لماذا اخترنا الملف؟

سوريا هي دار الإسلام وحصنه، وعاصمة الأمراء الأمويين، لها تاريخ مجيد في الفتوحات الإسلامية، وفي جهاد الصليبيين والتتر، حتى إن أعظم الفتوح الإسلامية عقدت ألويتها؛ وسيرت جيوشها من بلاد الشام المباركة، التي باركها الله تعالى بنص في القرآن.
وهي تحترق اليوم ويقتل أبناؤها ونساؤها وشيوخها، وتهدم مساجدها وتنسف بنيتها، من طرف النصيريين الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على هذا البلد المبارك بمعونة الاستعمار الفرنسي الذي مكن لهم فيها حين أسقط ولاتها من أهل السنة، وبترها عن الدولة العثمانية، وجعلها تحت سلطته، فلما جاهد أهل الشام الاحتلال الفرنسي وأثخنوا فيه؛ لم يخرج منها حتى مكن للطوائف الباطنية؛ لأنهم كانوا أعوانا له على احتلال سوريا.
وحسب ما ذكره كاتب غربي؛ معجب بالطائفة النصيرية، في أطروحته لنيل درجة الدكتوراه؛ فالاستعمار الفرنسي هو الذي حرض الطوائف الباطنية على أهل السنة في سوريا، وأظهرهم وقوى شوكتهم، ومكن لهم في أهم المؤسسات العسكرية، حتى سادت فترة أغلقت الكليات والمعاهد العسكرية في وجه أبناء السنة، وفتحت للطوائف الأخرى، وصار القادة العسكريون من النصيريين في أهم المواقع ومحاطين بضباط وجنود من أبناء طائفتهم؛ لتقوية مراكزهم.
ثم كانت الخطة الخبيثة لإذابة أهل السنة، وإخفاء طائفية النصيريين بصهر الجميع في حزب البعث الذي أسسوه مع النصارى؛ ليكون مبدأ الحزب الإيمان بالعروبة، وجعلها بديلا للإسلام، وخداع أبناء أهل السنة بمبادئ الحرية والاشتراكية التي يعلنها هذا الحزب، وكان لها آنذاك وهج كبير، وحولوا الناس من الولاء للدين إلى الولاء للحزب، وهم متمكنون من قيادته، ويخدعون العامة بمبادئه، حتى بلغوا سدة السلطة بالانقلاب قبل أربعين سنة تحت شعار الحزب وهم يخفون طائفيتهم، فلما سادوا حيدوا أهل السنة من المراكز المهمة، وبدأت سلسلة من التصفيات والقتل المبرمج لكل رموز أهل السنة، وتوجوا ذلك بمذبحة حماة (1982م) بعد مذبحتي تدمر وحلب التي راح ضحيتها الآلاف من الأسر السنية برجالها ونسائها وأطفالها، وأذلوا أهل السنة ذلاً عظيماً، وآذوهم أذى شديداً، ولا يكاد يوجد بيت من أهل السنة إلا وفيه مصيبة بسبب النصيريين..
ولقد ظل أهل السنة في سوريا وهم الأكثرية أربعين سنة تحت استعباد النصيريين الباطنيين وهم أقلية لا يبلغون عشر السكان، وكان ذلك بسبب غفلة أهل الرأي والحل والعقد من أهل السنة، وبسبب بعدهم عن دينهم، وركوب رموزهم موجة حزب البعث العلماني التي خدعهم الباطنيون بها، وجعلوها سلماً لبلوغ السلطة، فكانت نتيجة تفريط أهل السنة في دينهم ومكاسبهم ذلاً وعذاباً وهواناً وتشريداً وقهراً وتجهيلاً وتهميشاً زاد على أربعين سنة، حتى ضاق الناس ذرعاً وثاروا على ذلك.
وهم الآن يذبحون؛ ويعذب شبابهم وأطفالهم في السجون النصيرية، فعسى الله تعالى أن يكشف غمتهم، ويزيل كربهم، ويمكن لهم، ويجعل مصابهم خيراً لهم وللإسلام والمسلمين.. (كيف تمكن النصيريون من حكم سوريا؟! إبراهيم بن محمد الحقيل).
وقد بلغ بشار وشبيحته من العلو والاستكبار ما يجعلنا نقسم غير حانثين أن حكمه زائل لا محالة؛ ففرعون الذي علا واستكبر في الأرض قتل الأبناء واستحيى النساء (أي أبقاهن أحياء للخدمة والمتعة)؛ أما بشار فقد علا وتجبر؛ وقتل الأبناء والنساء؛ وأسجد الناس لصورته؛ وأجبرهم على الإقرار بربوبيته؛ وسمم المياه؛ وضرب شعبه الأعزل بالكيماوي والسلاح الثقيل؛ وقتل الآلاف؛ وسجن مئات الآلاف؛ ويتم الأبناء ورمل النساء؛ وتحالف مع الأعداء..
وكل يوم تطلعنا الأخبار بمزيد من القتل والدمار؛ والعلو والاستكبار؛ من هذا النظام المستبد؛ الذي عثا في أرض الشام المباركة فسادا؛ بتواطئ مع نظام الملالي (إيران) والكيان الصهيوني والعالم الغربي.
ومساهمة منا في تبصير القراء الكرام بخطورة الفرق الضالة كالنصيرية والروافض وغيرهما على الأمة؛ وكيدهم لأهل السنة خاصة؛ وتحالفهم مع الغرب لتحقيق مآربهم؛ وزيف شعاراتهم (الممانعة)؛ ارتأينا فتح هذا الملف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *