أما لظلم سوريا من نهاية؟!

كم قتيلا يكفي النظام السوري ليروى ظمأه من دماء السوريين؟
أما يكفيه ارتقاء أكثر من عشرة آلاف شهيد مسالم لم يرفع إلا صوته بسقوط هذا النظام الجبان الذي يستأسد على شعبه ويترك لليهود الجولان؟
فيقول القاضي خالد عبد الله شبيب المنشق السوري على صفحة “الوطن الكويتية” أن قتلى السوريين تجاوزوا عشرة آلاف (10.000)؛ وأن المعتقلين تجاوزت أعدادهم خمسين ألفا؛ وأن المفقودين الذين لا يعرف عنهم أحد شيئا تجاوزوا العشرين ألفا، بينما وصل التوثيق الرسمي بأسماء الشهداء لرقم 7340 شهيدا حتى 4/2/2012 في موقع قاعدة بيانات شهداء سوريا (http://syrianshuhada.com).
ألا يكفيه أنه قتل في ليلة واحدة أكثر من 220 وجرح أكثر من 500 نفس بريئة لم يخرجوا من بيوتهم، بل دكها عليهم بمدافع الهاون التي دفع ثمنها السوريون من عرقهم واشتراها النظام السوري لكي يرويها من دمائهم؟
فقد أوردت الأنباء الواردة عن لجان التنسيق المحلية في حمص أن القصف النظامي بالدبابات والمدافع لم يهدأ على حي الخالدية بالمدينة بداية من الثامنة مساء واستمر طوال الليل وكأن النظام السوري يدخل معركة حقيقة يستخدم فيها الأسلحة الثقيلة التي لا تستخدم إلا في الحروب النظامية.
ويقول أحد أعضاء الهيئة العامة للثورة السورية في حمص “إن الجيش السوري يرتكب مجازر حقيقية بحي الخالدية حيث تتم عمليات إبادة لعائلات بالكامل، مشيرا إلى وجود العشرات من الجرحى تحت الأنقاض وفي شوارع الحي”، ولا تزال تلك الإبادة المتعمدة مستمرة حيث نصب ذلك النظام المجرم حواجز على الطرقات لمنع نقل أي جريح للعلاج حتى يموت نزفا في مكانه.
ويقول أحد شهود العيان أن جيش بشار أطلق ما يزيد عن 300 قذيفة هاون على الحي، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى بينهم أطفال كانوا بين أيدي آبائهم وأمهاتهم ولم يخرجوا من منازلهم.
وأعلنت كتيبة الفاروق وهي إحدى كتاب الجيش السوري الحر أنهم أسروا تسعة عشر جنديا من الجيش النظامي عند حاجز تفتيش في حي الخالدية.
ولم تكن حمص وحدها المستهدفة، فقامت القوات النظامية بعمليات عسكرية بغيرها من المناطق مثل الزبداني وداعل وناحتة بدرعا، وفي كل لحظة تصل الأنباء عن ارتفاع عدد الشهداء في تلك المعركة غير المتكافئة.. فهل لهذا الإجرام من آخر أم لا يوجد أبدا له رادع ؟
المجتمع الدولي الهزيل وفيتو روسيا والصين
وضع بشار ونظامه المجرم السوريين والمسلمين جميعهم بين خيارين أحلاهما مر، بين خيار الطلب من الأمم المتحدة بتدخل جيوش نظامية لمنع هذا الشره الدموي الذي يمارسه بشار مع أهل سوريا بما يحمله من تهديدات باحتلال لسوريا يدوم طويلا ويستعبد أهلها ويستنزف خيراتها، وبين الإبقاء على هذا النظام -الوطني !!- الذي لم يرع للسوريين حرمة ولم يبق على حياتهم وأمنهم، ويستنزف أيضا خيراتهم.
وكلا الخيارين مؤلمان، لكن الجميع كانوا يطمعون في أن تقوم الجامعة العربية بدور فعال في تلك الأزمة، لكن النظام السوري خدع المراقبين العرب ومنع تحركاتهم، ولم تصل الجامعة إلى حل، وهكذا شأن تلك المنظمة التي لم تفعل عملا واحدا له قيمة منذ نشأتها سوى التصريحات والتنديدات الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فلا تعيد حقا ولا ترهب عدوا.
وحتى الخيار الأول المؤلم لم يتحصل عليه السوريون لوقوف الروس والصينيين جنبا إلى جنب -وربما لأول مرة- بجوار النظام السوري؛ واستخدما اللعبة الدولية القذرة المسماة بحق النقض (الفيتو) بعد أن أيد قرار الإدانة الثلاثة عشرة دولة الأخرى في مجلس الأمن.
وبعد..
لقد انقطعت السبل بالسوريين، فلا العرب قادرون على وقف هذا السعار الدموي، ولا مجلس الأمن سيتحرك، ولا يملك الجيش السوري المنشق قوة تمكنه من رد هذا العدوان.
ولم يبق إلا باب واحد لم يغلق ولن يغلق، يعرفه جيدا أهل الشام -أهل الرباط والجهاد إلى يوم القيامة-، ينتصر للمظلوم في الدنيا وفي الآخرة، وسيلجئون إليه وحده وسينصرهم بإذنه سبحانه عاجلا غير آجل، وساعتها لن يكون لأحد على أبناء سوريا الشرفاء منة ولا فضل إلا هو سبحانه الذي يمنح المستضعفين القوة والصبر والجلد وينتصر للمظلومين.
وإلى هذا الحين فليتنعم كل متنعم بأمنه وسلامته وليمرح هو وأطفاله وهو يشاهد تلك المشاهد من الدمار والخراب وهو ساكن لا يتحرك بعد أن نفض العالم كله من السوريين يده.
(مركز التأصيل للدراسات والبحوث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *