لماذا اخترنا الملف؟

العلاقة بين الصيام والجهاد في مرجعية وتاريخ المسلمين بل في القرآن الكريم وثيقة جدًّا؛ حيث يمكن أن نلاحظ مثلا أن آيات الصيام في سورة البقرة بدايةً من قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ” البقرة:183 إلى آخر آيات الربع الثالث من الحزب الثالث. ثم يبتدئ الربع الرابع، وثاني آية فيه تتحدَّث عن الجهاد والقتال، حيث يقول ربنا عز وجل “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ” البقرة:190-193.
أما في تاريخ المسلمين فحدث عن هذا الترابط ولا حرج، ونحن على أبواب هذا الشهر الفضيل ومآسي المسلمين من حروب وإبادات جماعية وتسلط وغزو واحتلال، على امتداد رقعة عالمنا الإسلامي، ارتأينا أن نخصص ملف هذا العدد لتسليط الضوء على العلاقة بين شهر الصيام والجهاد، باستعراض محطات من تاريخنا المشرق والمشرف، لإنعاش الذاكرة واسترجاع شيء من عبق التاريخ للتأمل والذكرى والعبرة، لنرى كيف عاش أسلافنا رمضاناتهم، في عز وكرامة، وكيف نعيشها نحن في زمن السهرات والمهرجانات والحفلات الرمضانية، فكان أن سلط الله علينا الأعداء يسوموننا سوء العذاب بما كسبت أيدينا، فهل من معتبر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *