حوار مع الدكتور المغراوي بخصوص الانتخابات القادمة

ما هو تقييمكم للعملية الانتخابية التي يقبل عليها المغاربة أواخر الشهر الجاري؟

في الحقيقة ليس عندي تتبع كافي للموضوع يجعلني أقيمه بشكل صحيح.
لكن عموما أرجو أن نجتاز هذه المحطة بأكبر قدر من المكاسب الإصلاحية في أمور ديننا ودنيانا، وأن يترتب عليها واقع سياسي واجتماعي يرد الاعتبار للدين والشريعة ويمكّن للمصلحين ويدفع عن هذا البلد شر الفساد والمفسدين.

نعلم أن لديكم ملاحظات على الممارسة السياسية من جهة شرعية، فهل ترون مشروعية التصويت في ضوء تلك المخالفات؟
العالم إذا لم يتمكن من إرشاد إلى ما فيه المصلحة الخالصة فإنه يرشد إلى ما يتحقق به القدر الممكن من المصلحة، وإلى ما يندفع به القدر الممكن من المفسدة في الحال التي تتعين إحدى المفسدتين ولا يمكن دفعهما كليهما.
وبناء عليه فإننا نرى مشروعية التصويت إذا غلب على الظن أنه يؤدي إلى توسيع دائرة المصلحة أو تقليص دائرة المفسدة ولو بقدر يسير.
ولذلك نرشد المغاربة إلى التصويت على الأصلح في مجال التوسيع والتقليص المذكورين.

ما هي نصيحتكم للأحزاب السياسية؟
نصيحتي لهم أن يتقوا الله تعالى في هذا البلد وفي إخوانهم في المواطنة، فقد عانى المغاربة كثيرا من الفساد وغلبة المصالح الشخصية في العمل السياسي، فعليهم بتقوى الله والاعتزاز بدينهم وشريعة ربهم، وليوقنوا بأنه لا صلاح لهذه الأمة ولأوضاعنا السياسية والاقتصادية وغيرها، ما لم تبن وتؤسس أعمالنا على أساس متين من تقوى الأفراد وخشيتهم لربهم، وما لم تصدر القوانين عن الشريعة التي تشتمل على المقومات الفعلية للإصلاح.
وأذكرهم جميعا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم مسؤول عن رعيته”.
وقوله: “اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *