محطات من الحرب القذرة للمنابر الإعلامية على الدعاة والعلماء نبيل غزال

لا زالت المنابر الإعلامية ذات التوجه العلماني تواصل حربها الضروس ضد العلماء والخطباء والحركات والجماعات الإسلامية؛ متسلحين بكل الطرق والوسائل والإمكانات المتاحة؛ واضعين نصب أعينهم القاعدة المكيافيلية التي يعتمدها كل الطغاة (الغاية تبرر الوسيلة).
فالكذب والزور والبهتان واختلاق الأراجيف ونشر الإشاعات..؛ كلها وسائل متاحة وأمور لا يشين ولا يعيب أبدا استعمالها في هذه الحرب من طرف هاته المنابر.
وليست فرية (تدمير سلفيين لنقوش صخرية في موقع ياغور) ولا (اعتداء أساتذة سلفيين على أستاذ للفلسفة) و(لا محاولة سلفيين شنق عرافة بمدينة سلا) أولى هذه الكذبات؛ ولن تكون آخرها بكل تأكيد؛ لأن من أشربت قلوبهم حب اللادينية وكره الشريعة الإسلامية والمدافعين عنها؛ من المنتظر أن يتزايد هجومهم بعد الأحداث الكبيرة التي شهدها العالم العربي والفشل الذريع الذي مني به التيار العلماني في الانتخابات الأخيرة.
ونود بهذه المناسبة أن نذكر قراءنا الكرام ونعيد إلى ذاكرتهم بعض محطات الهجوم العلماني على العاملين في حقل الشريعة والمدافعين عنها؛ وكيف كانت المنابر الإعلامية التي يسيطر عليها هذا التيار تكيل التهم والأحكام الجاهزة لأناس أبرياء؛ وترمي بالرجعية والظلامية والإرهاب ونشر ثقافة الحقد والكراهية والكبت الجنسي.. كل مواطن مغربي خالف مرجعيتهم واختار عن إيمان وقناعة أن يعيش حياته وفق كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بمنهج السلف.

ملف دور القرآن
حين نرجع بذاكرتنا إلى الوراء؛ وبالضبط إلى أكثر من أربع سنوات؛ نتذكر كيف وجّهت الصحافة العلمانية الرأي العام؛ والطريقة الماكرة التي تناولت بها هذا الملف المفبرك والقضية المفتعلة التي اشتهرت باسم “زواج الصغيرة”؛ وأغلق على إثرها قرابة 70 جمعية تعنى بتحفيظ القرآن الكريم.
ونورد فيما يلي جملة مما نشرته الصحافة العلمانية يومها حول السلفيين؛ حتى نضع الأمور في نصابها؛ وتتضح لنا أخلاقيات المهنة والمصداقية التي تدعيها هذه المنابر!!

الأحداث المغربية (ع: 3529-3530)
– إقدام الداخلية مؤخرا على إغلاق الشبكات العنكبوتية لهذا الوباء الفوضوي المدمر، يبين أن الداخلية كانت تغمض أعينها عن هذه المشاتل المسماة زورا بـ”دور القرآن”، ولا يخفى على أحد الأدوار التي تلعبها “دور القرآن” هذه..
– “احذروا دور الانغلاق واحظروها”.
– لقد تساهلت الدولة وتغافلت كل أجهزتها عن استفحال أنشطة التضليل التي تقوم بها دور الانغلاق التي تسمى بهتانا “دور القرآن” والتي تتلقى تمويلا خارجيا لا يخضع للمراقبة..
– هذه المدارس المسماة دور القرآن والتي‮ ‬تتخذ من تحفيظ القرآن الكريم ذريعة لنشر أفكار مذهبية خارجية ذات ارتباطات مشرقية‮، ‬والأفكار والمبادئ التي‮ ‬تروجها وتربي‮ ‬عليها طلبتها أقرب ما تكون إلى ما‮ ‬يتبناه الطالبان الأفغان‮…
جريدة الاتحاد الاشتراكي (ع: 8962)
– يستطيع فقهاء الغريزة أن يجعلوا الدين، بسهولة في خدمة “البيدوفيليا” اليوم..
– أبو جهل مزيد ومنقح.
– ..الفقهاء عندما يكونون في الظلام يتشابهون كالقطط..
جريدة الصباح (ع:2615)
– اعتبرها البعض تحريضا على الفساد وانتهاك أعراض الأطفال والقاصرين باسم الدين والشريعة الإسلامية..
– خصوصا أولئك المتعطشين إلى “نهش أعراض الفتيات البريئات، ومرضى الشذوذ الجنسي”..
جريدة بيان اليوم (ع: 5532-5537)
– منذ مدة والحبل متروك على الغارب لفقهاء الظلام، لكي يستحوذوا على عقول وألباب البسطاء من شعبنا، وحقنها بما لذ وطاب من أفكار الجمود والتعصب والكراهية ونبذ الآخر وتكفير الدولة والمجتمع والناس، وجرها إلى أتون التطرف والإرهاب..
النهار المغربية ع: 1348
– ويبقى أحسن قرار اتخذ بهذا الخصوص هو إغلاق موقعه الإلكتروني و”الدكاكين” القرآنية التابعة له والبعيدة عن الرقابة.
القناة الثانية 2M
أما القناة الثانية 2M فقد سال لعاب مسيريها لهذه المادة الإعلامية الخصبة؛ التي سيمررون من خلالها العديد من الأفكار العلمانية ويهدمون بالمقابل العديد من الثوابت؛ حيث كان القائمون على قسم الأخبار ينتظرون وهم يعدون تقريرهم حول ما أسموه بـ”زواج الصغيرة” نتيجة غير التي توصلوا إليها؛ فلما خاب ظنهم وخيبتهم تصريحاتُ أهل الاختصاص لم يجدوا بدا من الخروج عن الحياد الإعلامي والموضوعية، فقرروا إعلان الحكم المسبق من قبل مذيع الأخبار بقوله:
“هناك من يريد بناء هذا الوطن عبر تربية النشء ومحاربة الأمية والهدر المدرسي؛ خاصة لدى الفتيات؛ وهناك من يريد العكس. حيث أجاز أحد الشيوخ لنفسه إصدار فتوى يجيز فيها زواج الفتاة في سن التاسعة من عمرها، ما أحدث صدمة للرأي العام الوطني وخلف ردود أفعال منددة لدى المنظمات الحقوقية”.
فقد سجلت القناة الثانية مع الشيخ الدكتور محمد المغراوي مادة بلغت (7 دقائق) ولم يذيعوا في تقريرهم إلا (24 ثانية) أي بنسبة (5,7 (% واختاروا بعناية فائقة مقطعا مبتورا يخدم توجههم ولا يعطي للمشاهد الكريم أدنى صورة عما أراد الدكتور بيانه وتوضيحه بخصوص هذه التهمة.
هذا العمل وإن كان يتنافى وأخلاقيات مهنة الصحافة إلا أننا لم نكن نستبعده من منبر تعودنا منه الانحياز التام للتيارات العلمانية في كل النقاشات التي تشهدها الساحة الوطنية، كقضية الخطة الوطنية لإدماج المرأة والإرهاب والحجاب، والإجهاض..

الدكتور أحمد الريسوني
للدكتور أحمد الريسوني عضو المجمع الدولي للفقه الإسلامي سابقا صولات وجولات مع أتباع هذا التيار المتطرف؛ إلا أن الفتوى التي أصدرها الدكتور بخصوص تحريم التسوق من المتاجر التي تبيع الخمور، وعَدّ عملها تعاونا على الإثم والعدوان، وسكوتا عن إنكار المنكر بالنسبة للمشتري، أثارت حفيظة العديد من المنابر الإعلامية التي دبجت مقالات متعددة ونقلت بيان جمعية بيت الحكمة طالبت فيه “بإلغاء القوانين التي تعتبر أن الخمر لا يباع إلا للأجانب، أو التي يعاقب بموجبها مواطنون مغاربة على شرب الخمر أو اقتنائها، وذلك لملاءمة القوانين الجنائية مع مضمون الوثيقة الدستورية ومع ما تم التعهد به دوليا من طرف الدولة المغربية”. واعتبرت الجمعية أن “استهلاك الخمور يدخل في باب الحريات الفردية الأساسية التي لا مجال فيها لتدخل السلطة أو غيرها بالردع أو المنع أو المصادرة”.

الخطيب عبد الله نهاري
منبر الجمعة من الوسائل والآليات الموصلة لخطاب الشرع إلى عموم الناس، وإذا ما أدى دوره كما هو مطلوب منه، فسينعكس أثره لا محالة على سلوك الفرد، ومنه على الأسرة الصغيرة والممتدة، والحي والمجتمع.
وهو الأمر الذي يدركه العلمانيون جيدا؛ لذا نراهم يهرولون زَرافات ووحدانا إلى تجفيف منبع الخير هذا؛ واستهداف كل خطيب مجد يقوم بواجبه.
وقد فتحت بعض الأسبوعيات الوطنية ملفا حول الموضوع؛ فيما خصصت يوميات أخرى أعمدة سددت من خلالها سهام رميها إلى الخطيب عبد الله نهاري، الخطيب السابق بمسجد الكوثر بمدينة وجدة، وطالبت بضرورة فتح نقاش حول خطبة الجمعة، ووظيفة الخطيب الذي يعتلي المنبر كل أسبوع، على اعتبار أن المواضيع التي يناقشها الخطيب نهاري؛ الأمور التي يحذر منها تستوجب تدخلا فوريا من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية!
فبالنسبة للمنابر العلمانية فهذا الخطيب قد اقتحم العقبة، وخرج عن الإطار المسموح به في العمل للخطباء والوعاظ!! وعمد إلى التحذير من “الربا!” و”العري في الشواطئ” و”السياحة الجنسية” و”بيع الخمور”! و”زعزعة عقيدة الأطفال”! و”ثلة العلمانيين!” و”الإعلام الفاسد”! وهاجم رواية “الخبز الحافي” لمحمد شكري التي تحدث فيها عن شذوذه الجنسي وأشاع ذلك في المجتمع دون حياء أو خجل!
وهذه -عند القوم- أمور عظيمة لا يحق لمن اعتلى منبر الجمعة أن يخوض فيها؛ أو يحذر الناس من شرها؛ ذلك أن الخطيب انطلاقا من المرجعية العلمانية التي تكبل عقول معظم الكتاب والصحفيين المغاربة إلا من رحم الله؛ لا يجوز في حقه بتاتا أن يخوض في قضايا الشأن العام، ولا الدفاع عن الهوية الإسلامية وكشف مخططات من يستهدفها، سواء على المستوى العقدي أو الثقافي أو السلوكي.. وإلا عُدَّ هذا الخطيب مغردا خارج السرب، و”سجين نظرية المؤامرة التي تسيطر على الإسلاميين”!

في الختام
هكذا صورت هذه المنابر المغرضة العلماء والعاملين في حقل الدعوة إلى الله تعالى أنهم فقهاء ظلام متعطشون لانتهاك الطفولة؛ وجعلت من كل مواطن مستقيم متمسك بدينه على أنه “وهابي”!! وحامل فكر شرقي دخيل!!
وكأن الإسلام جاء من باريس أو واشنطن؛ وكأن الإمام مالك والجنيد السالك والإمام الأشعري والمولى إدريس ومن فتح المغرب وأدخل إليه الإسلام وغيرهم لم يكونوا من المشرق!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *