من فوائد السحور

تعتبر وجبة السحور من الوجبات الرئيسة في شهر رمضان، وقد أكد الأطباء على أنها أهم من وجبة الإفطار، لأنها تعين المرء على تحمل مشاق الصيام، ولذا أوصى رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسحور وحث عليه في غير ما حديث فقال: “تسحروا فإن في السحور بركة” رواه البخاري و مسلم، وسبب حصول البركة في السحور أن هذه الوجبة تقوي الصائم وتنشطه وتهون عليه الصيام، إضافة إلى ما فيها من الأجر والثواب بامتثال هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولهذه الوجبة المباركة فوائد صحية تعود على الإنسان الصائم بالنفع وتعينه على قضاء نهاره بالصوم في نشاط والحيوية:
من تلك الفوائد
1ـ أن تناول هذه الوجبة المباركة يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان.
2ـ أنها تساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد.
3ـ تمنع هذه الوجبة الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم .
4ـ ومن الفوائد أن تناول وجبة السحور ينشط الجهاز الهضمي، ويحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام.
5ـ ومن الفوائد الروحية لهذه الوجبة أنها تعين العبد المؤمن على طاعة الله عز وجل في يومه.
ومن المستحسن أن تحتوي وجبة السحور على الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل: الخس والخيار، الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة، ويقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والأملاح.
يفضل أيضا أن تكون وجبة السحور من الأطعمة ذات السرعة المتوسطة في الهضم.
كذلك يفضل ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من السكر أو الملح لأن السكر يبعث على الجوع، والملح يبعث على العطش.
ويحصل السحور بما تيسر من الطعام، ولو على تمر، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” نعم سحور المؤمن التمر” صحيح رواه أبو داوود.
فإن تعذر وجود التمر، فعلى المسلم أن يحرص على شرب الماء، لتحصل له بركة السحور.
كذلك من المهم تأخير هذه الوجبة قدر الإمكان إلى قبيل أذان الفجر حتى تساعد الجسم والجهاز العصبي على احتمال ساعات الصوم في النهار، كما أن ذلك هو السنة، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور، كما روى عمرو بن ميمون، قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحورا “صحيح رواه البيهقي في السنن .

غذاء مريض القلب في رمضان
ينصح مريض القلب في شهر رمضان المبارك بأن يبدأ إفطاره بتناول شربة دافئة وعدم تناول المثلجات في البداية، كما ننصحه بعدم تناول المخللات والأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، وأن تستبدل بها السلطة الخضـراء .
وننصح أن تكون وجبة الإفطار خفيفة لا تصل به إلى حد الشبع، وأن يتناول بعد ذلك عدة وجبات خفيفة ما بين فترة الفطور والسحور، وأن يتناول كميات متكررة من الماء والسوائل أثناء هذة الفترة، خاصة خلال الأيام التي يكون فيها الجو حارا حتى يعوض ما يفقده الجسم من سوائل .
وشهر الصوم يعتبر فرصة لمرضى القلب المدخنين للامتناع نهائيا عن التدخين، باعتباره أحد أهم عوامل الخطورة بالنسبة لإمراض القلب، والابتعاد عن الانفعالات.
ويمكن لمريض القلب أن يتناول بعض الحلويات ولكن بكميات قليلة، وأن تكون كميات الدهون بها محدودة حتى لا تتسبب في زيادة وزنه أو زيادة نسبة الكوليسترول في الدم .
أما إذا كان مريض القلب مصابا بالسكري فعلي اتباع حمية السكر حتى لا تحدث له مضاعفات من تناول الحلويات بكميات كبيرة، كما ننصح مريض القلب بالإقلال من تناول الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الكولسترول نظرا لضررها الكبير على القلب والشرايين .

“كلوا واشربوا ولا تسرفوا”
هذه الآية في كتاب الله، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات، فإذا جاء شهر رمضان، والتزم الصائم بهذه الآية، وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة، وخرج في نهاية شهر رمضان، وقد نقص وزنه قليلا، وانخفضت الدهون، يكون في غاية الصحة والسعادة، وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه، وارتياحا في جسده، فكثير من الحلويات واللحوم والدسم تتحول في الجسم إلى دهون، وزيادة في الوزن، وعبء على القلب، وقد اعتاد الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام، ثم يطفئ لهيب المعدة بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات.
وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين، للأسف الشديد، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات، فإن صيام رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية.
الفوائد النفسية في الصيام
كلما تعمقنا في مضامين العبادات أو تفكرنا في روح العبادة تبين لنا فوائد كثيرة، وذلك في أي مجال كانت وفي أي عبادة من العبادات.
الصلاة والصيام والزكاة والحج فرضها الله على الإنسان لصلاحهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة.
وفوائد الصيام النفسية كثيرة يعرفها كل مؤمن حسب حاله وروحانيته:
1) تهذيب للنفس وصقل لها.
2) تدريب إيجابي ومتوازن ومقنع للفرد المؤمن.
3) القدرة على ضبط الشهوات.
4) تقوية الإرادة والعزيمة.
5) التحكم في السلوك.
6) الشعور بالمسؤولية ومعرفة قيمة الآخرين.
7) تقوية الحس الداخلي وتنمية الضمير.
8) ممارسة الصبر كخصلة حميدة ومثمرة.
9) مجاهدة النفس في كافة الاتجاهات.
10) تنمية الدوافع الإيمانية والأخوية من الرحمة وحب الفقراء.
11) الاطمئنان والراحة النفسية الكاملة.
12) القدرة على مواجهة الحالات النفسية المؤلمة.
شرب الماء في رمضان
يحتاج الجسم بشكل طبيعي إلى كميات من الماء كل يوم للحفاظ على التوزان المائي الملحي لأعضائه، وفي رمضان حين يبقى المرء صائمًا لفترة عشر أو اثنتي عشرة ساعة فإنه يحتاج إلى تعويض فقد السوائل بالإكثار من شرب الماء بعد الإفطار بما قد يصل إلى لترين كل ليلة .
وهذه الكمية ضرورية للحفاظ على صحة الجسم، وخاصة لدى من يتوقع إصابتهم بالتهاب المسالك أو بحصوات الكلى وما شابه.
وكثير من الناس وخاصة في مثل أيامنا هذه حين يحل رمضان يغفلون عن تناول كميات كافية من الماء، وربما يشتكون جراء ذلك من الإجهاد ومن الدوار أو غيره من الأعراض العامة، والتي يكون مردها إلى الجفاف أو نقص السوائل في الجسم ومع أن العصائر والفواكه وبعض الأكلات تحتوي على نسبة من السوائل إلا أن هذا لا يغني عن شرب الماء الصافي.
ولابد من التنبيه هنا إلى وجوب استشارة الطبيب في كمية المياه الواجب تناولها بالنسبة للمرضى المصابين ببعض الأمراض مثل فشل القلب المزمن، إذ قد يكون الإفراط في شرب السوائل ضارًا بصحتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *