صدر حديثا للأستاذ مصطفى باحو رسالة بعنوان: “العلمانية (المفهوم والمظاهر والأسباب)”، وهو طليعة لسلسلة بحوث في العلمانية، أي بمثابة المقدمة العامة لها تمهيدا لبحوثها وتأسيسا لمواضيعها، ولهذا تمحورت الرسالة حول مفهوم العلمانية وأسبابها ومظاهرها وتاريخها وتطورها وأثرها وغير ذلك.
إذ أنه وبعد سقوط الشيوعية تحول الإسلام إلى عدو استراتيجي للغرب، فلم يجد هذا الأخير سلاحا أمضى من سلاح العلمانية لإزاحة الإسلام وزعزعته والمجتمعات الإسلامية والحد من هيمنته على الحياة العامة للمسلمين، وتحجيم دوره وتهميشه داخل جدران المساجد والزوايا، وتحويله في نهاية المطاف إلى نوع من الفولكلور أو التراث الشعبي.
فجندت وحشدت جحافل من العلمانيين العرب للقيام بدور الطليعة الأولى والنيابة عن الغرب في نشر المشروع الحضاري الغربي، وتسويقه كفهم تنويري تجديدي للإسلام، صاحب ذلك هجمة شرسة على الإسلام وأحكامه، وتصوير مخالفيه من العلماء والدعاة بمثابة قطيع أو حثالة من الناس خارج التاريخ وفوق الواقع.