تنبيه: معذرة إلى قرائنا الكرام لقد تم إعادة نشر هذا العمود لأنه وقع فيه أخطاء مطبعية أخلت بالمعنى.
وقوله: (وصل ورش ضم ميم الجمع إذا أتت من قبل همز القطع) مفهومه أنها إذا لم تأت قبل همزة القطع أنه لا يوصلها وهو كذلك.
فإنها إذا وقعت قبل همزة الوصل يكتفي بضمها وحذف صلتها نحو قوله تعالى: (أولئك لهُمُ الاَمن) (يُدخِلهمُ الجنة).
وإذا وقعت قبل غير الهمز فإنه يسكنها نحو قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة).
نص:
وكلهــــا سكنــهـــا قــــالون ما لم يجئ1 من بعدها سكون
شرح:
قوله: (وكلها) يروى بالرفع على الابتداء وبالنصب على الاشتغال.
والمعنى: أن قالون يسكن ميم الجمع في جميع القرآن على الرواية الأولى لأبي نشيط عنه، وهي الرواية المشهورة والمقدمة.
سواء كانت قبل همز القطع نحو (إنهُمُوءامنوا بربهم).
أو قبل غير الهمز نحو قوله تعالى (عليهمُو ولا الضالين) (لهمُو فيها).
إلا قبل همز الوصل فإن لها حكما خاصا على ما سيذكر.
وسبب تسكينها تخفيف اللفظ وسبب حذف صلتها التقاء ساكنين.
وهناك رواية ثانية لقالون2 وهي الضم والصلة مطلقا في جميع القرآن، كقراءة ابن كثير أي سواء جاء بعدها همز قطع أو ميم مثلها أو حرف الباء أو غير ذلك.
نحو قوله تعالى: (ما لكمُو إذا قيل لكم) (لكمُو ما كسبتم) (ربهمُو بهم) (وأنتمُو فيها خالدون).
ولهذا ذكر الداني رحمه الله التخيير فيها لقالون، فقال في كتاب رواية أبي نشيط3 : كان قالون يخير في ضم ميم الجمع.
ثم قال: فأقرأني فارس بن أحمد عن قراءته بضم الميم في جميع القرآن.
وأقرأني أبو الحسن عن قراءته بإسكان الميم.
قال وهو اختيار ابن مجاهد. اهـ. (شرح المنتوري على الدرر اللوامع ص:135).
وقال في كتاب التعريف: وخيرت أنا عند قراءتي فاخترت الضم ولا أمنع من الإسكان..الخ.
وإلى التخيير أشار الشاطبي بقوله:
وصَلَ ميمَ الجمع قبل محرك دِراكا وقالون بتخييره 4 جلا
والمقدمُ قراءةً: الإسكان.
ومقدار هذه الصلة حركتين5 إلا قبل همز القطع فيجوز القصر والتوسط لأنه من قبيل المد المنفصل ومحل هذا باب المد.
قوله: (ما لم يجئ من بعدها سكون) أي ما لم يجئ بعد ميم الجمع سكون، والمقصود بالسكون همزة الوصل وهذا كالاستثناء.
فكأنه يقول إذا جاء بعدها سكون ضمها بلا صلة؛ سواء على رواية إسكان الميم أو على رواية ضمها.
نحو قوله تعالى: (إذا قيل لكمُ انفروا في سبيل الله).
وما ذكره الناظم رحمه الله في هذا البيت هو محل الخلاف بين قالون وورش ثم ذكر محل الاتفاق فقال:
واتفقا في ضمها في الوصل إذا أتت من قبل همز الوصل
قوله: (واتفقا) أي اتفق قالون وورش.
قوله: (في ضمها) أي على تحريك ميم الجمع بالضم من غير صلة.
وفي هنا بمعنى على.
قوله: (في الوصل) أي:في وصل القراءة ودرجها.
قوله: (إذا أتت من قبل همز الوصل)6 أي حالة كونها مرسومة قبل همز الوصل نحو: (هم المفلحون) و(بهم الأسباب) و(أنتم الأعلون).
إلى هنا انتهت حلقة هذا العدد والله تعالى أعلى وأعلم.
——————-
كذا في أصلي وهي رواية الحضرمي وفي نسخة (ما لم يكن) وهي رواية المكناسي وفي رواية البلفيقي اللفظتان معا. الفجر الساطع 1/8.(1
وهي لأبي نشيط أيضا.(2
وقال في التيسير ص 59 :قالون باختلاف عنه.(3
وفي هذا إشكال يظهر فيه التعارض حيث خير في قول ونص على الخلاف في قول وقد دفع هذا التعارض ابن القاضي المكناسي في الفجر الساطع 2/13 حيث قال: والجواب عن المعارضة أن عبارة التخيير يراعى فيها أصل الرواية عن قالون وعبارة الخلاف يراعى فيها اختيار القراء من حيث خصوا الإسكان بطريق أبي نشيط وخصوا الضم بطريق الحلواني فكلاهما روايتان مختلفتان عن قالون.اهـ
4) ذكر ابن مجاهد في السبعة ص 77: أن قالون روى عن نافع التخيير ونصه: (واختلفوا عن نافع في الميم فقال إسماعيل بن جعفر وابن جماز وقالون والمسيبي الهاء مكسورة والميم مرفوعة أو منجزمة أنت فيها مخير).
بالتقريب وإلا فضابط ذلك المشافهة.(5
قال الناظم فيما مضى: (وكلها سكنها قالون ما لم يكن من بعدها سكون) وأعاد هنا ذكر الساكن فقال: (واتفقا في ضمها في الوصل إذا أتت(6 من قبل همز الوصل).
فقد ذكر السكون أولا وذكر همزة الوصل هنا والمعنى واحد لأن همزة الوصل لازمة للسكون والسكون ملازم لها.
وقد يبدو أن في كلامه تكرارا
قلت: وهو تكرار فيه فائدة وهي البيان ورفع التوهم وذلك: (مخافة أن يتوهم أنه يحركها بالكسر قبل السكون كقراءة ابن العلاء، فأخبر أنه يحركها بالضم كورش) تحصيل المنافع ص 35 مخطوط.