إصلاح المجتمع إصلاح التعليم

مع بداية كل موسم دراسي جديد، تبدأ الصحف والجرائد، والخطب والمحاضرات، تجترّ كلامها عن التعليم، تؤمن كلها بفساد تعليمنا، لكن الحلول تختلف، والاقتراحات تتنوع، كل حسب فهمه وزاوية تفكيره، حتى ولو كانت صالحة فكيف سيصلح التعليم في ظل ارتباطه بمجالات أخرى تعاني بدورها من مرض متراكم.
فالتعليم جزء من البنية المجتمعية العامة يؤثر في الواقع ويتأثر به، والسياسة التعليمية ماهي إلا انعكاس لسياسة الدولة المطبقة في مختلف القطاعات الأخرى. وبعد كل تجربة نستورد أخرى، نجتثها من قالبها، وإن كان مقاسها غير مناسب فنحن بدهائنا نستطيع إرغامها على واقعنا ومجتمعنا ليناسب، ثم تكون النتيجة: أموال تهدر، وفشل ذريع. ظننا أننا لو طبقنا نظاما تعليميا كنديا أننا سنكون كندا إفريقيا، وتناسينا الفروق، وقديما قعّد الأصوليون: لا قياس مع وجود الفارق.
وثمة نقط تُلاكُ بعد كل حوار اجتماعي، ويعرفها حق المعرفة أهل الميدان: الاكتظاظ، الهدر، تعويضات العالم القروي، تأمين الزمن المدرسي، مشاكل الفئات التعليمية، الإضرابات، الساعات الإضافية.. إن تعليمنا لن يصلح فقط بحل هذه المشاكل، لن يصلح تعليمنا حتى يرى التلميذ الانسجام بين والديه ومعلمه، وبين تعليمه وإعلامه، وبين مدرسته وشارعه، ففي المدرسة يتعلم الآداب والأخلاق، وفي الشارع يمرر الممحاة عليها، ويرى أبويه على حال وأستاذه على حال مناقضة، ويتشبع بدروس القيم داخل فصله، فتتلوث بعد جلوسه أمام قنواته.
وحتى نجلي الصورة أكثر حول هذا الموضوع الهام والملح ارتأينا فتح هذا الملف.

ذ.إبراهيم أبو الكرم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *