من دروس الهجرة النبوية

لقد بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بدعوة تملأ القلوب نوراً، وتشرف بها العقول رشداً؛ فسابق إلى قبولها رجال عقلاء، ونساء فاضلات، وصبيان لا زالوا على فطرة الله.
وبقيت تلك الدعوة على شيء من الخفاء، وكفار قريش لا يلقون لها بالاً؛ فلما صدع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أغاظ المشركين، وحفزهم على مناوأة الدعوة والصدّ عن سبيلها؛ فوجدوا في أيديهم وسيلة هي أن يفتنوا المؤمنين، ويسومونهم سوء العذاب، حتى يعودوا إلى ظلمات الشرك، وحتى يرهبوا غيرهم ممن تحدثهم نفوسهم بالدخول في دين القيّمة.
أما المسلمون فمنهم من كانت له قوة من نحو عشيرة، أو حلفاء يكفون عنه كل يد تمتد إليه بأذى، ومنهم المستضعفون، وهؤلاء هم الذين وصلت إليهم أيدي المشركين، وبلغوا في تعذيبهم كل مبلغ.
ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقاسيه أصحابه من البلاء، وليس في استطاعته حينئذ حمايتهم، أذن لهم في الهجرة إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، ثم لحق بهم في المدينة.
والناظر في الهجرة النبوية يلحظ فيها حكماً باهرة، ويستفيد دروساً عظيمة، ويستخلص فوائد جمّة يفيد منها الأفراد، وتفيد منها الأمة بعامة. فمن ذلك على سبيل الإجمال ما يلي:
1- ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله..
2- ضرورة الإخلاص والسلامة من الأغراض الشخصية..
3- الاعتدال حال السراء والضراء..
4- اليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين..
5- ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة..
6- أن من حفظ الله حفظه الله..
7- أن النصر مع الصبر..
8- الحاجة إلى الحلم، وملاقاة الإساءة بالإحسان..
9- إستبانة أثر الإيمان..
10- إنتشار الإسلام وقوته..
11- أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه..
12- قيام الحكومة الإسلامية والمجتمع المسلم.
13- إجتماع كلمة العرب وارتفاع شأنهم.
14- التنبيه على فضل المهاجرين والأنصار.
15- ظهور مزية المدينة..
16- سلامة التربية النبوية..
17- التنبيه على عظم دور المسجد في الأمة..
18- التنبيه على عظم دور المرأة..
19- عظم دور الشباب في نصرة الحق..
20- حصول الأخوة وذوبان العصبيات..
(للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد بتصرف).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *