البانتشاسيلا المبادئ الخمسة المتلاحمة

الأفكار والمعتقدات
العلمانية والتغريب هما خلفية البانتشاسيلا ومن هذا الباب دخلت الصليبية والجمعيات التنصيرية من كل طائفة وملة إلى أندونيسيا بتسهيلات من الحكومة الأندونيسية، والأمم المتحدة باسم رعاية الأمومة والطفولة، ومكافحة الأمراض وفتح المستشفيات.. الخ.
بلغ عدد الذين تركوا الإسلام واعتنقوا الكاثوليكية في أندونيسيا 20 ميلوناً ضمن سكان الدولة المسلمة التي كانت مسلمة مائة بالمائة.
الرابطة القومية -اللادينيةـ هي التي تربط أفراد الشعب الأندونيسي بعضهم ببعض.. وهذه الرابطة صدى للدعوات القومية التي ظهرت في أوروبا وتسعى الآن للتخلص منها وإحياء الانتماء لديهم للنصرانية واليهودية.. وهدف القومية الأندونيسية إبعاد العقيدة الإسلامية عن عوامل وحدة الشعب الأندونيسي وبالتالي إبعاد الشعب عنها شيئاً فشيئاً.
الإنسانية فكرة أصبحت مبدأ من المبادئ الخمسة، تخفي وراءها الدعوة اللادينية، والحقد على الإسلام.. باعتبار أن الشعب الأندونيسي ليس كله مسلماً.. وأن الذي يجمعهم هو الإنسانية.
العدالة الاجتماعية.. مقولة جميع الحكام العسكريين في دول العالم الثالث ولكن بدون ممارسة حقيقية، أو وجود واقعي.. وإلا فلماذا انتشر الفساد واللصوصية والرشوة والمحسوبية بين المسؤولين في أندونيسيا وفي سواها ممن نهج نهجها؟
ـ انطلاقاً من التزام الحكومة بالبانتشاسيلا باعتبارها الأساس الوحيد المعترف به للسياسة العامة للدولة فقد صدرت القوانين التي اعتبرت أية دعوة لتطبيق الدين الإسلامي دعوة تخريبية تهدد أساس استقرار المجتمع، كما حاولت الحكومة عام 1973م منع المسلمين من التحاكم لقوانين الشريعة الإسلامية المتعلقة بالزواج والطلاق والأحوال الشخصية، إلا أن تلك المحاولة أسقطتها المظاهرة التاريخية الكبرى التي قام بها الشباب المسلم آنذاك.
كما اتجهت الحكومة لمنع حجاب الشابات المسلمات وألحقت جهاز بوليس بكل مصلحة حكومية لتولي مسؤولية مراقبة وملاحقة أنشطة الدعوة الإسلامية.
وعلى أساس البانتشاسيلا اعترفت الحكومة بالنصرانية وتمثل 5% والأديان الوثنية [البوذية 2% والهندوكية 2% وباقي الوثنية 2%] على الرغم من أن الإسلام يمثل 88% من عدد السكان البالغ 160 مليون نسمة.
وتعامل الحكومة -انطلاقاً من البانتشاسيلا- الأديان معاملة متساوية لذلك أتاحت للهيئات التنصيرية كامل الحرية في نشر الديانة النصرانية بين المسلمين وكذلك تقدم الحكومة برامج متساوية على شاشة التلفزيون لنشر تعاليم كل (الأديان)!!
ـ ونظراً لأعمال البانتشاسيلا فإن عدد الكنائس والمعابد البوذية والهندوكية أصبحت مقاربة لعدد مساجد المسلمين.
أدخلت الحكومة مبادئ البانتشاسيلا كمادة أساسية في مجال التربية والتعليم في جميع المراحل التعليمية، وأعدَّت دورات تدريبية لجميع موظفي الحكومة والقطاع الخاص لدراسة مبادئها زعماً بأن البانتشاسيلا ليست ضد الإسلام والمسلمين وإنما تعني حرية الأديان للتعايش السلمي.
ومما تجدر ملاحظته ما قيل من أن الرئيس سوكارنو قد اقتبس مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والإنسانية من الزعيم الوطني “سون يات سن” وأضاف إليها مبدئي الألوهية ووحدة أندونيسيا.
وهكذا انطلقت الجمعيات التنصيرية لتنصير المسلمين في أندونيسيا حتى أصبح المُنَصَّرُون من المسلمين الأندونيسيين يتعدون عشرين مليوناً انطلاقاً من البانتشاسيلا التي باركها الغرب.
ويتضح مما سبق
أن البانتشاسيلا هي خمسة مبادئ أعلنت غداة استقلال أندونيسيا المسلمة ليسير الشعب على هديها وهي: الإيمان بالله الواحد الأحد والقومية والديمقراطية والإنسانية والعدالة الاجتماعية، وفي ظل هذه الشعارات النظرية عربدت العلمانية في أندونيسيا، ففي بيان المبدأ الأول قال سوكارنو منظِّر هذه المبادئ: إن المزارع يشعر بحاجته إلى الله أما الصانع فلا يرى ضرورة لوجوده، وفي ظل هذه المبادئ تم تنصير الملايين من المسلمين في أندونيسيا، وفي ظل هذه المبادئ تمنع الحكومة الحجاب وتلاحق الدعاة إلى الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *