الطوفي ومصلحته

كما أبرز العلمانيون الشاطبي ومقاصده إبرازاً فكرانياً كذلك يبرز الطوفي ومصلحته؛ ويتم التأكيد على أن الطوفي من القائلين بتقديم المصلحة على النص في حال تعارضهما1 ، وأنه يتصور إمكانية التعارض بين النص والمصلحة فيقترح التوفيق بينهما ولكن “على وجه لا يخل بالمصلحة ولا يفضي إلى التلاعب بالأدلة أو بعضها”، كما يرى تقديم المصلحة المقطوعة على النص القطعي إن تعذر ذلك التوفيق، لأنه يعتبر المصلحة أصلاً مستقراً يحكم على الأصول الأخرى برمتها بما فيها الكتاب والسنة، وإن كان يفرق بين جانبين فيرى التعويل على النصوص والإجماع في العبادات والمقدرات، وعلى اعتبار المصالـح في المعاملات وباقي الأحكام 2.
3وخلاصة رأي الطوفي -كما يرى الخطاب العلماني- أنه يقول بنسخ النصوص وتخصيصها بالمصلحة، لأنه يعتبر المصلحة أقوى وأخص أدلة الشرع .
يقول الطوفي: “قد قررنا أن المصلحة من أدلة الشرع، وهي أقواها وأخصها فلنقدمها في تحصيل المصالح” 4 ويُعتبر كلام الطوفي هذا فتحاً عقلياً عظيماً5 ، لأن المصلحة أساس التشريع 6 والنص تابع لها لأن النص ثابت والمصلحة متغيرة7 . “وهذا هو عين الصواب وأقرب الكلام من حقيقة 8الأحكام القرآنية ومن روح الإسلام” .

——————–
(1) انظر: محمد جمال باروت؛ الاجتهاد:النص الواقع المصلحة ص:290 . انظر: الطوفي، رسالة في رعاية المصلحة ص:23 . تحقيق د.أحمد عبد الرحيم السايح.
(2) رسالة الطوفي في رعاية المصلحة.
(3) انظر: باروت؛ السابق ص 105 .
(4) الطوفي؛ رسالة في رعاية المصلحة ص:47 .
(5) انظر: العشماوي؛ الإسلام السياسي ص:191 .
(6) انظر: حسن حنفي؛ حوار المشرق والمغرب ص:195 .
(7) انظر: نوال السعدواي؛ المرأة الدين الأخلاق ص:52 .
(8) الصادق بلعيد؛ القرآن والتشريع ص:310 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *