ملتقى نصرة النبي عليه الصلاة والسلام بالدار البيضاء إبراهيم بيدون – عيسى بنكرين

نظمت جمعية ملتقى الأساتذة للثقافة والرياضة والأعمال الاجتماعية، بتنسيق مع حركة التوحيد والإصلاح وبتعاون مع مقاطعة الحي الحسني يوم الأحد 05 ذي الحجة 1433هـ الموافق لـ21 أكتوبر 2012م بملعب الألفة الحي الحسني الدار البيضاء ملتقى نصرة النبي عليه الصلاة والسلام، تحت شعار قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}.
وقد عرف الملتقى اهتماما بالغا من مختلف شرائح الساكنة البيضاوية؛ حيث شارك فيه عدد كبير من ساكنة مختلف عمالات الدار البيضاء؛ من شباب وأطفال ونساء وشيوخ.
وافتتح هذا الملتقى المقرئ الشيخ عبد العزيز الكرعاني بتلاوة آيات من سورة الأحزاب، أنصتت لها الآذان، وخشعت لها القلوب، وعمت السكينة والطمأنينة المكان رغم فساحته..
ثم أعبقت تلك القراءة الطيبة مداخلة العلامة الدكتور زين العابدين بلافريج، الذي تطرق للحديث عن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ركز من خلال محاضرته على وجوب الإيمان بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وطاعته ومحبته ودراسة سنته وسيرته والرضا بحكمه وتحكيم سنته، وتعظيم ذكره والصلاة عليه لما للكيان الأدبي المحمدي من عظمة لقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
كما ذكّر العلامة بلافريج الحضورَ الكريم بتعظيم الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وخشوعهم عند ذكره، وخفض الصوت عند حديثه، ثم وضح أن نصرته صلى الله عليه وسلم اليوم تبتدئ بتعلم سنته والعمل بها، وأن ما حدث من إساءة يدخل في عموم قوله تعالى: “لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”.
ثم تلت كلمة الدكتور زين العابدين بلافريج، مشاركة شعرية ألقاها الأستاذ محمد بيهي، مدح فيها رفعة مقام النبي صلى الله عليه وسلم، ورد في قصيدته على المتطاولين على علياء كرامة سيد ولد آدم، وشاجبا الإساءة الدنمركية والفرنسية والقبطية (الأمريكية)، التي تنوعت ما بين رسم وفيلم وتطبيع لحرية التعبير والإبداع المتسيبة..
وبعدها أتت مداخلة الأستاذ الشيخ مصطفى لقصير بعنوان: “الصراع بين الحق والباطل وأثرهما في إهانة المقدسات”، بيّن فيها أن الهجمة الشرسة التي أعلنها الغرب تعبر عن حقد دفين تجاه هذه الأمة ورموزها المقدسة، وأكد على أن الصراع دائم دوام السماوات والأرض، وقد كانت بدايته وبذرته في قصة آدم عليه السلام وإبليس، وأوضح أن السخرية أمر قديم قدم التاريخ، بحيث أن الله تعالى أخبرنا عن قصة نوح عليه الصلاة والسلام مع قومه؛ فقال سبحانه: {وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ}.
ثم ذكر محاولات الكفار وسعيهم إلى قتله واغتياله عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكنهم لم يفلحوا لأن الله تعالى عصمه منهم “وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ”، إلا أن العصمة كانت عصمة من القتل والإتلاف فقط، أما الإيذاء فقد تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم.
بعد ذلك بين أن الطعن في الدين الإسلامي في هذه الأمة بدأ مع فرقة الشيعة، فالشيعة أول من سنّ ذلك لأنهم طعنوا في الصحابة ثم طعنوا في القرآن الكريم، وبعدهم الخوارج، ثم المبطلون من غلاة العقلانيين والمتصوفة. وهذا الحقد والعداء من طرف أعداء الإسلام راجع إلى كونه خاتم الأديان؛ وكون رسوله خاتم المرسلين؛ وكون أمته خير أمة أخرجت للناس، فالأمة الإسلامية آخر الأمم مجيئا وهي الأولى يوم القيامة.
ثم ختم الملتقى الشيخ الدكتور حميد العقرة رئيس جمعية ملتقى الأساتذة بكلمة مختصرة حثَّ من خلالها الحضور على استثمار هذا الطعن الموجه إلى الإسلام ومقدساته بالرجوع إلى دين الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل على نشرها بين الناس، وكذلك إنشاء المراكز المتخصصة في ذلك، حتى يكون العمل مؤسساتيا ويتم استثمار الجهود بشكل كبير وجيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *