..الأحداث التي حصلت في مراكش ينبغي أن يُعلم أنها مكيدة كبرى لهذا الأمر العظيم ألا وهو مشروع الإصلاحات، فينبغي بالعكس أن تشد القوى كلها على الإصلاح وعلى متابعة الإصلاح، وأن هذا الحادث يترك للمتخصصين يبحثون في حقائقه وفيمن فعله، فإذا تبين لهم الفاعل فيواجه بما يستحقه من عقاب.
السبيل: نرحب بكم فضيلة الشيخ الدكتور في جريدة السبيل.
د.المغراوي: جزاكم الله خيرا على اللقاء والاهتمام بقضايا الأمة.
السبيل: هل تظنون أن للأحداث الأليمة التي عرفتها مدينة مراكش أثرا على مشروع الإصلاحات الذي انخرط فيها المغرب عقب خطاب 9 مارس؟
د.المغراوي: الحقيقة أن الأحداث التي حصلت في مراكش ينبغي أن يُعلم أنها مكيدة كبرى لهذا الأمر العظيم ألا وهو مشروع الإصلاحات، فينبغي بالعكس أن تشد القوى كلها على الإصلاح وعلى متابعة الإصلاح، وأن هذا الحادث يترك للمتخصصين يبحثون في حقائقه وفيمن فعله، فإذا تبين لهم الفاعل فيواجه بما يستحقه من عقاب. إن هذا الحادث وفي هذا الوقت بالضبط هو في الحقيقة أمر خطير وهو تهديد كبير لأمن البلد الذي ينبغي أن يتعاون كل أفراده ومن كل الأطياف على حفظه وعلى بقائه.
السبيل: الذين خططوا لهذا الجرم العظيم ماذا يستهدفون في نظركم؟
د.المغراوي: لا شك أن الذي خطط لهذا الأمر يستهدف إشغال الناس وفتنتهم كما هي عادة إبليس اللعين؛ فإنه يشغل الإنسان إذا كَبَّر أشغله في صلاته ويحضر له كل ما يحجزه عن الوقوف بين يدي الله وعن الخشوع في صلاته فيفسدها عليه. وكذلك إذا أراد أن يفعل أي طاعة من الطاعات فإن إبليس يسابقه في تلويثها وفي إفسادها. فالمسلم ينبغي أن يكون قوي العزيمة وشديد الشكيمة فإن إبليس يفسد عليه دينه من أوله إلى آخره؛ وقد حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذرنا منه القرآن. ولا شك أن هذا المخطط مخطط شيطاني إبليسي وإبليس ليس هو فقط إبليس الجن؛ فأبالسة الإنس أحيانا يكونون أكثر شيطنة من شياطين الجن.
السبيل: كلمة توجهونها إلى المغاربة في خضم هذه الفتنة.
د.المغراوي: المغاربة وأنا منهم ينبغي لنا جميعا أن نتوب إلى الله وأن نرجع إليه في كل أحوالنا فإن التوبة أمرنا الله تبارك وتعالى بها في القرآن وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فالرجوع إلى الله وقاية من كل الأهوال ومن كل الشرور.
فإذا تاب المسلمون وتابت كل الأطياف، وكلهم رجعوا وتابوا وخدموا دينهم وأرجعوا المظالم إلى أهلها وأرجعوا الحقوق إلى أهلها؛ حكاما وشعوبا؛ وأزواجا وإخوة وآباء وأمهات وشركاء؛ وكل العلائق ينبغي لها أن ترجع الحقوق إلى أهلها وأن ترفع المظالم؛ فإذا وفقهم الله تبارك وتعالى للتبصر والتوبة من الذنوب والكبائر ومن الموبقات ومن الإلحاد العارم ومن كراهية الإسلام وشريعته التي أصبح يجاهر بها بعض من لا يستحيون من إخفاء إلحادهم؛ نسأل الله السلامة والعافية فإذا تاب الإنسان من هذا ورجع إلى الله فإن الله تبارك وتعالى يصلح شأنه ويهيئ له رشده وكما قال الله تبارك وتعالى عن أصحاب الكهف لما كانوا في حالة الضيق قالوا: “رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً”.