ما لا يجهل من أحكام الصيام أعده: ذ إبراهيم أنفلوس

بعد قليل من الأيام سيظلنا شهر الرحمة والغفران، وموسم الحسنات والبركات. وبما أن ديننا مبني على عبادة الله على علم ويقين، ولما لهذه العبادة من القدر العظيم، والأجر الجزيل عند الله؛ فإن جريدة السبيل تقدم لقرائها هذه الباقة من الأحكام والإرشادات التي يحتاج إليها الصائم. ونسأل الله سبحانه التوفيق والقبول.

الصيام من أعظم العبادات
الصيام أحد أركان الإسلام، وهو من أعظم العبادات التي فرضها الله على العباد، فقال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ورغبهم فيه فقال: {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
حكم الصيام جزاء من أفطر عمداً:
صوم شهر رمضان فرض عين بالكتاب والسنة والإجماع، والدليل من الكتاب قول الله تعالى: (يَا أيُّهَا الذِّينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ومن السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “بُني الإسلام على خمس: وذكر منها صوم رمضان” رواه البخاري.
ومن أفطر شيئا من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا التي رآها: “حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يُفطرون قبل تحلّة صومهم” أي قبل وقت الإفطار. صحيح الترغيب 1/420.
قال الحافظ الذهبي: وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكّون في إسلامه، ويظنّون به الزندقة والانحلال.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالا له وجب قتله، وإن كان فاسقا عوقب على فطره في رمضان. مجموع الفتاوى 25/265.

فضل الصيام ومنزلة شهر رمضان
مما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة: أن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب لحديث: “إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” البخاري، وأن “الصوم لا عِدل له”. صحيح الترغيب 1/413، وأن “دعوة الصائم لا تُردّ”. السلسلة الصحيحة 1797، وأن “للصائم فرحتين إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه” رواه مسلم، وأن الصيام يشفع “للعبد يوم القيامة يقول: أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه” صحيح الترغيب 1/411، وأن “الصوم جُنّة وحصن حصين من النار” رواه أحمد وهو في صحيح الترغيب 1/411، وأنّ “من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا” رواه مسلم، وأنّ “من صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنّة ” رواه أحمد وهو في صحيح الترغيب 1/412، وغير تلك الفضائل كثير.
وأما رمضان فإنه ركن الإسلام وقد أُنزل فيه القرآن، وفيه ليلة خير من ألف شهر، و”إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ” رواه البخاري، وصيامه يعدل صيام عشرة أشهر كما في مسند أحمد، وهو في صحيح الترغيب، و”لله عزّ وجلّ عند كلّ فطر عتقاء” رواه أحمد وهو في صحيح الترغيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *