صحة بقلم الدكتور أبو شهدة محمد شاكير

التمزق العضلي

التمزق العضلي عبارة عن إصابة عضلية غالبا ما تحدث عند ممارسي الرياضة، وذلك بسبب القيام بحركة قوية ومباغتة خصوصا عند غياب تسخين بدني كافي قبل القيام بالنشاط الرياضي، ويمكن أيضا أن ينتج عن صدمة أو ضربة قوية تصيب العضلة بشكل مباشر، وتسبب تمزق أليافها بشكل جزئي أو كلي، وسنخص بالكلام هنا التمزق الجزئي الذي لا يحتاج في علاجه إلى الجراحة.
وهناك أسباب أخرى مثل الاستعمال القوي للعضلة عند جفاف الجسم من السوائل، أو “العياء المتقدم” بسبب الاستعمال الطويل والمفرط لأحدى العضلات.
على المستوى الأعراض، يتميز هذا التمزق بألم قوي جدا ومفاجئ في العضلة المصابة، وذلك بسبب تمزق الألياف العضلية، مما يجعلها في الغالب تؤدي إلى شلل نسبي في حركتها، مع ظهور جلطة دموية في المنطقة الجلدية المقابلة للعضلة.
وبالنسبة للعلاج، فهناك تدابير ينبغي القيام بها في البداية، مباشرة بعد الإصابة، وفي عين المكان، قبل زيارة الطبيب، قصد تخفيف الآلام وتفادي تكون جلطة دموية كبيرة، وبالتالي تفاقم المشكلة، ويتمثل ذلك في:
– استعمال الثلج، وتدليك المنطقة المصابة به، مما سيساهم في انكماش الأوعية الدموية بفعل البرودة، وتجنب الزيادة في النزيف العضلي.
– القيام بوضع ضمادات طبية ضاغطة على الموضع المصاب والذي يتركز فيه الألم، وذلك للحد من تزايد التمزق، وقد تكون هذه الضمادات لاصقة أو عادية تُلفّ حول العضو المعني.
– اجتناب أي حركة تحتاج إلى استعمال العضلة الممزقة، في انتظار مراجعة الطبيب، الذي سيقوم بتقييم نسبة التمزق، وتحديد درجة الخطورة، وبالتالي درجة العلاج الذي سَيُقترح لاحقا.
وبعد زيارة الطبيب، العلاج الرئيسي للتمزق العضلي هو “الراحة التامة” للعضلة الممزقة، وتحدد مدة هذه الراحة حسب نوع العضلة، وأهميتها في النشاط اليومي، وهذا ما يحدده الطبيب، وقد تصل إلى عدة أيام أو عدة أسابيع، حسب درجة التمزق.
وينصح أثناء الراحة بإبقاء العضو المصاب مرتفعا عن بقية الجسم، وذلك على قدر المستطاع، لتسهيل إفراغ المنطقة من الجلطة الدموية، وكذلك ينبغي اجتناب تدليك العضلة الممزقة، أو تسخينها بأية وسيلة من الوسائل، وكل هذا لإعطاء الوقت والظروف الكافيين حتى تلتئم الألياف العضلية مع بعضها، وتسترجع شكلها وبنيتها الأصلية.
وفي حالة كانت هناك آلام يمكن اللجوء إلى مسكنات تُشرب قصد تخفيفها.
ولابد من التدرج عند إعادة استعمال هذه العضلة بعد مرور المدة المطلوبة من الراحة، ويمكن اللجوء أحيانا إلى الترويض الطبي في بعض الحالات التي استلزمت مدة طويلة من الراحة، أدت إلى صعوبة في استرجاع نشاط العضلة.
وفي حالة كان التمزق بسيطا جدا، يمكن علاجها عن طريق كمادات تهيئ ببعض الطحالب.

أسباب تساقط الشعر
يمكن تعريف تساقط الشعر (Alopécie) بأنه كل تساقط يتجاوز المقدار العادي للتساقط الفيزيولوجي الذي يواكب وتيرة تجديد الشعر ونموه، وهو من الأعراض التي يمكن أن تنتج عن أسباب وأمراض عديدة، سنبينها في لائحة طويلة، وإن راعينا الاختصار، ولاشك أنها على سبيل التمثيل لا الحصر، وهي مصنفة إلى أنواع متعددة، نجملها فيما يلي:
1- تساقط الشعر الخِلقي (Congénitales):
وهو راجع إلى تشوهات خلقية في بنية الشعر، وتكون هذه الأمراض عائلية متناقلة من جيل إلى جيل.
2- تساقط الشعر المكتسب (Acquis): وقد يكون منتشرا أو محليا:
أ- تساقط الشعر المنتشر (في فروة الرأس بكاملها)، وله أسباب متعددة:
–>تساقط الشعر الحاد (المفاجيء):
. أسباب نفسية، كالصدمات النفسية القوية.
. أمراض تعفنية: كالتيفويد، والزكام، والزهري، والالتهاب الجلدي الحمري (Erysipèle).
. بعد الولادة أو الإجهاض.
. عند إيقاف حبوب موانع الحمل.
. بعد العمليات الجراحية الكبرى.
. نقص في التغذية: فتكون مرافقة لنحافة شديدة بدنية.
. أسباب مهنية: في المهن التي يمكن أن تُعرض لنيترات الثاليوم، أو البورق (borax = مسحوق أبيض متبلور)، كلوروبرين (chloroprène)…
. العلاج بالإشعاعات في منطقة الرأس (Radiothérapie).
. استعمال العلاج الكيماوي ضد السرطان.
–> تساقط الشعر المزمن:
. تساقط الشعر الأندروجيني والوراثي: وهو السبب الأكثر انتشارا، وقد يصيب النساء والرجال على حد السواء، وله ارتباط بالهرمونات الذكرية التي تؤثر على الغدد المنتجة والمغذية للشعر، وله طابع وراثي.
. انخفاظ إفرازات الغدة الدرقية (Hypothyroïdie).
. انخفاض البرولاكتين في الدم.
. انخفاض إفرازات الغدة جنب-درقية (Parathyroides).
. مرض السكري غير متوازن.
. ارتفاع نسبة الأندروجينات في الدم (Hyperandrogénie).
. نقص في الحديد في الدم (ويسبب فقر الدم).
. نقص في مادة الزنك (ويلاحظ في بعض الالتهابات الجلدية والمعوية).
. انخفاض نسبة البروتينات في الدم (Hypoprotidémie).
. سوء الإمتصاص على صعيد الأمعاء الرقيقة.
ب- تساقط الشعر المحلي:
وتكون غالبا بسبب أمراض أو تعفنات (كالحاصة البقعية=Pelade، والقوباء الحلقية: Teignes وغيرها)، أو تعرض الشعر لهجومات خارجية بواسطة أحماض أو إصابات وحوادث، كما يمكن أن تنتج عن أمراض عامة، كالأمراض الباطنية، والالتهابات العامة، والأمراض الجلدية بمختلف أنواعها، وغيرها.

نصائح وتوجيهات للأمهات المرضعات

سنتكلم في هذا المقال الموجز عن قضية إدرار الحليب عند الأمهات المرضعات، خصوصا في الأيام الأولى بعد الولادة، حيث تجد أكثرهن مشكلة في إشباع المولود عن طريق الرضاعة الطبيعية لوحدها، في انتظار توفر الحليب الكافي في الثدي، الأمر الذي يتطلب وقتا قد يصل إلى أسابيع عند بعض النساء.
وفي هذا السياق نجد بعض الأمهات يعتقدن خطئا أن الحليب قد يكون غير كافي للرضيع، وذلك اعتمادا على كونه كثير البكاء، مما يوحي أنه لا يشبع من حليب الثدي، فتجدهن يبادرن بالبحث عن حلول دون استشارة طبية، فيستعملن الحليب الاصطناعي المتوفر في الصيدليات إلى جوار الحليب الطبيعي، الأمر الذي يضيع على الرضيع فوائد صحية كثيرة، ويهدد بفشل الرضاعة الطبيعية، التي تلعب دور مهما في الوقاية من أمراض عديدة.
والأصل أنه لا يجب الالتفات إلى بكاء الرضيع فقط للحكم على فعالية الحليب أو كميته، بل يجب مراقبة وزنه طيلة أسابيعه الأولى، فإن كان وزنه طبيعيا وفي تزايد موافق للمنحنيات المرجعية المعروفة، فلا داعي من البحث عن حلول، ويجب مواصلة الرضاعة الطبيعية بشكل عادي، وفي حالة كان البكاء مفرطا، ينبغي استشارة الطبيب للتأكد من إمكانية وجود مشكل صحي يفسر ذلك.
وهنا ننصح الأمهات بالإكثار من شرب السوائل بصفة عامة، وخصوصا الماء، وليس بالضرورة شرب الحليب بالضبط كما يعتقد بعض الناس، وكما انتشر في بعض الأوساط الشعبية، ويمكن كذلك الاستعانة بتناول وجبات غذائية منوعة وغنية، لتتمكن من ضمان توفير حليب كافي وعالي الجودة ومقوي لطفلها الصغير.
ولفهم سبب هذه الإشكالية، نشير إلى أن حليب الثدي في الأيام الأولى قد يكون قليلا عند بعض الأمهات، ويحتاج الأمر إلى الصبر لأيام عديدة، حتى يصبح متوفرا بالكمية الكافية، ويتم هذا بفضل عملية المص المتكرر من قبل الرضيع لحلمة الثدي (رأس الثدي)، مما يرفع نسبة هرمون “البرولاكتين”، الذي يرفع بدوره من إنتاج الحليب على صعيد الغدد الموجودة في الثدي، هذه العملية قد تتطلب بعض الوقت والصبر، ليصبح الحليب كافيا بالشكل المطلوب.
لكن للأسف نجد الكثير من الأمهات يقعن في أخطاء، حيث يتسرعن في الحكم على حليبهن خلال فترة وجيزة بكونه غير كاف وغير مشبع، فيعطين لرضيعهن الحليب الاصطناعي، حينها لن يحتاج الرضيع إلى الإصرار في امتصاص حلمة الثدي، الأمر الذي ينتج عنه عدم تزايد نسبة الحليب بسبب تراجع نسبة هرمون “البرولاكتين”، وتكون النتيجة هي فشل عملية الرضاعة الطبيعية، وقد يتم هذا الفشل خلال مدة تتراوح بين أسبوع واحد إلى شهرين تقريبا.
نكتفي بهذا القدر، وأرجو أن تكون هذه النصائح مفيدة للأمهات المرضعات وكذا المقبلات على ذلك في المستقبل إن شاء الله.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *