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وقل بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك) إلى قوله: (علم الإنسان ما لم يعلم)
والتعوذ ليس بقرآن إجماعا لعدم كتبه في المصحف الإمام فهو مشروع في اللفظ دون الخط وعليه فلا يكتب في الألواح ولا في المصاحف.
قوله: (في التعوذ المختار) التعوذ مصدر تعوذ يتعوذ تعوذا وقد يقال عاذ يعوذ عوذا ويقال استعاذ يسعيذ استعاذة
ومعناه التعوذ في اللغة: اللجأ والهروب والاعتصام بالله تعالى من الشيطان. ومعناه في اصطلاح القراء قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أو غير ذلك من ألفاظه.
قوله: (المختار) أي القول في لفظه المختار عند القراء.
قوله: (وحكمه في الجهر والإسرار) أي وهذا بيان حكمه التعوذ من حيث الجهر والإسرار به.
وأما حكمه شرعا أنه مطلوب والأصل في ذلك قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وجمهور الفقهاء والقراء على أنه مندوب ليس بواجب والأمر به في الآية الكريمة للإرشاد وذهب قلة من أهل العلم إلى وجوبه والراجح مذهب الجمهور .
وأما محل التعوذ فإنه قبل القراءة وهو المشهور لأن المعنى الآية فإذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ بالله على مثال قوله تعالى (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم…) أي إذا أردتم القيام وكذلك فإن المقصود بالاستعاذة إنما هو إذهاب الشيطان لئلا يشغله عن التفهم في أحكام القرآن.
وقالت الظاهرية إن محل التعوذ بعد القراءة لدفع الرياء
و قال بعضهم : يتعوذ قبل القراءة وبعدها فيخرج جمعا بين الأقوال وخروجا من الخلاف وقال آخرون يتعوذ إذا قرأ بعض آية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *