)سلفي يقتل يهوديا بحي الملاح بفاس (!!! (أخبار اليوم) على خطى جريدة (الصباح) في ترويج الأكاذيب مصطفى محمد الحسناوي

أن تأخذ جرائد مثل الصباح والنهار والأحداث المغربية، على عاتقها محاربة كل ما هو إسلامي؛ وتستعين بالكذب والدجل في سياستها وحربها هذه؛ أمر جد عادي ومألوف، حتى عند المواطن العادي، حيث عرفت هاته المنابر، باختلاق السيناريوهات وفبركة الملفات، والانخراط في حرب قذرة وغير شريفة ضد الإسلاميين، ممتثلة لقرارات وتوصيات مؤسسة راند، وغيرها من المؤسسات المحاربة للإسلام والمسلمين.
ولقد انخرطت تلك الجرائد العلمانية، في الحرب ضد عقيدة وثقافة وحضارة المسلمين، تارة باسم الحداثة، وأخرى باسم الانفتاح، ومرة بدعوى كسر الطابوهات، ومحاربة التقاليد المغربية البائدة، إلى أن انخرطت فعليا في مشروع جورج بوش، وشكلت غطاء إعلاميا للحرب على الإرهاب في نسختها المغربية، حيث ساهمت هاته الجرائد بزيادة معاناة عدد من المواطنين المغاربة، ومنح الغطاء للانتهاكات التي مورست بحقهم، وتوريط بعضهم في ملفات لا علاقة لهم بها. فكانت لا تدع جريمة في مشارق الأرض ومغاربها، إلا ربطتها بالإسلاميين أو المتشددين أو السلفيين سمها ما شئت..
لكن أن ينزلق منبر إعلامي مستقل يتمتع بمصداقية لدى قارئيه هذا المنزلق، ويكرر نفس الخطأ، ويشارك في نفس المؤامرة، حتى لما وضعت الحرب على الإرهاب أوزارها ورجعت الجيوش الغازية مندحرة منهزمة، إنه الأمر المستغرب حقا.
تفاجأت مثلما تفاجأ الجميع من الخبر الذي طالعتنا به جريدة أخبار اليوم، في عددها 712، بعنوان “سلفي يقتل يهوديا بحي الملاح بفاس”، الخبر مليء بالاختلاقات والافتراءات، حيث وقفنا على حقيقة الأمر بعد زيارة ميدانية لعين المكان، تجولنا في أزقة الملاح ودروبه، كشارع المرينيين، والدروب المتفرعة عنه، كدرب الفوقي، ودرب السباط الواسع، ودرب أزولاي، التقينا بعدد من أصدقاء المتهم، الذين أكدوا جميعهم أن الشاب السلموني زرهوني سعد، لم يكن له أي انتماء لأي جماعة أو جهة سياسية، وكان إنسانا انعزاليا، بل كانت تصرفاته في الفترة الأخيرة أقرب إلى الجنون، ولم تعرف عنه أي طبيعة عدائية أو ميولات عنفية أو إجرامية.
في درب أزولاي، حيث يقطن الأب وحيدا، كان لنا معه لقاء مطول، وضح فيه كثيرا من المغالطات والأكاذيب، طرقنا الباب فخرج لنا رجل بملامح حزينة، ونظرة كئيبة، تخوفنا رد فعله من لقاء الصحافة والصحفيين، وبلباقة شرحنا له سبب الزيارة، ففتح قلبه قبل أن يفتح بابه.
السلموني زرهوني عبد الحي، جده أحمد بن سلمون؛ شريف إدريسي معروف؛ من أحفاد عبد السلام بن مشيش، بدا متأثرا للإشاعة التي تقول أن له قرابة باليهودي المقتول، بل يقول البعض أنه أخاه، أجهش بالبكاء وهو يقول نحن شرفاء من آل البيت، وجعلنا الناس يهودا!!
كانت هذه صورة واحدة من صور الأراجيف والإشاعات القاتلة.
أكد لنا السيد عبد الحي، أن ولده سعد زرهوني، البالغ من العمر 37 سنة لم يكن له أي انتماء، ونفى أن تكون له أي علاقة بالسلفيين ولا بأي جماعة أو حزب، بل كان إنسانا انطوائيا وانعزاليا، يعاني من عدة أمراض، ويتعاطى الأدوية، ووصل به الأمر لحالة غير طبيعية، أصبح معها يبيت في العراء، ويقتات مما يجده ملقى على الأرض، وأصبح كثير التجوال والهيام على وجهه، قاصدا الأضرحة والزوايا طلبا للشفاء جراء الحالة النفسية التي ألمت به.
سعد الزرهوني كان قد ترك دراسته في مستوى الباكالوريا، وتعاطى للتجارة في محل بشارع المرينيين، ثم تحول إلى بائع متجول، يعرض سلعه البسيطة، قبل أن يصاب بمرض أفقده توازنه وأصبح إنسانا غير عادي، خاصة وأن حياته مليئة بالمآسي، إذ فقد أخاه في حادثة سير خارج المغرب، وأمه توفيت بمستشفى السويسي بالرباط، وترك الدراسة بعد إخفاقه في تجاوز الباكالوريا، وبقي دون عمل ردحا من الزمن.
أظن أن الأمر لم يعد يحتاج إلى إسالة مزيد من المداد حتى يكشف عن حجم المؤامرة؛ والدرجة المتدنية لمصداقية كثير من المنابر الإعلامية العلمانية التي أصيبت بفوبيا السلفية والسلفيين، فما علاقة هذا الشخص بالسلفيين وهل السلفيين يقصدون الأضرحة طلبا للتداوي والاستشفاء؟ أم يطالبون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *