ما هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى؟

من أسماء الله تعالى: اسمه الأعظم، الذي من دعاه به أجابه، ومن سأله به أعطاه.
وقد ورد في شأنه عدة أحاديث صحيحة.
وقد اختلف العلماء في تعيين اسم الله الأعظم، على أربعة عشر قولاً، ذكرها الحافظ ابن حجر في “فتح الباري”. وقول أكثر أهل العلم أن “الله” هو الاسم الأعظم، وهو الراجح، ويليه: “الحي القيوم”، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:” من أسمائه تعالى (الحي القيوم) وهو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. انتهى من “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (6/170).
ولا يعني ما تقدم أن مجرد معرفة اسم الله الأعظم والدعاء به يخرق العادة، ويأتي بالمستحيلات، ونحو ذلك، وإنما المعنى: الحث على سؤال الله تعالى بأسمائه الحسنى، والتأكيد على الاسم الجامع من أسمائه سبحانه، ولذلك قال ابن القيم رحمه الله :”اسم “الله” دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث”. انتهى من “مدارج السالكين” (1/32). والدلالات الثلاث هي: المطابقة والتضمن واللزوم.
فلما كان بهذه المثابة، كان الدعاء به أفضل، وكانت الإجابة أجدر، ثم ينظر في دعوة السائل وما يقارنها ويحيط بها، من الإخلاص وحضور القلب، وعدم الاعتداء في الدعاء، والإلحاح فيه، وغير ذلك من أسباب الإجابة، وموانعها أيضا.
وإجابة الدعاء إنما تكون بإحدى ثلاث: إما أنْ يعجِّل الله له دعوتَه، وإمَّا أنْ يدَّخر له من الخير مثلها، وإما أنْ يصرف عنه من الشرِّ مثلها.
فلا يلزم من قوله (إذا دعي به أجاب): أن يُعطى الداعي ما دعا به في الحال؛ بل الأمر على ما تقدم: إما أن يعطى مسألته، أو يدخر له من الخير، أو يصرف عنه من الشر.
كما ليست معرفة اسم الله الأعظم خاصة بالخواص من أولياء الله والصالحين من عباده، بل قد يفتح باب المعرفة، والسلوك في ذلك لآحاد المؤمنين، وعامتهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم). رواه الطبراني في “المعجم الكبير” (1647)، وصححه الألباني في ” الصحيحة ” (1803).
والمسلم يسأل الله حاجته، ويلح عليه في السؤال، ويحسن الظن به، ويأخذ بأسباب الإجابة، ويتوكل على ربه، ويرضى بما قسم له، ولا حرج في أن يدعو العبد ربه أن يفتح له باب المعرفة والدعاء باسمه الأعظم، ويتقبل ذلك منه؛ وإن كان ينبغي له -أيضا- أن يدعو الله بأسمائه الحسنى عامة، ويتخير منها ما هو لائق بحاجته ومسألته؛ وقد قال سبحانه: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) الأعراف/180، وقال عز وجل: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) الإسراء/110.
قال السعدي رحمه الله: “يقول تعالى لعباده: (ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) أي: أيهما شئتم. (أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى) أي: ليس له اسم غير حسن، حتى ينهى عن دعائه به، فأي اسم دعوتموه به، حصل به المقصود، والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب، مما يناسب ذلك الاسم”. انتهى من تفسير السعدي (ص 468).
فانشغل بالدعاء، وألح في الطلب، وتقرب إلى الله بالطاعة والذكر، وخذ بأسباب إجابة الدعاء، واحذر موانعها، واسأل الله بأسمائه وصفاته: يستجب لك بإذن الله، ويعطك سؤلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *