ظهير السلطان مولاي الحسن

يعين بمقتضاه الفقيه عبد الله بن خضراء قاضيا بمراكش
الظهير مؤرخ بيوم 26 ذي القعدة عام 1297 هـ (السبت 30 أكتوبر سنة 1880)، وفي مديرية الوثائق الملكية نسخة مصورة منه مطابقة لأصله (سجل 36.740-محافظ سلا، ومراكش، والقضاء) وفيما يلي نصه:
بعد الحمدلة والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والطابع بداخله الحسن بن محمد الله وليه ومولاه:
يعلم من هذا المسطور الكريم، المتلقى أمره بالإجلال والتعظيم، أعلا الله مقداره، وأجرى على فلك السعادة مداره، أننا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، ولينا الفقيه السيد عبد الله بن خضراء السلوي القضاء بمدينة مراكش الحمراء، وأسندنا له النظر في ذلك على العموم والإطلاق، والشمول والاستغراق، لما ثبت عندنا من ديانته وخيريته وثباته ومروءته، فليجر في ذلك على المشهور في مذهب إمامنا مالك من الأقوال، أو الراجح، أو ما تقرر به العرف وجرت به في هذه الأقطار المغربية الأعمال، ونعهد إليه أن لا يخرج عن ذلك في كل الأحكام، وأن يكون حكمه مبنيا على الإعذار حذرا من نقض ما وقع به الإبرام، وأن يتصفح الرسوم، ويتقصى فصولها وما تضمنته من المرسوم، فإن الناقد بصير، وإلى الله المصير، وأن يردد الفضل بين ذوي الأرحام، وأن يعمل فيما بقي من فصوله بما أسسه خلفاء الأمة وعلماء الإسلام، وأن يُمسك زمام النقض لحكم من تقدمه من القضاة، حتى لا يقع خرق في الماضي كالآت.
وعليه بتقوى الله تعالى ومراقبته في سره وعلانيته، وليتذكر يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وتغل الأيدي والعدل يطلقها أو الجور يوبق صاحبها، وكفى بذلك واعظا ومزدجرا، ألهمه الله رشده، ووفقه وسدده، والسلام.
في 26 قعدة الحرام عام 1297.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *