رهبان بوذا يقتلون المسلمين وسط صمت إسلامي ومباركة أمريكية

عادة ما ينظر الناس إلى رجال الدين في الإسلام نظرة سامية باعتبارهم الذين يحضون الناس على الفضائل؛ ويرغبونهم في حسن القول والعمل وعلى التزام الطاعات؛ والبعد عن المنكرات لنيل رضا الله عز وجل وغفرانه.
لكن جل من يدعون أنهم رجال الدين في الكثير من الديانات الأخرى يدعون هذا ظاهرا في حين يرتكبون هم بأنفسهم أو بتحريضهم الأتباع على الكثير من المفاسد والمنكرات.
وتزداد الهوة اتساعا بين سلوك رجال الدين والفضائل الكريمة في الديانات الوثنية التي لا تعرف إلها إلا حجرا يعبدونه من دون الله، فتراهم يرتبكون كل أنواع المحرمات البشرية والإنسانية ويدعون الناس لفعلها، وينتهكون حقوق غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، ويستلبون ثرواتهم ومواردهم، وربما يعتدون أيضا على حقهم في الحياة الإنسانية.
وإذا أردنا أن ننظر إلى مثال اكتملت فيه كل أركان الجرائم الإنسانية والأخلاقية فلن نجد أوضح من رهبان الديانة البوذية في بورما، الذين يشاركون بالدفع والتحريض بل والقيام بقتل المسلمين بأنفسهم في المذبحة الدائرة هناك لملايين المسلمين، في مذابح تدور رحاها حتى كتابة هذه السطور التي نستطيع أن نؤكد أنه الآن تسيل دماء مسلمة على الطرقات أو يموتون حرقا أو تغتصب نساؤهم علنا ثم تمزق جثثهم بعد ذلك.
فترصد صحيفة بريطانية دور الرهبان في إشعال النيران وتأجيجها لتحرق كل ما هو إسلامي في بورما ولكي تنهي الوجود الإسلامي لأصحاب الأرض الأصليين الذين أصبحوا ضيوفا على أرضهم بعد سلبهم جنسيتهم، ليتحولوا بعدها إلى ما يشبه الكائنات الضارة التي يجب على البوذيين التخلص منها!!
فقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الرهبان البوذيون ألفوا كتبا كثيرة جدا طبع منها مئات الألوف من النسخ تدعو إلى اعتبار المسلمين الروهانجيين كائنات وحشية بطبيعتها يجب محوها من الوجود في بورما، وتدعو إلى اتخاذ كل وسيلة للتخلص منهم بكل وسائل القتل أو التجويع، ومنع وصول الطعام والشراب ولعدم إيجاد علاج لأي مريض منهم حتى يفنوا عن آخرهم.
وكان للرهبان البوذيين الدور الأكبر في بداية هذه السلسلة من المذابح، فقد خرجت من داخلهم صيحات تدعو إلى المزيد من التوترات وإلى تضخيم الأحداث واستغلالها لإثارة مشاعر البوذيين ضد المسلمين وذلك بالاتفاق مع السياسيين لاستئصال الوجود الإسلامي.
وعن الدور الخطير واللاأخلاقي الذي يقوم به الرهبان يقول كريس ليوا مدير منظمة غير حكومية في المنطقة تسمى بمشروع أراكان: (في الأيام الأخيرة قام الرهبان بدور قيادي في فرض الحرمان على المسلمين ومنع وصول المساعدات الإنسانية لهم، وذلك بدعم من قبل السياسيين)، ويضيف (إنه تم نشر بعض الرهبان قرب مخيمات النازحين المسلمين، من أجل التحقق من الزائرين الداخلين إلى المخيم الذين يشتبه في حملهم مساعدات للنازحين).
إن العالم كله الذي تحرك من أجل عدم هدم طالبان لصنمين أثريين لبوذا من سنوات لكنه رغم كل هذه المذابح المستمرة لم تتحرك مؤسسة دولية ولا منظمة حكومية رسمية ولا وزارة خارجية لنجدة هؤلاء المستضعفين المقهورين، فاهتمامهم بالأحجار البوذية أعظم من اهتمامهم بالأرواح المسلمة، ولم تتحرك إلا الولايات المتحدة التي تدخلت بما يلبي مصالحها العقائدية فتدخلت برفع العقوبات الاقتصادية والديون عن حكومة بورما التي تخوض حرب إبادة ضد المسلمين.
فماذا فعل الأشقاء إخوة الدين والعقيدة ؟!
مركز التأصيل للدراسات والبحوث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *